الجزائر تحارب الفكر السلفى بنشر الإسلام على الطريقة الأمريكية
وكالة الأخبار - نبأ المشاهدات: 7733
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قال تقرير صحفي إن الحكومة الجزائرية قررت أن تستخدم الفكرالصوفي كسلاح فى مواجهة السلفي، بعدما فشلت سياسة الاعتقالات والمواجهات المسلحة فى الحد من انتشاره. وذكر التقرير أن الجزائر ترى في الصوفية بديلاً أكثر لطفًا وموائمة مع الحكم من السلفية.
وقد أشار التقرير إلى أن السلطات الجزائرية قامت بإنشاء قناة تلفزيونية وأخرى إذاعية للترويج للطرق الصوفية، بالإضافة لإقامة "الزوايا" التي تنشط فى تدريس تعاليمها وتمارسها، كما لوحظ الظهور المنتظم لـلشيوخ الصوفيين على بعض القنوات الأخرى، جميعها تخضع لسيطرة الدولة.
وأضاف أنه يجري تشجيع الزوايا الصوفية للقيام بترتيب الزيجات والمساعدة في رعاية الايتام وتحفيظ القرآن وتوزيع الصدقات، فى إطار خطة لمنحها دورًا أكثر محورية في المجتمع.
فيما قال الحاج الأخضر غنية أحد الأعضاء الناشطين فى الطريقة التيجانية: "الإسلام موجود في هذه الدولة منذ أكثر من 14 قرنًا"، وأضاف "كنا نعيش... في سلام وانسجام، لكن اليوم الذي قال فيه السلفيون يجب أن نطبق إسلامًا جديدًا في الجزائر بدأت المشاكل والمتاعب"، على حد قوله. وأوضح التقرير أن الصوفية "تركز على الصلاة والذكر ويميل اتباعها إلى الابتعاد عن السياسة".
وقال جورج جوف الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية بجامعة كمبريدج البريطانية إن هناك ما بين مليون ومليون ونصف المليون صوفي في الجزائر من جملة السكان البالغ عددهم 34 مليون نسمة.
ومن جانبه، قال محمد ادير مشنان المسؤول بوزارة الشؤون الدينية بالجزائر: "أختلف مع الايديولوجية السلفية لأنها لا تضع في الاعتبار الطبيعة الخاصة للجزائر". وأضاف مشنان: "نبذل الكثير من الجهد لتشجيع الناس على العودة إلى إسلامنا "التقليدي"، الإسلام السلمي المتسامح المتفتح الذهن، وبفضل الله الناس ينجذبون لرسالتنا أكثر مما ينجذبون للرسالة السلفية"، على حد قوله.
وأكد التقرير على أن فكرة استخدام الصوفية في مواجهة السلفية ليست جديدة، مشيرًا إلى تقريرٍ لمؤسسة "راند" البحثية ومقرها الولايات المتحدة صدر عام 2007 ، جاء فيه أنه من الممكن تسخير الصوفية للمساعدة في تعزيز الإسلام "المعتدل".
وقال التقرير "التقليديون والصوفيون حلفاء طبيعيون للغرب لدرجة أنه يمكن الوصول الى أرضية مشتركة بينهم"، مضيفًا أنه قد يكون لتشجيع حكومة الجزائر للصوفية آثارًا على دول مثل العراق وأفغانستان التي لديها تراث صوفي أيضًا.
وفى مصر تلقت تسع من الطرق الصوفية المصرية دعوة من السفيرة الأمريكية بالقاهرة، مرجريت سكوبى، لحضور احتفال السفارة بـ"عيد الاستقلال الأمريكى" فى الرابع من يوليو الجارى.
وقال علاء الدين أبو العزايم، المتنازع على منصب شيخ مشايخ "الطرق الصوفية" فى مصر، "إن دعوة السفيرة الأمريكية للطرق التسع بمثابة اعتراف خارجى بمدى قدرة "الصوفية" على فتح حوار بين الإسلام والعالم الغربى يساهم فى تصحيح صورة الإسلام والمسلمين لدى العقل الغربى" وذلك على حد زعمه. وأضاف أبو العزايم: "إن الحديث عن ضعف الطرق الصوفية وعدم تأثيرها فى رسم صورة الإسلام يأتى من قبيل "الأحقاد" التى يروج لها كارهو "الصوفية"".
ويؤكد المراقبون أن هذه المحاولات الأمريكية تهدف لتعزيز "النزعة الصوفية" حتى تكون بديلاً عن "الإسلام السياسي" الرافض لمشاريع الهيمنة الأمريكية في العالم الإسلامي. جدير بالإشارة فإن هذه النزعة الأمريكية نحو نشر الفكر الصوفى فى البلدان الإسلامية كان قد تم الإعلان عنها فى بداية حكم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، حينما صرح بأنه يرغب فى إسلام على الطريقة التونسية أوالتركية.
ويشار إلى أن الرؤية الصوفية للإسلام تعبر عن المفهوم العلمانى فى أمريكا والغرب لهذا الدين والذي يقترب من النزعة المسيحية،وبالذات فى مسألة فصل الدين عن السياسة. كما تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تخضع لحكومات علمانية منذ استقلالها عن فرنسا التى تنعم بعلاقات مميزة مع القادة الجزائريين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: