سميّة بن حسين - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6809
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أريد أن أعبر عن استغرابي من العفو الذي منحه رئيسنا منصف المرزوقي للمحكوم عليهم بالإعدام، وقد لمح في حديث له مع قناة دبي بث يوم السبت 21 جانفي 2012 أنه مع إلغاء هذه العقوبة باعتباره حقوقي.
وأريد أن أسئل رئيسنا هل الإسلام الذي نؤمن به جميعا وهو رسالة الله إلى خلقه التي لا ريب فيها، يعطيه الحق ويسمح له في أن يدعو إلى تغيير ما شرعه الله لخلقه من شرع، كعقاب القاتل عمدا، والذي جاء فيه قوله تعالى :
فقتل العمد في الإسلام عقوبته القصاص إذا لم يعف ولي المقتول، وقتل الخطإ فيه الدية والكفارة.
والإسلام جاء لجلب المصالح للعباد وتكميلها، ودرء المفاسد عنهم وتقليلها. والعقوبات رحمة للناس جميعا ؛ فبالنسبة للمجرمين تكفير لذنوبهم وزجر لهم عن الجرائم، وهي أمان لغيرهم، وكان العرب قديما يقولون: القتل أنفى للقتل. وهذا من أعظم فوائد قتل القاتل وردع المجرم، لأنه إذا علم أنه لو قام بالقتل عمدا قُتِل قصاصا كف عن القتل فكان في ذلك حياة له ولمن أراد قتله.
إن الخالق هو المشرع لخلقه لأنه أعلم بهم، ولو ترك أمر التشريع للبشر فإن تشريعهم سيكون دائما قاصرا ولن يمكنهم الإتفاق على أمر أبدا. ولا اجتهاد في النصوص القطعية.
يقول الله تعالى:
(أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) النحل 17.
ويقول سبحانه وتعالى:
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة 50.
وأختم بهذه الآيات من سورة النساء وأدعو الجميع لقرائتها بتدبر وتمعن: