هيلاري تتسلل الى العراق في الظلام وزيباري يقدم أوراق اعتماده
د - غالب الفريجات المشاهدات: 7026
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ غزو العراق واحتلاله، لم يعلن أي مسؤول اميركي عن موعد زيارته للعراق، على الرغم من كثرة التصريحات الرسمية الاميركية، باستتباب الامن في العراق، وآخر ما قالته السيدة كلينتون ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح، مع ازدياد عمليات التفجير، وزيادة عمليات المقاومة، في مواجهة القوات الاميركية، وقوى الامن والشرطة التابعة لحكومة المنطقة الخضراء في بغداد .
المضحك في شأن الادارة الاميركية السابقة والحالية، انها لم تعد تخجل من الكذب على نفسها وعلى العالم، فقد اعلنت بعد تعيين سفيرها الجديد السيد كريستوفر هيل، ان هذا الأخير سيقدم اوراق اعتماده الى زيباري، ما يسمى بوزير خارجية العراق، والعالم كله يعلم ان زيباري وكل افرازات الاحتلال، تسير في ضوء تعليمات القيادة العسكرية لقوات الاحتلال، وتوجيهات السفير الاميركي، وفي وضع كهذا، من الذي يقدم اوراق اعتماده للاخر؟، هل السفير ام وزير الخارجية، المتهاك على نفسه، لشدة افراطه في الانتماء الى العراق الاميركي ؟ .
اذا كان الامن مستتب في العراق، وحسب آخر طبعة تصريحات للسيدة كلينتون، ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح، فلماذا كل هذا الخوف من عدم معرفة موعد زيارة أي مسؤول اميركي للعراق الا بعد وصوله، او الانتهاء من الزيارة ؟، واذا كانت قوات الاحتلال عاجزة عن الوصول بالعراق المحتل الى شاطئ الامن والامان، فلماذا هذا الاصرار على سياسة الفشل، التي تنتهجها، والتي تعني انه ليس في مقدور اميركا الاستمرار في الاحتلال ؟ .
الاحتلال الاميركي فشل فشلا ذريعا في العراق، وكان خير لاميركا الهروب مبكرا، قبل ان يصل بها الأمر الى حافة الهزيمة، والتي ايا كانت التحليلات والتبريرات الاميركية في الانسحاب، وتحديد موعد زمني له، فهو اعلان هزيمة منكرة، واعتراف بحجم الفعل والدور الذي لعبته المقاومة العراقية الباسلة، التي واجهت اكبر واسوأ مشروع امبراطوري استعماري، بوجوه متعددة والوان واطياف مختلفة .
العراق الوطني القومي العروبي، بالقدر الذي كان يحمي الجبهة الشرقية، من الفرس المجوس، وشهوة الاحتلال والتوسع على حساب الارض العربية، في الاهواز والجزر العربية والعراق والبحرين، والمشاركة الفاعلة في كل عمليات الصراع مع العدو الصهيوني، لم يجد من النظام العربي الرسمي الا الخيانة والتآمر، ونسيت زعاطيط هذا النظام، ان جذوة النضال لدى النظام الوطني القومي، تبقى مشتعلة في السلطة وخارجها، في السلم وفي الحرب، وهاهو قد اثبت انه في زمن السلم، كان يقاتل على جبهة التنمية والبناء، وفي زمن الاحتلال يقاتل على جبهة الحرية والتحرير، وقد نجح في ذلك، واعطى دروسا لجميع حركات التحرر في العالم .
العراق سيبقى شعلة نضالية، واللصوص والمرتزقة ستبقى حركاتهم في الظلام، لانهم يخافون من الشمس في وضح النهار .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: