البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الكاتب الكبير والدفاع المستميت

كاتب المقال علي بكساوي - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4201 Bexawi1@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط



لا أدري كيف أتت تلك الجرأة لكاتب كبير بقيمة وقامة الأستاذ فهمي هويدي حتي رأينا بعضا من كتاباته في الآونة الأخيرة قد انطلقت مثل ما ينطلق من المدفعيات بعيدة المدى صُوّبت فوهاتها حيال حشد من الجماهير دفعهم حبهم وتقديرهم لرئيسهم أن يتجمعوا لاستقبال الرئيس بعد عودته مباشرة من رحلته المباركة التي زار فيها الصين وإيران وساءته الحفاوة التي حظي بها بعد كلمته الغير مسبوقة في المؤتمر المنعقد بطهران أمام ممثلي دول عدم الإنحياز والتي هزت أركان النظام الإيراني والسوري وحلفاءهم في العالم العربي وأطربت بحلاوتها كثيرا من الإسلاميين علي مستوي العالم بل وقد شهد لها واستشهد بها كل من سمعها شرقا وغربا، إلا إيران وسوريا.

لقد بدأ الرجل مقاله بالهجوم علي الرئيس بأن ما قام به ليس فتحا لعكا، ولا كمن فاز بذهبية في سباق دولي، كما عبر عن استيائه من تلك الدعوات التي نادت باستقبال الرئيس، بل اتهمهم بالتطرف والجهل، كما اعتبر هذه الحفاوة موقفا خاصا قام به بعض السلفيين نبع من موقفهم الثابت والمعادي للشيعة، وادعي أن من قام بتحية الرئيس عند منزله إنما هم من بعض جيرانه، واعتبر الكاتب الكبير أن الذين هللوا لعودته لم يختلفوا كثيرًا عن الذين لطموا الخدود وشقوا الجيوب من العلمانيين وأمثالهم يوم فوز الدكتور مرسي في انتخابات الرئاسة وتدشين مرحلة جديدة بدخول رمز إسلامي وعلم من أعلام الإخوان إلى القصر الجمهوري.

وقد بدا الأستاذ فهمي هويدي وكأنما هو من شق الجيوب ولطم الخدود بعد كلمة الدكتور مرسي حين اعتبر الكاتب الكبير أن زيارة الرئيس لإيران إنما أحيطت بملابسات مشبوهة أو ضغوطات عربية وإقليمية ودولية وكأنما يلمح إلى أن ما حدث هو إرضاء لدول مثل السعودية أو دول الخليج أو حتى أمريكا، واعتبر الكاتب أن زيارته لإيران لو نتج عنها – بحسب رأيه - تذويب الجليد بين البلدين الكبيرين لكانت خطوة مهمة في رحلة الألف ميل، وكأنما يشير إلى ضرورة التطبيع بين البلدين، وإنهاء القطيعة التي هي – في اعتبار الكاتب الكبير - صفحة عار يجب أن تطوى.

وأشد ما لفت انتباهي وأود أن أشارك القارئ معي فيه، هو أن الكاتب الكبير ربما لم يود الإلتفات، إما ناسيا أو متناسيا، إلي تلك الشائنة المدوية والتي ذكرتها كل صحف العالم ووسائل الإعلام باختلاف توجهاتها، حين تم – بلا خجل او تردد - تزوير ما ورد في كلمة الرئيس بالترجمة المحرفة تحريفا واضحا، باستبدال إسم سوريا بإسم البحرين كما حذفوا أسماء الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمنهم جميعا، أبوبكر وعمر وعثمان وعليّ، رضي الله عنهم، كما وقد تعمّد المترجم استخدام مسمى (الصحوة الإسلامية) بدلاً من (الربيع العربي) التي جاءت في الخطاب وغيرها من الكلمات التي تم تحريفها بصورة قبيحة، وهذا الأمر – بحسب رأيي – لا يتم بهذه الجرأة إلا إذا كان ورائه أوامر صدرت من جهات عُليا،
ماذا لو حدث مثل هذا التزوير الفج في مصر لكلمة يلقيها رئيس إيراني في مؤتمر مماثل؟ هل تراه يسكت عنها أو يتناساها؟ لا أظن، وما أحسبه أنه ربما انبرى مهاجما وملقيا دروسا مستفيضة في كيفية التأدب مع الرؤساء وكيف تكون المرؤة والدبلوماسية وحقوق الإنسان وربما امتد الأمر للمطالبة باعتقال الذين من قام بذلك، وقد يطالب بإقالة وزير الإعلام، ولهاجم كل من يسكت عن ذلك، أو يوزع الإتهامات هنا وهناك اتهامات بالكذب علي رئيس دولة تارة وبالنفاق تارة أخرى.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فما زالت ذاكرتي تحضرني حين انبرى الكاتب الكبير فهمي هويدي وتوقع فشل الحكومة إذا ما قام بتشكيلها حزب الحرية والعدالة، بما تكفله لهم الأغلبية البرلمانية، بل وأطلق عليها “مغامرة حكومة الإخوان ” مع أنها ليست في الحقيقة حكومة الإخوان، بل حكومة تمثل الشعب. فضلا عما بدا واضحا وقوفه الداعم لبقاء المجلس العسكري حين عارض حق الإخوان الواضح في تشكيل الحكومة، ولكن قد تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فقد أتى كل هذا بما هو أفضل حين قام الإخوان بترشيح علم من أعلامهم في انتخابات الرئاسة، وعادت ذاكرتي إلي الوراء، وهذه المرة بمقال للكاتب الكبير تحت عنوان “مصلحة الجماعة أم الوطن ” وذلك حين شارك الإخوان في الإنتخابات البرلمانية في 2010 والتي تم تزويرها بالكامل وكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر النظام والجذوة التي اشعلت نيران ثورة 25 يناير المباركة التي سيسطرها التاريخ بحروف من نور.

لكننا عندما نراجع مواقفه المعلنة لوجدنا أنها تصب في مصلحة تأييد حزب الله وآيات الله في إيران، بل وقد يصل به الأمر إلى أن يتهكم أويهاجم كل موقف من شأنه – وكما أثبتت الأيام – أنه قد يؤدي لتحقيق تقدم ما او قد يصب في مصلحة الإخوان المسلمين.

ومن وجهة نظري فيمكن اعتبار المرحلة الحالية بمثابة انكشاف شخصيات عديدة وتعرية الوجوه وأظنه لن ينتهي، وقد تم ذلك مع صحفيين أمثال مصطفي بكري وإبراهيم عيسى ومجدي الجلاد وغيرهم، وسياسيين أمثال أبو حامد وحمدين صباحي وغيرهم، ممن ظهر زيفهم، فمثلا وجدنا الدكتور العوا يترشح للرئاسة، ولم يسبق أن ظهرت له شعبية معتبرة حتى يتوقع أن يكون رئيسا، فقد ترشح في مواجهة اثنين من الإسلاميين مما يؤكد حرصه لتفتيت الصوت الإسلامي لاغيره، أو بعبارة أنقى نكاية في الإخوان المسلمين ردا على استباعدهم له من أمانة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عندما ظهر لهم تأييده للشيعة في مواجهة العلامة الدكتور القرضاوي.

وأخشى أن يجرني استيائي الشديد بما قرأته في مقال الأستاذ فهمي هويدي الذي سخر فيه من كلمة الدكتور مرسي إلى تصوير تلك السخرية على ضوء (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر)، وتحية إعزاز وتقدير للرئيس الدكتور محمد مرسي علي كلمته الحرة الجريئة أمام مؤتمر دول عدم الانحياز التي أفقدت "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟؟؟ " وأصدقائها في مصر صوابهم وأظهرت ما في قلوبهم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، محمد مرسي، الشيعة، إيران، قمة عدم الإنحياز، فهمي هويدي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سامر أبو رمان ، محمد الطرابلسي، صفاء العربي، أحمد بوادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، علي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بن موسى الشريف ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد الحباسي، محمد الياسين، محمد شمام ، عراق المطيري، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، د- جابر قميحة، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله الفقير، علي الكاش، د - محمد بنيعيش، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد يحي، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، د. أحمد بشير، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، محمود سلطان، عبد الرزاق قيراط ، أ.د. مصطفى رجب، صباح الموسوي ، د - صالح المازقي، د - الضاوي خوالدية، فتحي الزغل، محمد العيادي، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، إياد محمود حسين ، ماهر عدنان قنديل، محمد عمر غرس الله، مجدى داود، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، سفيان عبد الكافي، المولدي الفرجاني، حميدة الطيلوش، طلال قسومي، جاسم الرصيف، د. طارق عبد الحليم، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، صالح النعامي ، فهمي شراب، صفاء العراقي، كريم فارق، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، يزيد بن الحسين، سلام الشماع، عمر غازي، رضا الدبّابي، كريم السليتي، ياسين أحمد، سلوى المغربي، فوزي مسعود ، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، رافع القارصي، محمود فاروق سيد شعبان، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، خالد الجاف ، سيد السباعي، ضحى عبد الرحمن، د - المنجي الكعبي، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح المختار، مصطفي زهران، حسن عثمان، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، د - عادل رضا، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، نادية سعد، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، رافد العزاوي، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، مراد قميزة، عبد الله زيدان، منجي باكير،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة