يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
السيد الرئيس / ساركوزى:
بدون مقدمات...لست الأول أو الأخير من الزعماء الأوربيين اللذين تهكموا على الإسلام أو القرآن الكريم،أو على رسولنا الكريم (ص) أو على عقائدنا وشعائرنا،وآخرهم بابا الفاتيكان الحالى وبيرلسكونى رئيس الوزراء الإيطالى، ولأنك قد سخرت فى تصريحك الأخير من النقاب، فقد كتبت لك هذه الرسالة.
السيد ساركوزى....قد يغيب عن كثير من المسلمين أن مثل هذه التصريحات لا تصدر مصادفةً من هذا الزعيم أو ذاك، أوأنها لا تُعلن بطريقة عفوية، والحقيقة... سيادة الرئيس، أن كل ذلك متفق عليه مكانا وزمانا، ومخطط له بدقة منذ أمد بعيد.
سيادة الرئيس...إن الأهداف المنشودة من وراء إصدار مثل هذه التصريحات لاتغيب عن ذوى الألباب من المسلمين، ومنها على سبيل المثال لاالحصر، أنها تأتى إستمرارا للحروب الصليبية التى شنها منذ قرون عديدة أجداد أجدادك.،وتودون كذلك وضع المسلمين دائما فى موقف المدافع، وكأنهم متهمون بإرتكاب جرائم مشينة، أو أن لديهم نقصا فى دينهم، وكذلك التشكيك المستمر فى الدين الإسلامى ومبادئه، وتحريض المتطرفين من مواطنيكم على محاربة المسلمين حربا لاهوادة فيها،والعمل المتواصل لتشويه صورة الإسلام، من خلال وسائل إعلامكم المختلفة، و تسخير الفن لخدمة هذه الأهداف القذرة،ليكون ذلك سببا فى إبعاد الأوربيين عن دخول الإسلام، أو على الأقل تقليل أعداد من يقتنع بهذا الدين الحنيف، و غير ذلك من الأسباب الظاهرة والخفية.
سيد ساركوزى...قد لاتعلم أن النقاب أو الحجاب يعنى عند النساء المسلمات العفة والنقاء والطهارة، وهى فى الحقيقة معانٍ ليست لديكم فى قواميس لغاتكم الأوربية كافة كلمات أو ألفاظ يمكنها التعبير عن تلك المعانى السامية، لانكم ببساطة لاتعرفونها ولاتتعاملون بها، للأن حضارتكم المادية لم ترقَ بعد للوصول إلى هذه المعانى السامية.
سيد ساركوزى..قد تعلم أو لاتعلم، أن فقهاء المسلمين لم يجمعوا على فرضية النقاب على نساء المسلمين، ولكنه - رضيت أم أبيت -فإنه رمز من رموز المجتمعات الإسلامية، وربما تتسببت تصريحاتك الإستفزازية فى إنتشاره أكثر وأكثر بين نساء المسلمين.
للأسف...سيادة الرئيس ساركوزى..لايجرؤ أحد من زعماء العرب والمسلمين أن يسخر من تعليق الصلبان على صدور الفتية والفتيات، وبالطبع لايستطيع التهكم على وضع الطاقية اليهودية على رؤوس المنتمين للديانة اليهودية، لا ياسيادة الرئيس..بل لايستطيع أحدهم أن ينتقد تصريحاتك بشأن النقاب، ويطالبك بالإعتذار عما سببته تلك التصريحات من إهانة لمشاعرهم، ومساس بعقيدتهم، والأسباب معروفة، لأن هذا الزمن ليس زمننا،ولأننا تركنا أمورنا وسلمناها لكم.
سيادة الرئيس ساركوزى...تعلم أنت أن القضية ليست قضية نقاب أو حجاب، ولكن القضية عندكم هى قضية عداء مستمر لكل ما يمت للإسلام والمسلمين بصلة، فالرسوم الكاركاتورية المسيئة للرسول (ص)، التى تنشر فى صحفكم ومجلاتكم، بحجة حرية الرأى،وكذلك تشويه معانى القرآن الكريم،والحرب على الحجاب فى المدارس والجامعات والأماكن العامة مستمرة،وإستفزاز مشاعر المسلمين، والتحرش بالفتيات المسلمات، وترويع المسلمين والمسلمات فى كافة الدول الغربية وغير ذلك من الأساليب الرخيصة ما هى إلا أساليب مستمرة للحرب المستمرة على الإسلام والمسلمين.
سيادة الرئيس ساركوزى...عبارة " تضامنا مع غزة " تظهر على قميص لاعب كرة قدم مسلم،تقوم الدنيا عندكم ولاتقعد، سجدة للاعبى فريق رياضى مصرى لإحرازهم هدفا، تزلزل الإعلام الغربى،كتب الصحفيون وأكثروا من التحليل للسجدة، أكثر من تحليلهم للمباراة،أما حين يحرز أى لاعب أروبى هدفا فإنه يشير بإشارة التثليث، أو يظهر الصليب المعلق على صدره، فهذا شىء عادى عندكم، إنكم تكيلون بمكاييل مختلفة، حسب أهوائكم.
لاتقلق..سيادة الرئيس ساركوزى...ولاتكثر التصريحات، ففى بلادنا العديد سفرائكم يقومون بماتتمنون أن تقوموا به وأكثر، مخرجون لنشر الإباحية والرذيلة فى أفلامهم، و كتاب لا يفتئون عن المطالبة بالإلتزام بحضارتكم، حلوها ومرها، وأن تكون باريس " عاصمة بلادكم " هى قبلة العرب، وزعماء باعوا دينهم ووطنيتهم وضمائهم لكم بدراهم معدودة، ويقيننا..سيادة الرئيس...أننا والأجيال القادمة سوف نلفظ هؤلاء وأولئك، ولن تقوم لهم قائمة، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
السيد ساركوزى....لقد إنتشر الإسلام فى ربوع الأرض بالحكمة والموعظة الحسنة، وحاول الكثير من أعدائه، بإمكاناتهم الهائلة أن يوقفوا إنتشاره، الا أنهم فشلوا فى ذلك فشلا ذريعا، ومازال الإسلام مع ذلك هو أكثر الديانات إنتشارا، فهون على نفسك، وتفرغ لإدارة شئون بلادك، بدلا من التهجم على النقاب والحجاب.
وأخيرا أدعوك..سيادة الرئيس ساركوزى إلى أن تقرأ عن الإسلام بحيادية وبدون تعصب، باحثا عن الحقيقة، فربما يكون لك رأى آخر.
والسلام على من إتبع الهدى.
مسلمة منتقبة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
3-07-2009 / 09:16:25 ابو سمية