البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ملاحظات حول المشهد العربي

كاتب المقال د.مصطفى سالم    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4031


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


التفجيرات التي لا تتوقف في العراق هي فرصة لإطالة عمر نظام ما بعد الاحتلال الأمريكي التي أجلست قواته الميلشيات الشيعية والكردية على سدة الحكم.
وتأخر إعلان تشكيل حكومة الثورة العراقية هو فرصة أخرى يجب ان تعمل على معالجتها القوى الرافضة للاحتلال الأمريكي والإيراني وكل ما نتج عنه.

وبات الجميع يعرف إن أجهزة الأمن الطائفية والإيرانية والاستخبارات الأمريكية تقف وراء حوادث التفجيرات. مع ان الأداة دوما هي ميلشيات شيعية أو القاعدة.
وظهور حركات تدعو لإقامة إمارة إسلامية في العراق إنما هو تأكيد على قدرة الاستخبارات الأمريكية والمخابرات الإيرانية على صناعة منظمات لها أهداف محددة قد تبدو متعارضة مع محاربة واشنطن للإرهاب لأنها بحاجة له وقد تبدو نقيضا لمعتقدات إيران الطائفية الشيعية.

هذه الحركات التي نشأ على الجانب السوري شبيها لها هي التي ساهمت في إطالة عمر بشار الأسد وتمرير كل جرائمه والاصطفاف الطائفي معه.
ولكن حقيقة حين نتعمق في المشهد نجد إن كل هذه الفوضى تدار من قبل الامبريالية الأمريكية، التي غزت العراق وسلمت الحكم لعملاء وأتباع إيران.

قبل الغزو و وفقا لرواية احد كبار ضباط المخابرات العراقية آنذاك فان تقريرا عميقا حول احتمالات تطور الأحداث في المنطقة قدم للرئيس الشهيد صدام حسين عام 2002.
كان التقرير يقدم تحليلا بالغ الدقة عن عزم واشنطن تسليم العراق لقوى شيعية موالية لإيران، لأنها تريد دعم القوى الطائفية في المنطقة.

وقد تحقق ذلك، وكما صنعت واشنطن خميني إيران ودولة ولاية الفقيه، مدت أنظمة الخليج العربي بدعم متواصل سيكون سببا في وقت لاحق لتحطيمها لأن مقومات بقاء الأنظمة الحليفة لواشنطن لا يتعلق فقط بالولاء والتبعية.
وقد وجدت واشنطن إن إسرائيل لا يمكن ان تكون طرفا في معارك طائفية ولان هذه المعارك تحطم من يجب ان يكونوا أعداءها، لذا صنعت الحكم الايراني الإسلامي الشعار، الطائفي الوسيلة، القومي الهدف. ولذا أيضا كان صعود نجم اردوغان في تركيا متوافقا مع حاجة واشنطن للتيارات الإسلامية المختلفة الفهم للإسلام ودوره.

وفي الوقت نفسه كانت واشنطن تمد الدعم للحركات الكردية والانفصاليين في شمال العراق. وللتاريخ فان الحركة الكردية ظلت دوما على تحالف مع القوى الخارجية المعادية للأنظمة العربية. وفي احد أسباب ذلك انها حركات نشأت قبلية، ولكون الأنظمة لم تستوعب هذه الحركات.

لقد أخطأت الأنظمة القومية حين هادنت الأنظمة الرجعية والقبول بالتعايش معها في الداخل كحليف للنظام وليس كجزء يجب تغييره.
ولعل السبب في هذه الإشكالية ان الوسائل الديمقراطية كانت غائبة ولان الأنظمة كانت وطنية ولم تكن ثورية.
وهكذا فان أي ثورة لا يمكن أن تتحقق في ظل تحالف مع الرجعية او الطائفية او مستجلبة لقوة عسكرية خارجية.

لذا لا يمكن وصف ما حدث في مصر سوى انه انقلاب سيفشل حتما لان الفساد والقمع وعسكرة العقل لا يمكن ان تلغي أسباب الثورة.
والمشكلة ان القوى المصرية والجماهير غير معنيين بالخلاص من تقديم الخط الثالث الذي يتحرر من العسكرة والرجعية.

أما ما جرى في ليبيا فهو احتلال افرز عصابات إجرامية مستعدة لبيع الوطن كله، وما يحدث في سوريا حرف لمسار الثورة ضد حكم طائفي وإجرامي.
ومشكلة الحركات في سوريا إنها باتت تخشى مرحلة ما بعد الأسد، كما تخشى حكومة العراق الطائفية التي صنعها الاحتلال الأمريكي بالتوافق مع إيران الاستقرار في العراق.
وفي كل الأحوال فتش عن واشنطن والدول الغربية وإيران لتجد ان محاربة عملاءهم يتطلب ان تكون مناضلا ضد الامبريالية والطائفية.

وللحقيقة ان واشنطن تستمد نفوذها من تشوه الداخل العربي الذي يسمح لها بتمرير مشاريعها، ومن حزمة من المتعاونين معها سواء كانوا أنظمة او أحزاب او أفراد. وهكذا بالنسبة لإيران في العراق وسوريا ولبنان من رغبة حكومية وحزبية للإذعان لها، وبالنسبة لإسرائيل فان الجميع يكتفي بإبعاد الخطر عنها وتحطيم القوى التي يمكن ان تهدد نفوذها او تحجمه.

وهكذا فان صناعة ثورة يتطلب وجود أسبابها، و وضوح مبادئها التي تعني أنها ضد الامبريالية والرجعية وهو أمر لا يعني شن الحروب، بل تحديد المواقف حتى لا يكون النقاش داخل صفوف الثوار عن حقوق الطائفة او القبيلة بدلا من حق الوطن والمواطن في العدالة والمساواة والديمقراطية والحرية والتوزيع العادل للثورة والتعايش السلمي وكل هذه المبادئ تتناقض مع الامبريالية والرجعية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الوضع العربي، الثورات العربية، المشهد العربي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-10-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عواطف منصور، فتحي العابد، عزيز العرباوي، محمود طرشوبي، مراد قميزة، محمد الياسين، صلاح الحريري، محمد شمام ، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، أحمد بوادي، ياسين أحمد، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، صفاء العراقي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. خالد الطراولي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد النعيمي، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إسراء أبو رمان، سلوى المغربي، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، رضا الدبّابي، يزيد بن الحسين، رافد العزاوي، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، محمد علي العقربي، المولدي اليوسفي، أحمد ملحم، أنس الشابي، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، مصطفى منيغ، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، حاتم الصولي، محمد العيادي، صباح الموسوي ، فهمي شراب، أبو سمية، نادية سعد، د- جابر قميحة، رشيد السيد أحمد، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، ضحى عبد الرحمن، سامر أبو رمان ، علي الكاش، صفاء العربي، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، خالد الجاف ، صالح النعامي ، عمر غازي، طارق خفاجي، عراق المطيري، رمضان حينوني، عبد الله زيدان، مجدى داود، محمود فاروق سيد شعبان، محمد عمر غرس الله، د - شاكر الحوكي ، علي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، صلاح المختار، كريم السليتي، د. طارق عبد الحليم، المولدي الفرجاني، محمد يحي، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، حسن عثمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، حسن الطرابلسي، بيلسان قيصر، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، د- محمود علي عريقات، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، الهادي المثلوثي، خبَّاب بن مروان الحمد، طلال قسومي، سامح لطف الله، عبد العزيز كحيل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، تونسي، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، أ.د. مصطفى رجب، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة