كشف "يغئال كرمون" مدير مؤسسة "ميمري" الصهيونية النقاب عن وجود فرع لمؤسسته في بغداد يتولى القائمون عليه مهمة رصد وترجمة ما يُنشر في وسائل الإعلام العربية من مواضيع سياسية، وبصورة يومية إلى لغات أجنبية، ومن ثم إرسالها إلى جهات استخباراتية وغيرها، وتشمل عملية الرصد التي يقوم بها فرع المؤسسة في بغداد، جميع ما يُنشر في المواقع الإلكترونية التابعة للعرب، والمكتب المركزي للمؤسسة في واشنطن، ولها فروع في برلين وفي القدس المحتلة حيث يعمل (42) موظفاً مختصاً، وفيه تُنظّم منصة فكرية مفتوحة مرة كل أسبوع تُبحث فيها قضايا الساعة.
في هذا التحقيق نحاول أن نسلط الضوء على أهداف ونشاط المؤسسة، ولماذا لا يكون هناك مشروع عربي إسلامي، ونعرض مواقف الخبراء منها، وسبل التصدي لها.
أهداف المعهد
تعود بداية تأسيس هذه المؤسسة إلى سنة 1998م، وكلمة "ميمري" هي اختزال للأحرف الأولى من الاسم (معهد الشرق الأوسط للبحوث والإعلام) الذي، ومنذ ظهر إلى الوجود عُرف بعلاقاته الوثيقة مع إسرائيل، حيث إن مؤسسه ومديره والمالك المسجل لموقعه على شبكة الاتصالات الدولية (الانترنت)، إسرائيلي يُدعى "يغئال كارمون" وهو ضابط في الجيش أمضى (22) عاماً في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ومن ثم عمل مستشاراً لكل من إسحاق شامير وبنيامين نتنياهو في مجال مكافحة الإرهاب.
تقوم المهمة الرئيسة للمعهد على تتبع ما تنشره الصحف والمطبوعات العربية بوجه خاص، وترجمته وتوزيعه على أوسع دائرة ممكنة من المثقفين والمهتمين بالشأن العام في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي عملية تجد إقبالاً شديداً بعد أحداث 11 سبتمبر، وما تبعه من مضاعفة الاهتمام بالمنطقة، وفضول الغربيين بكل ما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي، ويقول صالح النعامي (وهو متخصص في الشأن الصهيوني): إن هذه المؤسسة تقوم فكرتها على متابعة كل ما يصدر في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وتحليلها بغرض تقديم الأدلة على أن وسائل الإعلام هذه عنصرية ومعادية للسامية، واللافت للنظر أن هذه المؤسسة تعمل مباشرة مع الكونغرس الأمريكي، حيث إنها تقدم تحليلاتها للكونغرس، وتتهم دولاً مثل مصر بأنها ضد السامية أو ضد الأقباط.
وقد انبرى أحد كتاب صحيفة "الجارديان" البريطانية وهو "برايان ويتيكر"،إلى فضح أهداف هذا المعهد، وكتب بتاريخ 12 أغسطس2002 م يقول: إنه يتلقى من المعهد عبر البريد الالكتروني، وبالمجان، ترجمات عالية المستوى لمقالات صادرة في الصحف العربية، إلا أنه عبّر عن توجّسه وعدم ارتياحه لطبيعة تلك الترجمات التي هي إما "أن تعكس صفات سيئة للعرب، أو أنها تقوم بتعزيز الاولويات السياسية لإسرائيل"، مضيفاً "أن المعهد يقدم نفسه باعتباره مؤسسة محايدة تشجع الاعتدال، وتسعى لتسليط الأضواء على النماذج الصارخة للتعصب والتطرف، ولكنه يشك في صدق المقولة بعدما اكتشف أن الترجمات التي يعممها كلها تعكس نماذج لمظاهر التطرف في الجانب العربي، في حين أنه لم يتلق مرة واحدة ترجمات من ذلك القبيل عن الصحافة العبرية".
نشاطات مختلفة
ليس الفرع الجديد الذي افتتح في العراق مؤخراً إلا جانباً من ذلك النشاط الممتد عبر قارات العالم، فيمكننا استعراض النشاطات التي قام به المعهد من خلال الترجمات المختلفة التي يقوم بها لمضامين الصحف العربية ومراكز الأبحاث وسنحاول هنا لملمة هذه النشاطات، والتي منها دوره المعروف في إغلاق مركز زايد للتنسيق والمتابعة فقد كتب (ستيفن ستالينسكي) في مقالٍ نشرته صحيفة "ذي نيويورك صن" في 29 سبتمبر 2004م، "من أن هناك مجهودات تهدف إلى إعادة نشاط المركز، الذي أٌُغلق بأوامر مباشرة من الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات". ويشغل (ستالينسكي) منصب المدير التنفيذي في المؤسسة، وقالت الوكالة الفرنسية للأخبار في التقرير الذي بثته بعد إعلان الإغلاق، نقلاً عن لسان مسؤول في المركز: "إن المركز تعرّض لحملة من معهد بحوث الشرق الأوسط والمؤسسات اليهودية في العالم؛ وقد ترتب على ذلك إغلاقه".
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني حازم أبو شنب المتخصص في الشأن الصهيوني: إن هذه المؤسسة استعانت بالبروفيسور "فايتس" وهو يهودي أمريكي، لحصر الناشطين الصحفيين في فلسطين والوطن العربي وداخل الولايات المتحدة، حتى من الأمريكيين وغير الأمريكيين المساندين للشعب الفلسطيني، وأُعِدّت قوائم سوداء ضد هؤلاء الإعلاميين والسياسيين، وقدمت للخارجية الأمريكي والإسرائيلية والأمن الإسرائيلي الذين بدؤوا في العمل المكثف للتأثير على هؤلاء في تحركاتهم واتصالاتهم، وكانت هذه بمثابة فضيحة في أمريكا، ولكن من دون أن يتغير شيء في الموضوع، مما يدل على وجود قرار رسمي من وزارة الخارجية من الطرفين لحماية هذا المشروع.
أما المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" إبراهيم هوبر فقد وصف وظيفة المعهد بقوله: إن دوره ينحصر في البحث عن أسوأ العبارات المقتبسة عن العالم العربي والإسلامي ونشرها على أوسع نطاق ممكن.
من الأعمال التي قامت بها المؤسسة ترجمة قصيدة للدكتور غازي القصيبي التي نشرها حين كان سفيراً للسعودية في لندن وحيّا فيها الشهيدة الفلسطينية وفاء إدريس، فقد اعتبرها المعهد تشجيعاً على الإرهاب والعنف، وتحريضاً لما أسماهم "الانتحاريين" لكي يواصلوا قتل المدنيين الإسرائيليين، وأثار المعهد زوبعة مماثلة بسبب مقالة نشرتها صحيفة "الرياض" للدكتورة أميمة الجلاهمة، أشارت في سياقها إلى القصة الشائعة التي تقول: إن اليهود يستخدمون دماء الأطفال المسلمين في إعداد فطير عيد "البوريم"، ربط بين المقالة وبين سياسة المملكة التي نسب إليها العداء للسامية.
ويقول الخبير حازم أبو شنب (وهو متخصص في الشأن الصهيوني) حول دور المؤسسات الرسمية والأهلية في تعرية هذه المؤسسة والتصدي للدعاية التي تبثها: إن المؤسسات الصحفية والإعلامية الفلسطينية حاولت أن تقوم بدورها في متابعة وسائل الإعلام الإسرائيلية وغيرها في المنطقة المحيطة، وعند الدولة الأكثر تأثيراً في صناعة السياسيات الدولية، وهي الولايات المتحدة، حاولت رصدها ومتابعة ما يُقدّم من خلالها من مواد، حتى تفهم التوجهات التي تعمل بها، وبالتالي تقدم نموذجاً إعلامياً مختلفاً يسمى "النموذج المضاد"، مما يسمح لترويج الفكر الفلسطيني وترويج الأداء الفلسطيني المقاوم بشكل مناسب، إلا أنه اتضح بعد أربع سنوات من الانتفاضة أنه لا يوجد إعلام فلسطيني مقاوم بالمعنى الحقيقي، وذلك لعدم وجود مؤسسة إعلامية رسمية فلسطينية تعمل بشكل سليم ومنهجي، وبالتالي هناك فشل إعلامي في صناعة السياسات الإعلامية في فلسطين سواء على المستوى الرسمي وغير الرسمي، إلا أن كل هذا لا يمنع وجود مبادرات شخصية من صحفيين وإعلاميين متميزين داخل فلسطين وفي الشتات، والذين حاولوا رسم ملامح إعلام فلسطيني مقاوم.
ويقول الدكتور محمد البشر (أستاذ الاتصال السياسي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض): نشاط هذه المؤسسة هو أحد عوامل التأثير الاستراتيجي للدولة التي تبين بوضوح اهتمام اليهود بوسائل الإعلام ومحاولة إحكامهم السيطرة على منابر التأثير على الرأي العام العربي والعالمي، ولنشاط هذه المؤسسة المؤثر دلالات أهمها التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى الذي يقوم على رصد وتحليل ومتابعة كل ما من شأنه أن يعيق هيمنة الفكر الصهيوني على المنطقة العربية على وجه التحديد، مؤكداً أن نتائج هذا الرصد والتحليل تُقدّم إلى الجهات التنفيذية المعنية بكبته والتخلص منه، وإدراك اليهود أهمية الفكر في صياغة الرؤية الإنسانية تجاه الأحداث والوقائع السياسية، وبخاصة في العالم العربي الذي تخوض فيه الدولة الصهيونية حرباً عقائدية موازية للحرب العسكرية، وتكامل أجهزة الدولة اليهودية في تنفيذ أهدافها.
ويقول: إن نشاط هذه المؤسسة عندما يقدم إلى جهات استخباراتية إسرائيلية وأمريكية إنما يبتغي إحداث فعل تجاه ما تقدمه إليها من معلومات وتقارير، وبالتالي إصدار قرار بإيقاف كل ما يتعارض مع أطماعهم المادية والمعنوية في المنطقة.
ويقول رئيس مركز مكافحة العنصرية في إسرائيل باسم كنعان إن (ميمري) واحدة من بين مؤسسات إسرائيلية تتيح لصُنّاع القرار في إسرائيل الاطلاع على ما يجري في العالم العربي وفهمه بشكل جيد.
وفي موقعها على الشبكة تقول مؤسسة "ميمري" :إنها تقوم بالرصد المتواصل للإعلام العربي والإيراني في المواضيع السياسية والأيديولوجية والدينية والاقتصادية بهدف التعرف إلى الجيران تمهيداً لصنع السلام. ويقول الموقع: إن باحثي "ميمري" يصغون لما يُقال في خطب الجمعة داخل المساجد في الدول العربية، ويراجعون مناهج التدريس في بلدان الشرق الأوسط ويقومون بترجمتها.
المعاينة لهذا النشاط تؤكد أنها اقرب إلى الرصد الاستخباراتي الذي لا يرمي إلى معرفة ما يدور في العالم العربي وصنع السلام معه فحسب، وإنما إنتاج عمل دعائي لا يخلو أحيانا من التحريض.
وفي الصفحة الراهنة للموقع يجد القارئ سلسلة مواضيع جديدة منها "نفاق الدول العربية في تطرقها إلى ما يجري في العراق” وردود الفعل العربية على تشريع القانون الأمريكي لمحاربة اللاسامية في العالم، والنقاش في السعودية حول مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، وردود فعل الإعلام العربي على فوز جورج بوش في الانتخابات. كما تمت ترجمة مقال للصحافي الفلسطيني احمد أبو مطر يهاجم فيه العمليات الاستشهادية.
ومن أجل تسهيل عملية البحث واكتشاف المواد المختلفة، لاسيما تلك السلبية التي لا تعكس صورة موضوعية عن حقيقة ما يجري في البلدان العربية تقوم "ميمري" بتبويب الدول العربية حسب الحروف الأبجدية.
وأخيراً لمقاومة نشاط هذه المؤسسة يقول الدكتور البشر: يجب أن يكون على مسلكين الأول حكومي، يتمثل في تعزيز مراكز البحث القائمة ودعمها مادياً ومعنوياً للقيام برسالتها؛ إذ الحرب عقائدية وفكرية، ولابد للنشاط من نشاط آخر مضادّ يفنده أو ينفيه، وعلى الحكومات العربية والإسلامية أن ترفض أية تدخلات في عمل مثل هذه المراكز؛ إذ مثل هذه الأفعال تعتبر تدخلاً في السيادة الوطنية للدول، حتى ولو تمت بدعوى التعدي على حريات الآخرين. أما المسلك الثاني فإنه يكون على المستوى الشعبي، إذ يجب على العلماء والمفكرين والمثقفين في العالم العربي والإسلامي مواجهة نشاط هذه المؤسسة وغيرها، وتعريته وتفنيده علمياً ومنطقياً، وهنا أوجه دعوة إلى رجال الأعمال القادرين لدعم المواقع الإلكترونية والمؤسسات البحثية التي يكون من أهدافها درء مخاطر الأفكار التي تنشرها مؤسسة "ميمري" ومواجهة التقارير التي تصدر عنها لتعريتها وكشف ما تتضمنه من تزييف للحقائق أو تلبيس على الرأي العام وصنّاع القرار.
02-10-2008
islamtoday.net
Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
7-10-2008 / 15:24:46 هاني
5725682
اسلام عليكم ورحمت الله وبركاته
2-10-2008 / 14:19:36 ابو سمية
نموذج لنجاحات ميمري في التشويه
"ميمري" مشروع كبير يهدف لتزويد الرأي العام الغربي بمحتويات الاعلام العربي والاسلامي ولكن بشكل انتقائي يخدم اهداف اليهود، وتاتي الخطورة من الاسلوب الماكر الذي يعتمده "ميميري" حين يقوم بترجمة محتويات الاعلام والواقع العربي
والمشكلة تاتي من ان "ميمري" يقوم بانتقائية كبيرة للمواضيع التي يقوم بترجمتها كما يعمل بتجزئتها من سياقاتها، واخر النتائج المدوية التي نجح "ميمري" في تحقيقها نذكر ما زعمه من ان علماء المسلمين يعملون على المطالبة بإنزال حد القتل بالشخصية الكرتونية "ميكي ماوز"
والحقيقة ان اللقطة التي وقع اظهارها للشيخ المنجد كانت مجتثة من سياقها اذ تعلق الامر ببرنامج يتحدث عن تاثير وسائل الاعلام في تشكيل شخصية الطفل من خلال الشخصيات والابطال المقدمة، وان الشخصيات المقدمة للطفل المسلم يجب ان تكون من طبيعة دينه، ووقع التناول من ضمن الامثلة كون أنه لا يعقل ان يكون الفأر الذي امر ديننا بتجنبه لنجاسته وطولبنا بقتله، بطلا محبوبا لدى الاطفال.
فعمد معهد "ميميري" بترجمة المقتطفات التي تتحدث عن الشخصية "ميكي ماوز"، وتلك التي تتحدث عن قتل الفئران، وعملت على الترويج على نطاق واسع لزعم ان علماء المسلمين يدعون لانزال حد القتل بشخصية كرتونية.
ورغم ان العديد من المواقع الاسلامية ومن الكتاب المسلمين ومنهم الشيخ المنجد نفسه ردوا بكون المقتطفات مجتثة من سياقاتها وانه وقع التصرف وتحريف محتوى البرنامج، الا ان المقصود من اهداف "ميميري" كان قد وصل للراي العام الغربي، حيث ازدادت سخريتهم من المسلمين ومن دين الاسلام الذي يصور بشكل محرف لديهم
7-10-2008 / 15:24:46 هاني