فراس جعفر أبو رمــان - الأردن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 11545 Firas76ro@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما بين الواقع الطبيعي، والواقع المصطنع، نركض لاهثين نحاول سبر الحقيقة، فهل ما نقرأه على صفحات إعلامنا المحلي الكترونيا أم ورقيا كان، طبيعي أم صناعة محلية ذات مواصفات متواضعه.
هل هو حقيقة ما يدور في الداخل، أم إن هنالك ما يعتري هذا الواقع من تصنيع، وتضليل.
بعد أن تسمع في أحاديث البعض تغليظ أيمان على خبر أو واقعه فتسأله من أين لك الخبر؟ .. يرد بثقة عاليه (قرأتها على النت) ووصل البعض الأخر ليقول على الموقع الالكتروني الفلاني تحديدا.
وعلى ذلك علينا أن نستبين ونفهم أن ما يكتب على صفحات الانترنت هو كلام قد يصل في أرفع مستوياته إلى الحقائق المثبتة بالوثائق أو مجرد رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ. وقد يكون كذبا يشفعه البعض بمصلحة كتب لأجلها - على أن الكذب لا شفيع له أبدا وتحضيرا لاستنتاجات خاطئة يترتب عليها نتائج يسيرنا من حاكها للوصول إليها .
ومن الحقائق الموثقة والمدعومة بوثائق صادره عن مصادرها الامنيه المختصة قرأنا عن إن عدد الجرائم بحسب الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام قد تناقصت حيث إن إدارة البحث الجنائي وإدارة المعلومات الجنائية قامتا بإعداد دراسة حول الوضع الأمني والواقع الجرمي في الأردن وقد خلصت هذه الدراسة وبتحليل أعداد الجرائم النوعية الواقعة خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الحالي 2009ومقارنتها بذات الفترة من العام الماضي 2008 نجد تراجعا في الوقائع الجرمية وتناقصا في نمو الجريمة بنسبة 6.0 % رغم الزيادة الطبيعية في العام 2008 مقارنة بالعام 2007 وبنسبة 4.9%.
ذلك يعني فيما يعنيه إننا لسنا أمام ظاهرة غير طبيعية في تطور الجريمة وتناميها فالوضع مريح ؛إذ تعمل الأجهزة الأمنية كافة لتخفيض تلك الأرقام بعكس ما هو مفهوم وسار في الأوساط المحلية بأن معدلات الجرائم عاليه وتنذر بانفجار.
ذلك يبعث إلى المعرفة بأن البلد بخير وليس كما تصوره وسائل الإعلام بالرغم من حسن النية و الحرفية وشفافية الأجهزة الأمنية .
ولكن العصف الفكري الذي أصابنا من تتبع تلك الجرائم إعلاميا أدى بنا إلى الذعر وأصبح المواطن لا يتعامل مع جاره خوفا من فورة دم قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه كنتيجة حتمية لذاك العصف المتطرف.
استعارة هذا الإحصاء والبيان ونتيجته ما هي إلا وِقفة تأمليه للنظر في نقاشاتنا منذ فترة ليست بالوجيزة حول النخب السياسية، والإصلاح، والتوطين، والجريمة، وأمور أخرى، تم بحثها وتباحثها في أقصى درجات التنبه، و التطرف، و الخوف،(على أن ذلك بمجملة مشروع في حب الوطن) .
القلق على الأردن حق لنا إن كان مبناه صحيحا على كافة الصعد وبكافة الاتجاهات، والتنامي في حالة القلق يرتفع ويهبط مستواه بدرجة اتصال رب البيت بأهله .
والواقع الطبيعي غير المصطنع اثبت أن بعض الكلمات و تعابير قسمات وجه رب البيت تنسف كل الأوهام ومسببات القلق لأبنائه وتشيع فيهم الارتياح والسؤال هنا ،هل ذاك- الارتياح- حقيقي أم أيضا مصطنع؟
في اصطناع ذلك وتطبيعه نتناقش وعليه يجب لزاما علينا معرفة وقائع الأمور الطبيعية وربطها بالأرقام والحقائق بعيدا عن أي عصف ذهني غير مكتمل يلم بنا بمسوغ أو بدونه.
فعدم اكتمال العصف الذهني لدينا يكمن في إننا ضخمنا المشكلة و ناقشناها ولم نجد حلول أو وجدنا حلول لا نستطيع تطبيقها على ارض الواقع فأصابنا الإحباط والملل وتوقفنا عند ذلك.
عجالتي هذه لا تشكك بمطالبنا بالإصلاحات في شتى المجالات بل تفتح نافذة لجدلية ممكن أن تصيب أو تخطئ.
وما زلنا ننتظر الفعل بعد القول لنسف كل تخرصات المشهد الذي نعيشه.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
30-09-2009 / 13:02:13 nezar