الرسالة الثالثة : من يحرق من... مصر.. أم المصريون؟ !
د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5022
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كرة اللهب... تتهادى، تتقاذف، تجري، تنتشر هنا وهناك
من يوقف تلك المجنونة، من يرحم أمة بأكملها،
بل من يرحم من ؟،،،،، الوطن.... أم الشعب،،،،
من فينا يفهم في النيران ولوعتها ومن فينا يعرف كيف يروض هذا الشرر المتطاير،
عجباً.... لاندري الآن من يحرق من ؟،
مصر... هل أنت المَحْرَقة حقا لكل من حكمك وتولى زمام الأمر فيك ؟ أم أنتي المحروقة بفساد الحكم وعلته وسوء بطانته،
هل العيب في وطن كبير، وهو كبير حقا شئنا أم أبينا، وشاءوا أم أبوا، بكل مافيه من عيوب وتناقضات،
كبير بتاريخه، كبير بعراقته، كبير بثقافته، كبير بحضارته، كبير بمجده، كبير بنضاله، كبير بأبنائه ورجاله،
أم العيب في أصناف من البشر تواردت عليه فلم يعرفوا قدره وحقه، ونفوس ضعيفه إعتقدت أنها نفسها وفقط، ونفوس أضعف إعتقدت أنها قد ورثته وستورثه، ونفوس متحفزة ترى أن حقها في التركة قد آن أوانه، ونفوس مريضة ماعرفت قدره فبات هينا عليها، ضعيفا في نظرها لاحول له ولا قوة، نفوس استسهلت أكل بعضها البعض وسرقة بعضها البعض واستحلت السماوات والأرض،
العيب في أنظمة توالت فزرعت أسوأ القيم وحاولت نزع لباس الكرامة وقتلت الحرية فحين جاءت فجأة لم يكن مستعدا لها ولم يعرف الكثيرون طعمها كمن تعود على صنف واحد من الطعام فلم يتذوق غيره وعلى هواء فاسد فلا يستنشق غيره، كمن أدمن السيء فلم يستعذب الحسن،
من يحرق من ؟.... الوطن بكل ما مر عليه من محن وآلام وهموم جسام هو محرقة شعبه ؟
أم الشعب بإختلاف طوائفه وتنازعهم وعدم وضوح الرؤية والهوية وغياب الحكمة واستعذاب العجلة وصم الآذان عن بعضنا البعض فلم نعد نسمع إلا أنفسنا ولا نقرأ إلا ماتريده أعيننا وتنتظره مخالبنا فمتى تمكنا من شيء بات حقا مكتسبا فبات النزاع هو أقصر الطرق للوصول إلى الهدف وأيسرها وبات الإلتقاء في منتصف الطريق مع الآخر حلما صعب المنال، وبات إلتقاء الأفكار والرؤية دون إلتقاء المصالح ضربا من الخيال،
عجبا لأبناء وطن اختلفوا حول كيفية تذوق الحرية حتى ولو كانت حلما والأعجب هو عدم الصبر على الحرية الوليدة وعدم الصبر على الثورة الحاضرة،
فهل ولدت لقيطة ؟، هل غياب الأب الشرعي الفرد يعني وفاة المولود ؟،
ألا يكفي أنها إبنة الشعب نفسه بجميع من فيه،
نعم هناك من يختلف ومن يرفض ومن كان ينتفع ومن تضرر منها،
ألا نعرف معنى إختلاف الرأي ولو مرة واحدة، ألم نتعلم من حِكَم خلق الله تعالى للكون بإختلاف لغاته وطقوسه وعاداته وعباداته وهو في نهاية الأمر أحكم الحاكمين وأعدل العادلين،
ألم نتعلم كيف نسمح لمن إختلف معنا في الرأي أن له نفس الحق في أن يتكلم أم أن من تعود على تكميم الأفواه إستمرأ الصمت لغيره وإستعذب له عدم النطق والكلام وإستمرأ لنفسه وحدها الصراخ،
متى نفهم جيدا أننا جميعا مواطنون وأننا فينا المحسن وفينا المسيء وفينا من تفخر به بلاده وفينا من تتبرأ منه البلاد والعباد وفي الآخر مع كل هذا الإختلاف إسمنا جميعا مواطنون ومصريون لنا مالنا من حقوق وعلينا ماعلينا من واجبات فمن أدى دوره كما يجب فقد أحسن ومن تهرب من واجبه أو من أساء في حق نفسه وغيره فوزره مردود عليه ورغم ذلك ماتبرأت مصر يوما من أحدنا ولا منعت عنه الهواء والماء،
من يحرق من ... مصر أم المصريين ؟
سؤال تردد في ذهني بعد أن رأيت كثيرا منن استهواهم اللعب بالنار .... والآن من يطفيء النيران... هذا هو الأهم
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: