البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات
   رأي القُرعة

نواب النهضة وزيارة رئيس فرنسا: الصفّاقون الجدد

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7471


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حل اليوم الرئيس الفرنسي بالمجلس التأسيسي وكان لافتا ان النواب باستثناء المنتمين لحركة وفاء ونائب واحد من المؤتمر، كل النواب اندفعوا في حملة تصفيق حارة للرئيس الفرنسي، ولئن كان مفهوما إن يقوم بذلك بقايا فرنسا من النواب العلمانيين فان الطريف ان المنتمين للنهضة اثبتوا كفاءة قل نظيرها في فعل التصفيق وطقوس الانحناء لعلهم اشربوها من ثقافة التقديس التي ربوا عليها بين جنبات حركتهم التي تتخذ أربابا عديدين من دون الله.

أولا لا يفهم بأي حق يأتي رئيس دولة أجنبية فضلا على ان تكون دولة استعمرتنا ودمرتنا وعملت على إلحاقنا ثقافيا لها وساهمت في تخريب عناصر هويتنا من لغة ودين، كيف يحق لهذا الشخص أن يتحدث للتونسيين ويعطيهم الدروس ويتدخل في شؤونهم الداخلية كالمطالبة بالكشف عن قتلة شكري بلعيد، او مسألة حرية المرأة بتونس.

ما دخل فرنسا في الكشف عن قتلة شكري أو أي موضوع يتعلق بالتونسيين، لماذا لم يتحرك أي نائب ويثنيه عن تدخله ويذكره أن تونس وقعت بها ثورة وان زمن سيئ الذكر أو المخلوع قد ولى.

كنا نعتقد أن الثورة التونسية التي سميت بثورة الحرية والكرامة كانت ستمثل عامل قطع مع عقلية التبعية الثقافية، ولكن مثل هذا الحادث وهذه الزيارة عموما اثبت أن الأمر يلزمه ثورة في العقليات، ثم قبل ذلك ثورة تستبعد كل من لازال يحمل القابلية للذل والتبعية ومنها التبعية لفرنسا والغرب عموما

هذه القابلية للتبعية تؤطرها وتنظر لها ايديوليجيات كاملة وليست مجرد مواقف شخصية، ويعتبر الإسلام الوسطي المزعوم الذي تتبناه النهضة اخطر إيديولوجية تنظر للتبعية للغرب بزعم الفهم الوسطي للإسلام كما يقولون، ولذلك فان رموز النهضة يحجون دوريا لمراكز القرار الغربي أكثر مما يحجون للكعبة المشرفة، كما إن عددا كبيرا منهم ذاتيا غير قادرين على إلغاء التبعية لان اغلبهم لا يرى مانعا في ذلك والدليل طقوس التصفيق التي انخرطوا فيها اليوم، كما أن العديد من قادة النهضة ومنهم نائبة رئيس المجلس التأسيسي يحمل الجنسية الفرنسية، وهذا في حد ذاته يمثل إهانة للتونسيين فكيف يعقل ان يكون مسئول بهذه الدرجة حاملا لجنسية بلد أجنبي، وهذه كلها عوامل تؤكد ان التبعية والتطبيع معها أمر قطعت فيه أشواط كبيرة، بل إنها أصبحت اليوم ذات بعد خطير لان تمريرها يقع خلسة ممن يفترض فيهم حمل مشعل الدفاع عن الهوية، فإذا بهم لأسباب موضوعية في فكرهم وذاتية في نمط حياتهم وتجاربهم الشخصية بالغرب، يتحولون لعوامل إلحاق بالغرب، وهذا بعض ما يفسر عدم وجود صد للتدخل الفرنسي في أمورنا الداخلية خلال زيارة الرئيس الفرنسي، ثم يفسر الموقف الطريف الذي أبان عن مواهب كبيرة في التصفيق لدى نواب النهضة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-07-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  التعامل الساذج مع كاتبة مسلسل الفهري: نموذج من التفكير البدائي
  تأملات (71): المسؤولية الفردية تغيرت عما كانت سابقا، صيغة للفهم
  إلى أي مدى يصح لوم الناس على فساد أخلاقهم
  الدولة التي تمضي وقتها كله تستبعد الإسلام وتحاربه، توظف شهر رمضان للايهام بعكس ذلك من خلال هواية ترصد الهلال
  ماذا لو نكف عن النظر لاتجاه واحد: مشاكلنا في نسبة كبيرة منها ستنتهي وستقل استعمالات من نوع: بهايم، أغبياء
  حينما تطرد اللغة الفرنسية وفرنسا من حياتنا يمكننا أن نعتبر اليوم ذكرى استقلال
  المفكر التابع (7): لماذا يذكر كتابنا طائر السنونو والنورس ولايذكرون طيورنا
  تأملات (70): الفرد موضوع إخضاع متعدد منذ وجوده
  في تكوّن المعنى (6): سطوة الحدث تغير وتنتج المعاني
  المغالطات (8): اللباس مسألة شخصية لايصح تناولها بالنقد
  الاصرار على "الحق" في وقت التنازع لايعني حلا للمشكل، لاختلاف معانيه
  أسلوب السخرية زمن وجوب الفعل يعني العجز والتسليم بالهزيمة: السخرية من لباس بنت السيسي ومن لباس أعوان قيس
  حينما يتساوى الكل في الصفات، تنعدم الأهمية التمييزية بسبب ضياع المعنى
  عموم الناس أي الشعب لاقيمة لهم في الأحداث الكبرى إلا كوقود معارك
  التدين الشكلي (26): الشعائر لا تبرر وإنما قيمتها في الخضوع لها من دون فهمها: نموذج الحج والصلاة
  التدين الشكلي (25): تعقيد معارف الإسلام الذي يبعدنا عنه
  تأملات (69): الفرق بين: ليس عاديا(موش نورمال)، ليس طبيعيا وليس سويا
  بناء الطوب وخرفان الذبح
  تأملات (68): كيف ننقذ أنفسنا من الغرق في التفاصيل، محورية الفكرة ومحورية الواقع
  تأملات (67): تكرار تناول نفس الخبر دليل غياب المعنى في تعاملات الناس
  حلقات "الاعترافات الكنسية" مازالت متواصلة كأطول المسلسلات التلفزية
  يريد أفراد القطيع أن يلتحق الكل بقطيعهم ومن رفض هاجموه
  أرفض هذه الثنائية
  في تكوّن المعنى (5): المعاني يمكن أن تنتج بتفويض واع، من طرف أدوات الثقافة
  في تكوّن المعنى (4): التبريرات البعدية المعتمدة على القرآن في عمومها مصادرات فاسدة عقليا
  في تكوّن المعنى (3): الاتفاق على المفهوم لايعني الاتفاق على معانيه: إبطال أساس القيم الكونية
  هل الذي يكتب مجرد "فرايجي" كما ينتقد البعض
  المفكر التابع (6): الترويج لقيم المركزية الغربية من خلال زعم التصدي للانقلاب، نموذج شيماء عيسى
  نقص الخيال حينما يحكم المثقف ورجل السياسة
  المصطلحات السائبة: نموذج "الفتنة"

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، يحيي البوليني، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، محمد الياسين، مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، الهادي المثلوثي، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، حميدة الطيلوش، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، أنس الشابي، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، د. عبد الآله المالكي، حسني إبراهيم عبد العظيم، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، خالد الجاف ، سفيان عبد الكافي، العادل السمعلي، مصطفي زهران، وائل بنجدو، صفاء العراقي، عراق المطيري، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عمار غيلوفي، د- محمد رحال، نادية سعد، رمضان حينوني، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، عواطف منصور، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، فوزي مسعود ، منجي باكير، عبد الله زيدان، علي عبد العال، محمود سلطان، مصطفى منيغ، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، مجدى داود، تونسي، فتحي العابد، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، عبد الغني مزوز، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، د. طارق عبد الحليم، د - صالح المازقي، أحمد بوادي، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، طلال قسومي، عزيز العرباوي، ياسين أحمد، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، يزيد بن الحسين، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، د. خالد الطراولي ، عمر غازي، سلام الشماع، سلوى المغربي، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان،
أحدث الردود
مقال ممتاز...>>

لغويا يجب استعمال لفظ اوثان لتوصيف مانحن بصدده لان الوثن ماعبد من غير المادة، لكني استعمل اصنام عوضها لانها اقرب للاذهان، وهذا في كل مقالاتي التي تتنا...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

واضح أن الكاتب يعاني من رؤية ضبابية، وهو بعيدٌ عن الموضوعية التي يزعم أنه يهتدي بها..
نعم، وضعت الأنظمة القومية قضية تحرير فلسطين في قائمة جدول...>>


الأولى أن توجه الشتائم التي قدمتها لما يُسمى بالمعارضة الذين هم في الحقيقة تجار الوطن والشرف.. ارتموا كبائعات الهوى في حضر التركي والأمريكي والقطري وا...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة