الجيلاني اليحياوي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5293
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كلما دار الحديث عن بورقيبة وسياسته الا و نهض من يذكرك بجهده الكريم في مجال التعليم، ولولا بورقيبة لو جدنا أنفسنا جهلة نعاني الأمية ومخلفاتها .
وهذا كلام يستحق إعادة قراءة وأول شروط هذه القراءة أن ننزل هذا الفعل السياسي في إطاره التاريخي من حيث هو اختيار سياسي بالدرجة الأولى، ففرنسا التي مهدت الطريق لبورقيبة بقتل الزعيم فرحات حشاد ثم ساعدته على القضاء على المقاومين الذين رفضوا تسليم أسلحتهم قبل الجلاء الفرنسي التام، لم تكن لتقوم بهذا العمل مجانا بل كان ذلك مقرونا باشتراطات من أهمها مستقبل التعليم في تونس، اذ أن فرنسا خططت لتكون تونس شوكة في خاصرة الجزائر اذا ما كتب لها الاستقلال ولا يمكن أن تلعب هذا الدور الا بالربط العضوي بين التعليم في تونس وفي فرنسا.
لذلك فرضت أن يكون التعليم بالفرنسية أولا لإتمام المشروع التغريبي، مشروع فرنسة المجتمع التونسي الذي عجزت عن النهوض به بنفسها، فانتدبت وكلاءها لهذا الأمر لإدراكها أن وكلاءها من أبناء البلد اقدر على انجاز هذه المهمة.
ولذلك ظلت فرنسا ترسل جنودها للتعليم في تونس عن طريق تخييرهم بين العمل المباشر في أسلاك الجيش او القيام بمهمة تعليمية في تونس، فمساعداتها اذن كانت خدمة لمشاريعها المبيتة.
ثانيا إن النظام البورقيبي الذي تورط في جرائم قتل المقاومين والتنكيل باليوسفيين واغتيالهم في صباط الظلام وغيره، وجد أن لا منقذ له إلا أن يغطي على هذا كله ببعض الانجازات.
ثالثا لقد كان جامع الزيتونة المعمور يتوفر على مصادر مالية محترمة تتيح له الاستقلالية المالية والفكرية وتمكنه من الإشعاع عربيا وإفريقيا، وهو ما لم تكن ترضى به فرنسا التي كانت تريد الانفراد بالجزائر التي وفر جامع الزيتونة لمقاومتها المثقفين والكوادر الضرورية لمواجهة الجبروت الفرنسي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
6-11-2013 / 07:50:56 تونسي