البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المركولون على مؤخراتهم يريدون أن يصبحوا أبطالا

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6038


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ذكرت الأخبار أن صاحب الإمبراطورية الإعلامية السعودية روتانا الأمير الوليد بن طلال آل سعود قام بطرد المسئول عن قناة الرسالة (إحدى قنوات المجموعة) طارق السويدان، لمجرد إعلان رفضه الانقلاب بمصر.

وذكرت الأخبار أن طارق هذا انبرى كمن يريد أن يصور نفسه ثائرا ضد آل سعود، وهو الذي ترعرع جسمه من سحت آل سعود، وهو الذي طالما كان مجرد أداة لتجميل الوجه القبيح لآل سعود والتغطية على خياناتهم وتقديمهم للناس على غير حقيقتهم.

سأرجع للوراء قليلا لفهم الموضوع، لنذكر أولا أن آل سعود لديهم إمبراطورية إعلامية ضخمة ذات مهمة محددة وهي قيادة الرأي العام المحلي والإسلامي من خلال تصوير آل سعود أنهم النموذج الأمثل في الحكم بالعالم الإسلامي تارة، والعمل على التغطية على خياناتهم الفجة تارة أخرى.

وتحتوي تلك الإمبراطورية على عشرات القنوات المنضوية تحت مجموعات متعددة كمجموعة روتانا (التي بها قناة الرسالة) ومجموعة الام بي سي (التي بها قناة العربية) ومجموعة الار تي (التي بها قناة اقرأ)، كما يملك آل سعود قنوات مشفرة مختصة في الدعارة بأوروبا.

بالنسبة للقنوات الدينية فإنها تعمل من خلال منهج تكوين الرموز، وهي طريقة تقول بتكوين رمز وتضخيمه إعلاميا حتى يصل لمبلغ الصنم بحيث يقارب لدى الناس حد عدم مناقشة أرائه، ولما كان آل سعود يتحكمون في تلك الرموز، فان تقديس تلك الرموز والهالة الإعلامية التي تصطنع لهم تنتهي في آخر الأمر لصالح آل سعود.

وفي هذا الباب يمكن التذكير بفقهاء السلطان الذين تعمل آلة آل سعود على تضخيم مكانتهم وهي المكانة التي أنقذت آل سعود، حيث لم يجد هؤلاء من يخرجهم من ورطة خيانتهم حينما شاركوا في تدمير العراق، لم يجدوا غير أولئك الفقهاء المرتزقة (المنضوون جزئيا في ما يسمى هيئة كبار العلماء) حينما أفتوا بجواز الاستعانة بالكافر وميعوا موضوع تدمير العراق، وانتهى الحال بعموم السعوديين وشق من المسلمين ضحايا الإعلام السعودي لان اقتنعوا أن تدمير العراق وموقف آل سعود عموما مقبول إسلاميا.

أما إعلاميا فقد عمل آل سعود على تشغيل مجموعة من المرتزقة لديهم وإن كان بعضهم ذا ماض محترم كسلمان العودة، أثثوا بعض القنوات التي قدمت على أنها إسلامية، وعمل إعلام آل سعود على التضخيم من تلك الرموز حتى أصبحت أعلاما وقدوات لدى شريحة كبيرة من المسلمين سطحيي الفهم ممن يتشكل فهمه من متابعة القنوات أو الانضباط الساذج بآراء المشائخ المشبوهين.

ومن هؤلاء الرموز سلمان العودة وطارق السويدان، الذان يمثلان أعمدة لدى وسائل الإعلام الديني الموجه التابع لال سعود، وقد وقع طرد السويدان أخيرا كما ذكرنا، اما العودة فليس بمسئول وان كان يدور ف فلك آل سعود.

إذن موقف هؤلاء (السويدان والعودة وبعض موظفي وسائل الإعلام تلك) الآن الرافض للانقلاب والتذمر من طرف خفي من موقف آل سعود ومحاولة تسويق أنفسهم كثوار ضد آل سعود، يجب أن يكون مناسبة لمحاسبة هؤلاء من طرف أتباعهم، وليس مناسبة للإعلاء من شانهم كما يفعل بزعم أنهم شجعان في وجه ال سعود.

هؤلاء الرموز كانوا مجرد أدوات لتأبيد تسلط آل سعود على الناس، وهم اخطر أدواته التي عملت على تزييف حقيقتهم لدى الناس وتجميل أفاعيلهم تارة وإخفائها تارة أخرى، وكان ذلك في فترات كثيرة من خلال التلاعب بالنصوص الشرعية.

هؤلاء إذن مجرمون بكل معاني الكلمة، هم ليسوا فقط موظفي دعاية بل هم مرتزقة دين، خانوا الدين وخانوا مواطنيهم.

كان بإمكان هؤلاء المرتزقة أن يكتفوا بالصمت، فالناس لم يطلبوا منهم أن يكونوا ثوارا ضد آل سعود، ولكنهم لم يرضوا بالسكوت، بل كانوا أدوات بيد ال سعود ضد شعوبهم وضد المسلمين كافة، بل كانوا أدوات دعاية قذرة تحرف وتتلاعب بالإسلام خدمة لآل سعود والأمريكان من ورائهم.

إذن يجب على الناس من الذين لا يستطيعون أن يعيشوا من غير وجود رمز او شيخ في حياتهم يوجههم، على هؤلاء ان يعرفوا أن السويدان هذا ليس بثائر وليس بشجاع، وهو لا يستحق شيئا آخر غير بصقة في وجهه الكالح جزاء خيانته لدينه ولمواطنيه، تنضاف للركلة التي كالها آل سعود لمؤخرته العجفاء.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السعودية، ال سعود، فقهاء السلطان، قناة الرسالة، طارق السويدان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-08-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة
  اجعلوا أحزانكم على "أبي إبراهيم"، مولّدة للطاقة
  مصطلح "نخب الاستقلال"، ليس بأجدر ولا أفضل من مصطلح "منتسبي فرنسا"
  الواقع يغيّره صاحب القوة وليس صاحب الحق والمبدأ : أخلاق القوة (*) هي التي تغير الواقع
  المسلّمات التي تنتج طمأنينة زائفة: لا يمكن تغيير واقعنا مع الإبقاء على الأصنام وزوايا النظر النمطية
  نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
  التونسي لايفعل ولايغيّر، ليس لأنه عاجز وإنما لأنه لايعرف ماذا يفعل
  ثقافة الدجاج والتّدجين
  هل حان الوقت لأن تحلّ التنظيمات الإسلامية نفسها
  الفعل السياسي الحالي لاقيمة له، لأنه لن يتجاوز سقفا حدده مدير السجن الذي يحكمنا منذ عقود
  يجب أن تكون قادرا على تجاهل الحدث، وذلك شرط حرية الموقف
  التونسيون وهواية العبث: نموذج دعوات المشاركة والمقاطعة في الإنتخابات
  يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
  علينا أن نحزن لوجود هؤلاء بيننا
  لماذا تفشل دعوات المقاطعة للسلع الغربية أو دعوات التصدي للإنقلاب: الدعوة المباشرة للفعل تضعف احتمال نجاحه
  لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
  المدوّنون الإسلاميون و وَضْعيّة الكلب
  على هامش تفجيرات لبنان: الجهل والمعرفة بالأحداث هل هي ذات قيمة
  هل لدى التونسي مشكلة في قدرات ........
  الحركات الإسلامية وحتمية السجن أو الأدوار الوظيفية: تونس، الجزائر، المغرب، الأردن ...
  البودكاستات العربية ذات مظهر جذاب، لكنها عقيمة المحتوى وتكرس واقعا فاسدا
  المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
  لماذا تبحثون في حياة السّلف الأوائل، وهؤلاء القدوات بيننا
  مالذي يجمع بين مشاهدة الألعاب القتالية والرقص والجنس
  ضعف قدرات التجريد لدى "النخب"، هو الوجه الآخر لمشاكلنا
  "نخب" الجمود الذهني، وفلسفة ذلك ماوجدنا عليه آباءنا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد يحي، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، سامح لطف الله، صفاء العراقي، عبد الله زيدان، عزيز العرباوي، حميدة الطيلوش، خالد الجاف ، د - محمد بنيعيش، عواطف منصور، إسراء أبو رمان، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عراق المطيري، جاسم الرصيف، د - شاكر الحوكي ، د- محمد رحال، نادية سعد، تونسي، كريم فارق، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، الهادي المثلوثي، يحيي البوليني، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحي الزغل، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أبو سمية، حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، فتحي العابد، صفاء العربي، منجي باكير، محمود سلطان، عبد العزيز كحيل، مراد قميزة، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، رمضان حينوني، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، محمود طرشوبي، د- هاني ابوالفتوح، د. صلاح عودة الله ، سيد السباعي، سفيان عبد الكافي، محمد عمر غرس الله، أحمد بوادي، المولدي الفرجاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، محمد العيادي، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، سلوى المغربي، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، د - عادل رضا، طلال قسومي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، طارق خفاجي، د- محمود علي عريقات، أحمد النعيمي، أنس الشابي، فهمي شراب، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، محمد علي العقربي، د - الضاوي خوالدية، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، مصطفي زهران، عمر غازي، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، محمد اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر، كريم السليتي، أحمد ملحم، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حاتم الصولي، الهيثم زعفان، د - صالح المازقي، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، محمد الياسين، صالح النعامي ، رشيد السيد أحمد، المولدي اليوسفي، محمود فاروق سيد شعبان، وائل بنجدو، علي الكاش، فتحـي قاره بيبـان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة