أبو العلاء عبد الرحمن عبد الله - فلسطين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6264
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أيام طوال مضت من العمل والتحضيرات المرتونية في سباق مع الزمن من اجل إتمام التحضيرات لاستقبال البابا في الموعد المحدد بعدما استطاعت الناصرة أن تحظى بالزيارة في تنافسها مع حيفا , بهذا السيناريو كانت الأمور تساق فشاهدنا مشاريع عديدة نفذت في جبل القفزة و المنطقة المحيطة به حتى تناقلت بعض وسائل الإعلام على سبيل الدعابة والفكاهة لو يزور البابا حيكم لحظيتم بالمشاريع الكثيرة ولأصابكم خير عظيم فحظا أوفر لمن لم يزرهم البابا في السنوات القادمة.
الحقيقة كان عملا جبارا اقتضى من إدارة البلدية السهر ليل نهار على تنفيذه وحتى التواجد طوال ساعات النهار في المكان بدل مكاتبهم التي نقلت إلى جبل القفزة وكأن مصير المدينة متوقف فقط على الزيارة وكان الناصرة يوما في التاريخ و ليست دوما لأهلها ومصالحهم ومعاشهم وقضاياهم , ولست هنا بصدد الزيارة أو الحديث عنها وإنما القضية هنا هو رئيس بلدية الناصرة وإدارة البلدية الذين يظهرون وللأسف الشديد بمظهر لا يليق وحتى انهم في تبريرهم الأمور وفلسفتها يزيدون الطين بلة من خلال مؤتمرهم الصحفي أو بياناتهم الإعلامية وكأني بهم يرددون مع الإعرابي أشبعتهم سبا وأودوا بالإبل .
المشهد نفسه والموقف ذاته : ها هو رئيس بلدية الناصرة ينسحب من احتفال افتتاح النفق لأنه لم يكرم بكلمة مع وجود كلمة لرئيس بلدية نتسرت عليت , هكذا بشكل عنصري صريح واضح ولكن لماذا ينسحب من لقاء الأديان المنعقد في الكنيسة رغم انه المضيف والأصل أن البلدية صاحب السلطة في المدينة ولها كلمة ترحيبية والأصل أنها شاركت في ترتيب برنامج الزيارة على اقل تقدير في مجال سلطتها ولكن للأسف يظهر الرئيس دائما بمثل هذه المواقف بمظهر الساذج الذي يخدع ويغرر به وكأنه بلا تجربة أو خبرة أو آخر من يعلم , رغم أنها البديهية التي يعرفها حتى الأطفال في بلادنا عن العنصرية والتمييز الذي تمارسه المؤسسة الإسرائيلية ورجالاتها ضد العرب الأمر الذي لا يتطلب ذكاء خارقا من رئيس البلدية ليتدبر أمره وليجنب نفسه مواقفا يظهر فيها وكأنه الخدوع المغرر به لأنه يشعل اليوم منصب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد، إضافة لكونه رئيس اكبر تجمع عربي في البلاد وعليه أن يضرب المثل والقدوة للآخرين من خلال تصرفاته وكياسته وكيفية إدارته شؤون البلدية وعمل المجلس البلدي ونشر ثقافة التعاون والعمل المشترك الذي يقوم على احترام الغير ومشاركتهم لا التعالي عليهم والعمل بأسلوب الوكالة بلا بواب كما هو حاصل اليوم خصوصا أن أعضاء البلدية المنتخبين من القوائم الأخرى يسمعون عن مشاريع البلدية من وسائل الإعلام أو ما تتناقله الألسن قي حين لم يعقد رئيس البلدية منذ 10112008 حتى يومنا هذا سوى جلستين لتمرير قضايا زيارة البابا وأمور أخرى في ضمن الإطار .
والسؤال المطروح ماذا كان دور البلدية في زيارة البابا إذا كانت لا تستطيع أن تشارك بوضع برنامج زيارة في حدود سلطتها وان تقوم بالترحيب بضيفها ؟؟؟؟؟
إن المهام والمناصب تحتم على الشخص وتتطلب منه أن يرتقي لمستواها حتى يستطيع أن يكون على مستوى المسؤولية والحدث إلا أذا كنا أمام ظاهرة جديدة في فن الإدارة يختص بالمدينة العصرية السياحية العالمية التي لا زال يجلس في مكاتبها محاسب مرافق معين من الداخلية ولا يصرف قرش واحد دون توقيعه شاهدا على حسن الإدارة مما اقتصي منصب الرئاسة في القطرية للرئيس .
والمدينة العصرية السياحية التي ليس فيها مراحيض عامه تخدم على الأقل السواح الذين لا يشترون شيئا من المدينة وإنما يدخلون المجلات التجارية زيادة في البلاء بحثا عن التواليت لقضاء حوائجهم .
ولأنها مدينة عصرية فان إدارتها أتحفتنا باحتفالات مهرجان الربيع تزامنا مع ذكرى النكبة بكل ما تحمل من معاني وما لها في النفس والوجدان من اثر فبالله عليكم كفى استخفافا بعقول الناس وشخوصهم فما أعظم الثورة وما اصغر الرجال
-----------
أبو العلاء عبد الرحمن عبد الله
كاتب وإعلامي فلسطيني
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: