سحر الصيدلي - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5491
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عشقتك منذ الصغر.. عشقتك منذ أن ولدتنى أمى على أرضك.. وسمعت أول همسة هى اسمك.. بحضنك تربيت.. وبظلك احتميت.. وبنيلك ارتويت.. وبعزك وحنانك كبرت.
لا أعرف أماً سواك فأنت طفولتى وأنت صباى.. أنت حلمى الذى كبر معى.. الآن أنا بعيدة عنك.. بعدت عنك أو أبعدونى قصرا.. النتيجة كانت سواء.. سنوات عشتها هباء.
ألمنى فراقك.. أضنانى بعادك.. كنت أحلم بالباخرة التى ستشق بى الأمواج لأصل إليك وألوح لجميع إخوتى وأقول لهم اشتقت لكم واشتقت لأمى أريد الرجوع لأحضانها.. عانيت كثيرا.. عندما كانت تعرف هويتى كانت نظراتهم تضنينى.. عباراتهم تجرحنى.. كلامهم يطعننى.. إخوتك فى مصر مستسلمون خانعون للذلّ والهوان.
لقد تغيير حالك الآن يا أمى.. رفعت رأسك عالية وقلت أنا بهية الحرة الأبّية.. أرجوك يا أمى أن تجعلى إخوتى يقدرون المجهود الذى بذل.. والشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وبأرواحهم والشعب الذى بات بالعراء والأبطال الذين حموا الديار.. انصحيهم بالابتعاد عن القتال والعراك والنزاع.
فالشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من حقهم أن تتحقق أمنياتهم بأن يروك أماً حنونة بارة مخلصة.. بالعدل والرحمة والحياة الكريمة واعدة.
الآن أولادك أحرار.. رءوسهم مرفوعة.. وجباههم شامخة.. وعقولهم واعية.. وأحلامهم كبيرة.. لم يعودوا يخافون من المجهول أن يهزمهم.
يا أولاد أمى بهية.. لقد حققتم إنجازاً هائلاً وحلماً كبيراً وأملاً منشوداً فلتحافظوا عليه وتصونوه بالمشورة والتكاتف والتعاضد يدا واحدة .. لتجعلوا كلامكم أفعالا ولتبدءوا صفحةً جديدة يشوبها الثقة والاحترام والتفاؤل.
لنثبت للعالم بأننا شعب قادرعلى تحمل المسئولية.. لنترك الماضى وراءنا بحلوه ومرّه ولنترك للمولى تعالى أمره.. كفانا كلاماً وخطابات وشعارات.. لأّنَ القادم أصعب بكثير من الذى فات.. فلنكن يداً واحدة وكلمةً متوحدة لتعود أمنا أم الدنيا شامخٌة الرأس مرفوعة الجبين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
10-05-2012 / 12:13:53 إيمان الرباط