أبو العلاء عبد الرحمن عبد الله - الناصرة (فلسطين)
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6600 abed.abed.allah@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يسعد موقع "بوابتي" انضمام الكاتب الإعلامي الفلسطيني، الأستاذ أبو العلاء عبد الرحمن عبد الله، للمساهمين بالنشر بموقعنا، ونحن نرحب به وبكتاباته.
مشرف موقع "بوابتي"
----------------------
تمهيد
إن ما يشهده العالم اليوم من اعتداء على أشخاص سفراء الكلمة ورجالات الإعلام والفكر والأدب ظاهرة مقلقة تستوجب منا وقفة جادة ونشاطا مكثفا وبذل الجهود والطاقات من اجل ضمان نزاهة الكلمة والحفاظ على مكانة السلطة الرابعة لما لها من تأثير وأهمية وتحصينها من المتسلطين والطابور الخامس الذي يوظفه هؤلاء لتحقيق أغراضهم وغاياتهم من تضليل الشعب وسلبه حقوقه واستعباده, لان الدائرة ماضية في دورانها ولا ندري من يكون صاحب الحظ فيصيبه
هؤلاء الأزلام على اختلاف أوطانهم ودولهم , أن الأمر جلل وهو أعظم في دلائله ومعانيه من مجرد الحدث أو الاعتداء أو الملاحقة لهذا المفكر أو ذاك الإعلامي الأمر الذي يفرض على المعنيين بالأمر التنبه والترابط والتماسك والتلاحم لصد محاولات كم الأفواه ومصادرة الحريات
عبد الستار قاسم بأي تهمة وذنب يحبس
قرأت خبر اعتقال البرفسور الباحث الجامعي الفذ صاحب الرأي السديد والعقل الراجح والموقف الثابت رغم أن الأمور وسدت لغير أهلها وأصبح قول الحق والتعبيير عن الموقف قضية تحتاج لشجاعة وصلابة وقدرة على المجابهة والتحمل وهذه الصفات وغيرها الكثير ما يتمتع به استأذنا الفاضل الدكتور عبد الستار قاسم .
الحقيقة لم استغرب هذا الموقف من قوات الأمن الوقائي المنفلتة في الضفة تعيث فسادا وإرهابا وتأصل الخلاف وتعمق الهوة بممارساتها القمعية لكل خصم سياسي وصاحب رأي فاعل على الساحة الفلسطينية وفي ميدان المقاومة , أقول لم استغرب ذلك لعدة أسباب أولها أن سلطة دايتون وشركة أوسلو التي أعلنت إفلاسها النضالي وراح رئيسها محمود عباس وهو فاقد الشرعية بانتهاء ولايته واغتصابه للسلطة طيلة هذه الفترة ومواقفه المخزية المذلة التي تلهث وراء الأوهام وتسوغ التنازلات والخيانة والعمالة وحتى الجبن على أنها سياسات تكتيكية يستخدمها المفاوض الفلسطيني من شركة أوسلو المنهارة لإقامة الدولة العتيدة ليس على ارض الواقع ولكن في أوهامهم وعلى الورق , لذلك تراهم يتخبطون ذات اليمين وذات الشمال حيارى لا يهتدون لشيء حتى أن محمود عباس ( أبو مازن ) يهاتف نتن ياهو ويقدم له التهنئة بالعيد في حين يسمع من الأول نبرات العنصرية والتطرف وعدم الاستعداد الفعلي والعملي لتقديم ما يسمى بالعملية السلمية ويفرض على ارض القدس واقعا جديدا وفق سياسة الأمر الواقع ليقطع الطريق على الجميع محليا وعربيا وعالميا فيضع المخططات ويهدم البيوت ويرحل المقدسيين من بيوتهم في حين أن أحدا من سلطة دايتون لا يهتم أو يلقي بالا لما يحدث ولا يحرك ساكنا .
في هذا الوضع القائم وظل انتصار المقاومة وصمودها ليس فقط على إسرائيل وإنما على كل من راهن عليها من الأنظمة العربية وسلطة دايتون أبو مازن وشركاءه م. ض وارتفاع أسهم المقاومة عاليا مما أعطى القضية الفلسطينية زخما عربيا وعالميا بكل أشكاله الحكومية والشعبية والجماهيرية والرسمية وقدمت تفاصيل من القضية الفلسطينية للرأي العام بتفاصيل دقيقة مما اكسبها تعاطف الناس والشعوب ودلل على جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وعلى مدار الصراع العربي الإسرائيلي وفي مركز الحدث تقف قوى المقاومة ورموزها وهم ينالون من التقدير والإعجاب والاحترام من أحرار العالم وأبناء شعبهم وإنزالهم المنازل التي تليق بهم في حين يرى أتباع دايتون وشركاءه انهم سيبحثون لأنفسهم عن مكان يتوارون فيه بعد انكشاف أمرهم وبيعهم أنفسهم بثمن بخس فكان الاعتداء على رئيس رابطة علماء فلسطين و عضو المجلس التشريعي الشيخ الفاضل المجاهد حامد البيتاوي وهو رمز من رموز المقاومة والتضحيات والدعوة لا ينكر فضله ومقامه إلا حاقدا أو مجانبا للحق .
لم يكن الدكتور عبد الستار قاسم من اؤلئك الذين يحنون رؤوسهم وهاماتهم للوثن أو للسلاطين خوفا على حياة أو جاه وسلطان وهذا ما دعاني أن اقلق على مصير أستاذنا كلما قرأته وسمعت مواقفه إزاء كل ما يستجد على الساحة الفلسطينية وهو حاضر متوثب يقظ بنظراته الثاقبة التي تدل على بعد نظر وتمرس وباع طويل في العلم والتحليل والسياسة وخدمة القضية , الأمر الذي بات يزعج أزلام دايتون وشركة أوسلو المنهارة فأطلقوا العنان لقطعان ما يسمى بالأمن الوقائي وهو جهاز مخترق من المخابرات الإسرائيلية التي أدخلت إليه جواسيس وعملاء كانوا قد عملوا في السجون الإسرائيلية كعصافير للإيقاع بالمقاومين ومن أدخلتهم الحكومات الصهيونية سجونها ظلما وعدوانا أيام الانتفاضة الأولى , وكأن مشاكل الضفة انتهت ورحل عنها الاحتلال وزالت الحواجز ال600 التي تقطع أوصال الضفة وتمزقها ويعربد الجنود بغطرستهم وعنصريتهم ومشاهد التركيع والإذلال والتعجيز كلنا أبناء فلسطين نعرفها وما منا من احد إلا عاش هذه التجارب فأين هم رجال الأمن الوقائي من هذه المواقف , أم أن وجودهم أصلا يفيد ويعزز حالة التمزق والخلاف مما يفيد ويريح الجانب الإسرائيلي ؟ لان هناك من يقدم له الخدمات على طبق من ذهب , ثم أين كان دور الأمن الوقائي هذا أيام حرب غزة ودورهم في قمع مظاهرات شعبنا الغاضب المحتج على المجازر والعدوان والحصار على غزة (وشعبنا الأبي برمته ) ؟؟ الأمر الذي يفيد أن هذا الجهاز الغير ضروري أصلا لان هناك شرطة فلسطينية تقوم بعملها ولكنه امن وقائي لقمع شعبنا ورموزه ومفكريه وقيادته الأصيلة الملتزمة بالثوابت الشرعية وحقوقه حفاظا منهم على امن دولة إسرائيل .
كان الأجدر والأنسب أن يستدعى محمود عباس أبو مازن الدكتور عبد الستار قاسم والكثير من أبناء النخبة من مثقفين ومتعلمين وأصحاب الرأي والاختصاص لتكريمهم وشكرهم على أدائهم وعملهم في خدمة وتطوير مجتمعهم وجهودهم المبذولة رغم وجود الاحتلال الذي ما استطاع أن يمنعهم من ممارسة واجبهم وإنما على العكس تماما زادهم همة وعزيمة وشحن طاقاتهم التي تفجرت عطاء وتفان, كأن جزاؤهم وشهادة التقدير لهم أن سلطة دايتون محمود عباس وشركاءه تطاردهم وتضيق الخناق عليهم وتسومون سؤ العذاب وتودعهم غياهب السجون بتهمة انهم مخلصون لربهم ووطنهم وشعبهم ويعون جيدا المسؤوليات الملقاة على عاتقهم وهو ما يزعج ولاة الأمر في السلطة الحاكمة قسرا ورغما عن انفنا بعدما انتهت ولايتهم الشرعية وسرقوا السلطة كما سرقوا منظمة التحرير الفلسطينية من قبل .
إن هذا الوضع الإرهابي الذي تمارسه شركة أوسلو كإطلاق النار على الشيخ حامد البيتاوي واعتقال الدكتور عبد الستار قاسم بلا تهمة ولا ذنب و التهديد بالقتل وحرق سيارته كما هدد الكاتب الأستاذ سميح خلف وشتم بألفاظ تدل على مستوى وحقارة مطلقيها لا لذنب غير قوله كلمة حق ومحاولات النصح والإرشاد وتقويم الاعوجاج .
لا أظن أن هؤلاء الأزلام أتباع دايتون ومن دار في فلكهم سيقفون عند هذا الحد لأنهم باتوا يشعرون بنهايتهم وأنها سكرات موتهم ونزعهم الأخير لان المستقبل لفلسطين ولأبنائها الشرفاء الذين ما تخلوا عنها أو نقضوا عهدها وهو مستقبل الأحرار في الدنيا أن يرفعوا لواءهم عاليا .
------------------
أبو العلاء عبد الرحمن عبد الله
كاتب إعلامي
الناصرة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: