يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعلن القيادات الدينية في ملالي طهران ان سلطة المرشد مستمدة من الله وليس من الشعب، ومادام المرشد قد بارك نجاح احمدي نجاد، فان طاعة الرئيس واجبة .
تذكرني هذه الهرطقة بدور الكنيسة في القرون الوسطى، والتي كانت فيه باباوات اوروبا يستمدون سلطتهم من الله، ويصدرون صكوك الغفران للناس، وهو يستولون على انتاج ممتلكاتهم وعرق جبينهم، يعيشون في عالم بعيد كل البعيد عن عالم الجماهير الشعبية الفقيرة الكادحة .
لن نذهب بعيدا، فقد كان الخميني يقوم بحرق شباب ايران على الجبهة العراقية، في حرب جنونية عبثية، كان الخميني يصر على حرق الشباب الايراني في اتونها، لولا هزيمته، وهزيمة شعار تصدير الثورة، على جبهة الصمود العراقي البطل، وكان يقوم بتقليد الجنود بمفاتيح الجنة، على طريقة صكوك الغفران، ويستغل الجهل السياسي والديني لجماهير الشعوب الايرانية، التي كانت الامية فيها وما تزال تتجاوز ال ( 60% )، الى جانب سياسة القهر والقمع، التي تمارسها ادوات سلطة الملالي في الشارع الايراني .
على نفس الطريق مارس السيستاني صكوك الغفران الخمينية، اثناء ما يسمى بالانتخابات العراقية في ظل الاحتلال الاميركي، ولكن بطريقة معكوسة، حيث كانت مفاتيح النار بين يديه، يصيب بها كل من لم يذهب الى التصويت للقائمة الشيعية، فاكتملت الدائرة مفاتيح الجنة ومفاتيح النار ما بين الخميني والسيستان .
حزب ولاية الفقيه الذي تدين به ايران الملالي، حزب شمولي دينيا وعرقيا، فهو لا يمثل الا فرقة من الفرق الاسلامية، والتي ابتعدت كثيرا عن الثوابت الدينية، وعرقيا ان الدستور الايراني يعطي الاغلبية للفرس، وهو ما يتنافى مع الواقع، ويحصر الوظائف العليا في الدولة بالفرس دون وجه حق، على الرغم ان الفرس لا يشكلون اكثر من (35%)، و ان العرب والاكراد هم اكثر من ساهم في الخلاص من حكم الشاه، وجاءوا بسلطة الخميني، الى جانب ان الاتراك الاذربيجانيين هم من يملك الاقتصاد، وتجبى منهم الضرائب واموال الخمس، التي تقوم على تمويل الدولة، وتغدق الملايين على رجالاتها الدينيين، وعلى عملائها في الخارج .
سلطة المرشد المستمدة من الله وليس من الشعب لا علاقة لها بالدين، فقد انقطع الاتصال بالسماء مع آخر رسالة سماوية على يد سيدنا محمد (صلعم)، فهي لاتعني الا الكفر بعينه، ومع ذلك يدعي ملالي طهران ان نظامهم اسلامي، فقد لا نفاجأ اذا ظهر علينا خامئيني بوحي جديد، ويحدثنا عن علاقته المباشرة مع الله، الم يكن بوش الصغير يقول بان صلتي مع الله ؟، فاقترفت يداه كل انواع الاجرام في حق اطفال ونساء وشيوخ العراق وافغانستان، فلماذا نعجب من ممارسات ملالي طهران منذ مجيئ الخميني وحتى الان ؟، من قتل وتآمر وخيانة على المسلمين وقضاياهم، في ايران وافغانستان والعراق وفي اليمن وكل بلد عربي استطاعت اموالهم ومخابراتهم ان تصل اليها، اليسوا ممثلي الله في الارض ؟، ولكن بالاتجاه العدواني على عباد الله من المسلمين .
الاسلام السياسي اصبح عالة على المسلمين بممارسات رجال الدين، ففي الاسلام السني يخضع المسلمون لعمالة اميركا، وفي الاسلام الشيعي هرطقات ملالي طهران وصكوك الغفران مع مفاتيح الجنة والنار، فماذا بقي من الاسلام في عقول كل هؤلاء، الا ان الاسلام الحقيقي هو اسلام الجماهير الكادحة، الذي يأبى الا ان يكون مناضلا في وجه كل صنوف القهر والذل والعبودية، على ايدي من يدعي الاسلام والسياسة فيه، او بممارسات العدوان الخارجي الامبريالي الاميركي والصهيوني .
لقد انتهت الربوبية، فلا حق لاحد ان يدعي انه يستمد سلطته من الله، فالسلطة هي سلطة الشعب، ومن لا يتمتع بثقة الشعب لا مكان له، ومن هنا فان ملالي طهران، لابد وان يخضعوا لارادة الجماهير، وقد اظهرت الجماهير في الانتخابات الاخير كم كان نظام الملالي هشاً، ولا يتمتع بالثقة الجماهيرية التي كان يدعيها، واصبحت ولاية احمدي نجاد مشكوكاً فيها، كما ان صورة المرشد كانت مهزوزة في نظر الملايين، الذين نزلوا الى الشوارع في المدن الايرانية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: