ياسر مراد ذويب - تونس / كندا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5883
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يبدو أن حسم الدستور التونسي في شاكلته النهائية كان تتويجا معرفيا لصراع سياسي نجحت فيه الطبقة السياسية التونسية بمختلف مكونتها أن ترسو بسفينة المجلس التأسيسي إلى هدفه المنشود و هو تأسيس لفلسفة سياسية جديدة و النجاح في إدارة الأختلاف السياسي و تحكيم مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الضيقة و تجعل من هؤلاء النواب أباء مؤسسين لجمهورية يكون فيها الدستور المرجعية الاولى و مؤسسا لدولة القانون و يقطع نهائيا مع دولة الأشخاص
قد لا يبدو هذا الحراك غريبا على الفكر السياسي التونسي اللذي نجحت فيه الحركة الأسلامية التونسية في تأسيس لفلسفة التوافق و جعلت منه أساس فكرها السياسي
إستطاعت حركة الأتجاه الأسلامي منذ سنة 81 و من بعدها حركة النهضة سنة 89 أن تحسم منذ البداية في مسألة التعايش السياسي أعلنت عن نفسها كحركة سياسية تونسية ذات مرجعية إسلامية تنطلق من الواقع التونسي السياسي و مكملة لأرث إصلاحي سياسي تونسي صميم بدأ منذ القرن التاسع عشر و مكملة له
كان هذا منطلقا عمليا لربط جسور الحوار مع طبقة سياسية تونسية فتحت أبواب صحفها لللأسلاميين كجريدة الرأي و المغرب و تواصل هذا الحوار رغم تعثره في البداية و إصطدامه برفض البعض و لم تكن سنوات الجمر و موت السياسة كما سماها الشيخ راشد الغنوشي كافية بأن تميت ما بدأته الطبقة السياسية التونسية و إتفاقها على إنهاء ديكتاتورية بن علي مرورًا بمؤتمر مدينة أكس الفرنسية سنة 2003 و ما تضمنه من إقتراحات
سياسية توجه إضراب الجوع في 18 أكتوبر 2005 دقت فيه الطبقة السياسية التونسية بمختلف حساسياتها المسمار الأخير في نعش ديكتاتورية بالية أساءت كثيرا
لعبقرية الفكر السياسي التونسي
--------------
ياسر مراد ذويب:
ناشط سياسي و حقوقي عضو في المنتدى الأسلامي الكندي مونتريال كندا
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: