ويقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" ، "وأول ما يقضى بين الناس في الدماء" رواه البخاري، ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام:" زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وجاء في سيرة ابن اسحق، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية وهو مستنتل من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال "استو يا اسود" فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقدني. قال: فكشف رسول الله – صلى الله صلى الله عليه وسلم – عن بطنه، وقال: استقد، قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله! حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك: أن يمس جلدي جلدك! فدعا له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بخير" سيرة ابن هشام2/266، أسد الغابة لابن الأثير2/332، معرفة الصحابة لأبي نعيم1/303.
وجاء في صحيح البخاري: " أن غلاما قـُتل غيلة فقال عمر بن الخطاب لو اشترك فيها صنعاء لقتلهم" صحيح البخاري21/203. وجاء في موطأ مالك " عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قتل نفراً خمسة أو سبعة برجل واحد قتلوه قتل غيلة، وقال عمر بن الخطاب: لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعاً" موطأ مالك 5/317، مسند الشافعي2/343، السنن الكبرى للبيهقي8/41.
ويقول عمر – رضي الله عنه –: "قوموني أن رأيتم فيّ اعوجاجاً بحد السيف" فمال هؤلاء المجرمون الذين لم يكتفوا بالاعوجاج فقط وإنما صاروا عملاء للدول الغربية، يعتدون على الناس بالقتل والسجن والاعتقال وهم لم يخرجوا بحد سيوفهم ليقوموا فراعنتهم، وإنما خرجوا بصدورهم العارية يطالبون الطغاة بأن يعيدوا إليهم ولو جزءاً بسيطاً من كرامتهم المنتهكة.. فإذا كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عدل رجلاً بقدح بيده، فأوجعه وفتح صدره ليقتص منه هذا الرجل، فمن سمح لهؤلاء أن يقتلوا الناس ويضربوهم، ويعذبوهم بدون وجه حق!؟ ومن سمح لهؤلاء بان يستأجروا المرتزقة والبلطجية ليعتدوا على الشعوب الثائرة!؟ ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً!؟ وماذا سيقول هؤلاء وكل من يدافع عن جرائهم لربهم إذا ما جمعهم وحاسبهم على تلك الدماء التي أريقت، وبماذا سيبررون مشاركتهم في إهدار المزيد من الأنفس المسلمة!؟
في مصر يوم الجمعة الماضي دعا أبطالها إلى تقديم المجرم مبارك إلى المحاكمة ومن معه من القتلة، وهذا ما يجب أن يدعوا إليه أهل تونس اليوم، وغدا بإذن الله يقدم كل من شارك بقتل نفس مسلمة إلى القتل، ولو كان القتلة كثراً، ولن يتحقق هذا إلا عندما يمن الله على هذه الأمة بعودة الخلافة الإسلامية إلى الحياة، لتقيم العدل كما أقامه عليه أفضل الصلاة والسلام وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما هؤلاء الذين طغوا في البلاد فقد صدق فيهم ما رواه ابن عمر موقوفا: " فإذا ارتكب دماً حراماً ذهب منه الحياء"، " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" القصص5، والعاقبة للمتقين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: