فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8745
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من نتائج الخلل في فهم طبيعة الصراع القائم بتونس منذ الاستقلال المقدم مغالطة على انه صراع سياسي وليس صراع فكري وعقدي من نتائج ذلك اعتبار وجود التيارات الدخيلة المزروعة كنتيجة لفترة احتلال تونس كالتيارات اليسارية والعلمانية عموما أمرا طبيعيا
واستتبع تلك النظرة القاصرة اعتبار الرموز اليسارية ذات حق ان تحكم تونس والتونسيين وان تقدم حلولها الفكرية لحكمنا
بل ويمضون أكثر من ذلك لخلق شرعية لرموز محاربة الهوية هؤلاء فيقال إنهم تصدوا لنظام بن علي وبورقيبة
وهذا الكلام مغالطة أخرى ناتجة كذلك عن القصور المنهجي ذاته الذي لا يرى الصراع على حقيقته من انه أساسا صراع فكري وعقدي
لو نظرنا من زاوية أصالة الفكر والعقيدة لتغيرت نظرتنا ومواقفنا لكل شيء من ذلك مسالة التصدي للنظام وشرعية اليساريين في الوجود بتونس
هل أن المسالة ينظر فيها للتصدي للنظام على إطلاقها أم انه تصدي مشروط بالمنطلقات الفكرية المحركة للتصدي
إذا كان تصدي على إطلاقه اي الاحتفاء بكل مواجه للسلطة لجاز الاحتفاء أولا بكبار مجرمي الحق العام ممن يحوز على أطول فترات سجن
وإذا قيل لا بل ننظر للتصدي حينما يكون مشروطا بهدف ساعتها نحكم على الهدف من خلال الحكم على منطلقات ومحركات الهدف وهذا يقودنا للحكم على الخلفية الفكرية للمتصدي للسلطة
وهذا هو ما سيوصلنا للحكم الصحيح ساعتها سنجد ان التيارات اليسارية انما تتصدى للنظام نصرة لأرائها الدخيلة المحاربة للهوية من لغة ودين، ووقوفنا لجانبها يعني محاربة لأنفسنا، وسننتهي بهذه الرؤية لاعتبار كل اليساريين أعداء بقطع النظر عما فعلوه ضد النظام، لان نصرتنا لهم لن تشفع لنا أنهم سيحاربوننا إن استقر لهم الأمر وهو ما تؤكده على أي حال الأحداث الحالية والتاريخية.
بقيت شبهة يرددها دعاة التسامح والتوافق الوطني المزعوم تبنى على مغالطة منطقية تقول بأننا نقف مع هؤلاء مادمنا نتفق معهم على قيم مشتركة كالحرية وهذه مغالطة منطقية خطيرة رددت عليها في العديد من المقالات لأنه لا توجد مفاهيم وقيم مشتركة إلا داخل حقل مفاهيمي، ومادمنا نحن وإياهم لسنا متفقين على خلفية فكرية وعقدية واحدة، فلن تكون المفاهيم المعنية كالحرية متفق عليها، لأنها مفاهيم مضافة لا معنى لها إلا نسبة لإطار يحدد معنى إضافاتها (راجع المقالات الأخرى التي وضحت فيها هذه النقطة بالتحديد)
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: