البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السلبية والإستقالة من المسؤولية لدى الحركات الاسلامية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8562


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك خاصية تتسم بها التجمعات السلبية التي تربت على ثقافة القطيع والإمعية، وهي الإستقالة وتوكيل إتخاذ القرارت والنظر فيها، لغيرها، بحيث يصبح هذا الآخر هو من يقرر او في احسن الأحوال هو من يقترح ويشير بالفعل.

تمثل الحركات الإسلامية المعاصرة للأسف أكثر الأطراف التي تحوز على هذه الخاصية، حيث تستقيل القواعد من النظر وتسلم أمرها كلها لقيادة وأحيانا لشيخ، وتنزله منزلة عليا تقارب أحيانا تلك التي للنبي، بحيث لاتنظر معه في أمر ولا يخطر على بالها أصلا إمكانية الخطأ لديه.

وينتج عن ذلك أن يصبح الشيخ او القيادة هي صاحبة القرار، تقرر وتعقد الصفقات وتتخلى عن المبادئ، وتفعل ماتريد من دون الرجوع للقواعد ذات الالاف بل ذوات الملايين أحيانا كما هو الحال مع الاخوان المسلمين بمصر او الجماعة الاسلامية بالباكستان.

هذه الوضعية عمليا تمثل دكتاتورية، حيث تتسلط مجموعة او فرد بالقرار وتعزل الباقي، وهو وضع يشبه لحد بعيد دكتاتورية الحزب الشيوعي بالانظمة الشيوعية بالمعكسر الشرقي سابقا حيث يمثل الحزب هناك الحزب القائد كمايسمى في ادبياتهم له وحده حق تمثيل الناس وللقيادة داخله الحق في تمثيل الحزب.

على ان هناك فرقا، اذ ان الحال بالحركات الاسلامية ناتج عن استقالة ذاتية وعن طواعية للقواعد التي تقبل بوضع الإنسحاب، بل ولاتعتقد اصلا ان القيادة تلك يمكن ان ترتكب خطأ، بل وانها تنطلق في اعمال تبريرية لاخطائها كلما وقع لومها، تأثرا بثقافة تبريرية مجتزئة تقول بوجوب احسان النية بأخيك وبوجوب الطاعة للأمير وغيرها من الاسانيد التي اما موضوعة واما أنها تنزل في غير سياقاتها.

إذا اردنا أن نقترب من وضعنا بتونس، فانظر مثلا كيف استقال عمليا مجلس شورى حركة النهضة وترك الغنوشي واعضادة ممن هم مجرد نسخ منه، يقومون بمايحلو لهم من صفقات مع الثورة المضادة، وانظر إن شئت نواب كتلة النهضة بالتأسيسي ذوي العدد الكبير كيف تحولوا لمجرد كم مثله ولاشيئ سواء

انظر لتلك الكتلة من النواب وقد تحولت لمجرد أداة تنفذ مايمليه او مايوحيه لهم الغنوشي تنفيذا لمايقرره في صفقاته مع الثورة المضادة

وانظر اليهم وقد ذهبت عنهم حتى إمكانية الخجل إذ يتخلون عن قوانين كانوا من أشد المدافعين عنها، لمجرد ان الغنوشي قد اتفق مع الثورة المضادة على فعل ذلك، من مثل التخلي عن قانون تحصين الثورة وغيرها من القوانين.

أليست هذه عينات تؤكد ما أشرت إليه في أول كلامي عن السلبية داخل الحركات الإسلامية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، الحركات الإسلامية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة
  اجعلوا أحزانكم على "أبي إبراهيم"، مولّدة للطاقة
  مصطلح "نخب الاستقلال"، ليس بأجدر ولا أفضل من مصطلح "منتسبي فرنسا"
  الواقع يغيّره صاحب القوة وليس صاحب الحق والمبدأ : أخلاق القوة (*) هي التي تغير الواقع
  المسلّمات التي تنتج طمأنينة زائفة: لا يمكن تغيير واقعنا مع الإبقاء على الأصنام وزوايا النظر النمطية
  نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
  التونسي لايفعل ولايغيّر، ليس لأنه عاجز وإنما لأنه لايعرف ماذا يفعل
  ثقافة الدجاج والتّدجين
  هل حان الوقت لأن تحلّ التنظيمات الإسلامية نفسها
  الفعل السياسي الحالي لاقيمة له، لأنه لن يتجاوز سقفا حدده مدير السجن الذي يحكمنا منذ عقود
  يجب أن تكون قادرا على تجاهل الحدث، وذلك شرط حرية الموقف
  التونسيون وهواية العبث: نموذج دعوات المشاركة والمقاطعة في الإنتخابات
  يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
  علينا أن نحزن لوجود هؤلاء بيننا
  لماذا تفشل دعوات المقاطعة للسلع الغربية أو دعوات التصدي للإنقلاب: الدعوة المباشرة للفعل تضعف احتمال نجاحه
  لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
  المدوّنون الإسلاميون و وَضْعيّة الكلب
  على هامش تفجيرات لبنان: الجهل والمعرفة بالأحداث هل هي ذات قيمة
  هل لدى التونسي مشكلة في قدرات ........
  الحركات الإسلامية وحتمية السجن أو الأدوار الوظيفية: تونس، الجزائر، المغرب، الأردن ...
  البودكاستات العربية ذات مظهر جذاب، لكنها عقيمة المحتوى وتكرس واقعا فاسدا
  المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
  لماذا تبحثون في حياة السّلف الأوائل، وهؤلاء القدوات بيننا
  مالذي يجمع بين مشاهدة الألعاب القتالية والرقص والجنس
  ضعف قدرات التجريد لدى "النخب"، هو الوجه الآخر لمشاكلنا
  "نخب" الجمود الذهني، وفلسفة ذلك ماوجدنا عليه آباءنا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد يحي، عبد الله زيدان، سامر أبو رمان ، خبَّاب بن مروان الحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، رافع القارصي، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العراقي، محمد العيادي، محمود طرشوبي، خالد الجاف ، أحمد الحباسي، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سليمان أحمد أبو ستة، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، محمد الياسين، صلاح الحريري، د. عبد الآله المالكي، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، إياد محمود حسين ، محمود سلطان، كريم فارق، د - الضاوي خوالدية، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، محمد الطرابلسي، د- جابر قميحة، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، وائل بنجدو، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله الفقير، تونسي، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، سعود السبعاني، بيلسان قيصر، حسن عثمان، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، جاسم الرصيف، حاتم الصولي، عمر غازي، د - مصطفى فهمي، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، مراد قميزة، رمضان حينوني، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، الناصر الرقيق، الهادي المثلوثي، عبد الغني مزوز، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، المولدي اليوسفي، محمد علي العقربي، ياسين أحمد، سامح لطف الله، أحمد بوادي، إيمى الأشقر، يزيد بن الحسين، أحمد النعيمي، فتحي العابد، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، أنس الشابي، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، سلام الشماع، طلال قسومي، كريم السليتي، د. صلاح عودة الله ، يحيي البوليني، طارق خفاجي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، رافد العزاوي، محمد شمام ، علي الكاش، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، منجي باكير، د - عادل رضا، فهمي شراب، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، عبد العزيز كحيل، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، أبو سمية، صفاء العربي، صباح الموسوي ، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، عواطف منصور، إسراء أبو رمان، سيد السباعي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة