فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8779
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
دخلت لبعض صفحات النهضة فوجدتها تدافع عما تسميه حكمة الشيخ راشد، وهي ترى ان المنتقدين غير قادرين على فهم مقاصده، وتقول ان هؤلاء سيعرفون بعد سنوات مقدار وقيمة حكمته.
ولم توضح لنا تلك الصفحات متى يحصل ذلك، هل حينما يكون الشيخ هاربا كعادته بلندن او قابعا بأحد السجون التونسية، أم هانئا كدأب الخونة الذين يعملون لمصلحة العدو، لأنه يستبعد أن يكون الغنوشي بانيا لثورة تخدم مصالح التونسيين ونحن ماعرفناه الا متنازلا منكسرا تحت اقل ضغط.
على أية حال فكلام هؤلاء الادمينات، كلام معروف من كل عبدة الاصنام والمتملقين في مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية، وما حكمة صانع التغيير والنظرة الاستشرافية له التي كان يرددها الاعلام البنفسجي ببعيدة عنا.
من حيث المبدأ هذا كلام لايصح لأن الناس حينما تحكم إنما تفعل ذلك في ما هو متوفر لديها من معطيات وليس اعتمادا على معطيات مجهولة سيتم تاكيدها الافتراضي بعد سنوات، ولو جاز الهروب للمستقبل المجهول كزعم انه دليل صحة فعل، لجاز اثبات كل امر مرذول انه سيتم اثباته بعد سنوات، ولانتهينا للفوضى والعبث.
البرهنة تتم بماهو متوفر وليس بما هو مجهول، ولكن هؤلاء يعجزون عن تبرير افعال "كبير الحكماء" الذي ضيع الثورة بماهو معروف من معطيات، فيهربون ويزعمون مايزعمون.
اريد ان اسال المدافعين عن كبير الحكماء هذا، ولعلهم يملكون اجوبة:
التونسيون فوضوا مؤسسات منتخبة هي التي تقرر الدستور وامر الموافقة على الحكومة، فباي حق يأتي الغنوشي ويقفز فوق ارادة الشعب ويفاوض ليقرر لوحده مسائل ليست من اختصاصه اصلا.
اساسا مادخل الغنوشي ليناقش حل التاسيسي وحل الحكومة، هذه من ادوار التاسيسي.
النقابات هي مؤسسات تعنى بشؤون العمال ومسائلهم الاجتماعية، ودخولها السياسة كان من عمل الثورة المضادة، وموافقة الغنوشي على ان الاتحاد مؤسسة سياسية هو تبني لطرح الثورة المضادة، افلا يكون هذا سببا لنبذه ومسائلته من طرف شرفاء النهضة.
التونسيون انتخبوا من يمثلهم في تقرير امورهم ولكنهم لم ينتخبوا النقابات ولاعمادة المحامين ولا منظمة حقوق الانسان، فباي حق يقع الموافقة على اعتماد هذه التنظيمات التي ترزح تحت سيطرة الثورة المضادة، ولماذا لاتقع مسائلة الغنوشي لموافقته على طرح الثورة المضادة.
الثورة المضادة ممثلة في ابرز تمظهراتها وهي الجبهة الشعبية تمثل طرفا ضعيفا شعبيا وشرعيا، فلماذا يقع السكوت عن تجاواتها بل لماذا اساسا يوافق الغنوشي على النزول تحت ضغوطاتها، افلا تعتبر هذه التنازلات المجانية سببا لمسائلة الغنوشي من طرف شرفاء النهضة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: