يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
انتفض العرب الدروز داخل الكيان الصهيوني، ضد السياسة العنصرية الصهيونية في فلسطين المحتلة، وقد عبّر المتظاهرون عن هشاشة مشروع الدولة الصهيونية، القائم على الحقد والتمييزالعنصري ضد كل ما هو يهودي، حتى بين اليهود انفسهم ـ اليهود الشرقيين واليهود الغربيين ـ، فالدولة المسخ تقف على قدميها، و تتنفس في ضوء سياسة استعمارية بريطانية، قائمة على مبدأ فرّق تسد، فقد أرادت من ابناء الشعب العربي الدرزي، ان يكونوا في مواجهة اهلهم وابناء عمومتهم من العرب، من خلال سياسة التجنيد في جيش ما يسمى بجيش الدفاع الصهيوني، وفي أجهزة القمع الأمنية الصهيونية، مع التعامل معهم بأدنى مما تتعامل به مع أرذل يهودي، جاءت به من الخارج ليستوطن في فلسطين.
من تابع ولاحظ المواجهات التي دارت بين العرب الدروز والشرطة الصهيونية، لشاهد وسمع ابلغ الكلام في تصريحات مختلف الشرائح من ابناء الطائفة الدرزية، التي وقفت على حقيقة السياسة الصهيونية، وعرّت كل اكاذيبها وادعاءاتها بالديمقراطية، والتي كما عبّر بعض المحتجين انهم يريدون من الدروز ومن شبابهم ـ آلة قمع في تنفيذ السياسة الصهيونية، وخاصة ضد العرب في قوة حرس الحدود، الذي كثيرا ما ينتشر في خطوط المواجهة مع الفلسطينيين، بدون ان يتمتع العرب الدروز بحقوقهم المشروعة في وطنهم، فهم مطالبون بالواجبات يؤدوها لصالح الدولة، دون ان يتمتعوا بالحقوق.
الكيان الصهيوني كيان هش قائم على سياسة التلزيق من مختلف امم وشعوب العالم، ويستطيع عرب ال (48) الى جانب الجاليات العربية الأخرى، من يمنية وعراقية ومغربية، ان تتكاتف مع بعضها البعض، وتتوافق على الخلاص من هيمنة الصهيونية في فلسطين المحتلة، ليعود لفلسطين وجهها العربي، ويأتي الخلاص من الداخل، لان مصير هذا الكيان ومستقبله الى زوال، وما على العرب عموما في فلسطين المحتلة الا العمل معا للتعجيل باسقاط هذا الكيان، من خلال تكاتف النضال الوطني الفلسطيني والعربي الجماهيري داخل الكيان وخارجه.
ان النضال ضد الصهيونية يتطلب تجنيد كافة القوى والامكانات، لدحر هذا الكيان والخلاص منه، فالعمل على تفكيك البنية الاجتماعية الهشة والمفككة لليهود في فلسطين المحتلة، تساهم في تقدم القضاء على العدو، ومهمة من مهمات الخلاص من هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني.
انتفاضة العرب الدروز لابد وأن تكون مقدمة لانتفاضات عربية أخرى داخل الدولة " الاسرائيلية "، انتفاضة فلسطينية ويمنية وعراقية ومغربية، فالجميع يلتقون على أصول وجذور واحدة، أيا كانت ديانتهم، فالدين لله وليس في العقل الصهيوني العنصري البغيض.
فلسطين عربية من البحر الى النهر، ولا ضير في أن يكون مواطنوها عربا من فلسطين واليمن والمغرب والعراق، لانهم اصحاب الحق الشرعي في العيش بأي جزء من وطن امتهم العربية، وهم ليسوا بغرباء عنها كما هم اليهود من غير العرب، الذين يعيشون على معتقدات واهية، لم يثبت التاريخ يوما صحتها، وانتفاضة اهلنا من العرب الدروز، لابد وان تكون مقدمة لانتفاضات عربية فلسطينية ويمنية وعراقية ومغربية، تجمعها هدف واحد الخلاص من الصهيونية وفكرها العنصري، وحقدها على العرب عامة، وعلى الموحدين من كافة الاديان السماوية بما فيها الدين اليهودي نفسه، فلقد عاش اليهود العرب في ظل الدولة العربية مواطنين يتمتعون بكامل حقوقهم، ولم يسجل التاريخ حادثة عنصرية ضد هذا أو ذاك ممن عاشوا في كنف الدولة العربية، ولم يعرف العرب على مدى حياتهم سياسة التمييز العنصري.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: