همام الجيبه جي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8181
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هل الاختلاف اصل ام التوافق، وهل التفاضل اصل ام المساواة، وهل التباين اصل ام التطابق ؟
هذا سؤال فلسفي يحتاج الى قراءة جيدة . سيجزم البعض ان التوافق والمساواة والتطابق هي الاصل، والاختلاف والتفاضل والتباين هي الاستثناء؟، ولي بهذا رأي اخر، ليس لنا هنا ان نخلط بين امانينا وتمنياتنا وبين الواقع والحقيقة، او نخلط بين طموحنا وطبيعتنا، ولو تمكنا من التمييز بين ما نريد ونطمح وبين ما هو كأئن وسالك، لامكننا ان نصل الى رؤية تمكننا من ادراك الامور بمنظار اكثر واقعية واقرب للحقيقة، ولنظرنا الى تعددية الاختلاف والتفاضل والتباين بنظرة محايدة موضوعية .
انظر الى الطبيعة، تجد الجبال والوديان والسهول، فهل ترى فيها توافق ومساواة وتطابق ؟...ثم انظر الى صنع الانسان على الطبيعة تجد بيوتهم متشابهة، وطرقهم متقاربة في الابعاد، وحتى اذواقهم متطابقة. هذا هو الفرق بين صنع الله وصنع الانسان. لقد اختار الله في خلقه تعددية المنحنيات والمنعطفات واختار الانسان الخطوط المستقيمة. لماذا هذا الاختلاف في نسق التفكير ؟,,, بلا شك هو عجز الانسان عن الاتيان باشكال لا يقدر عليها، بينما تمكن الخالق من ابهار واعجاز الانسان بتعددية الاختلاف والتنوع. ولان الخالق قد خلق خلقه على اختلاف وتفاضل وتباين،اذن فهذا هي الاصل وخلافه استثناء."ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة .."و "ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا " وقال تعالى " انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ." فالاختلاف هو سبب التعارف، ولولا الاختلاف ما تعارفوا، وقيل "خالف تعرف " لمن يريد مراءً ان يعرف ً. هذه النظرة تقودنا الى وجوب الاعتراف بالرأي المخالف على انه اصل اراده الله تعالى ، وقال النبي (ص) ، (اختلاف امتي رحمة)، لكن الاختلاف في الرأي يجب ان لا يؤدي الى التزمت، بل الى المرونة في الانقياد والرجوع الى رأي غيره ان وافق الحقيقة، ومن لا يستطيع ان يعود الى الحقيقة بعد ان تبينث له ، فهو متزمت غير قابل للتعلم، انه متحجر قد ملئ دماغة حصى.
ليس من الغريب ان يعتبر "العقل" هو الرسول الاول للبشرية،الذي اهتدي به الانسان الى خالقه، وما خاطب الله احد بنبي مرسل او كتاب منّزل الا وكان خطاب العقل هو المحور وهو المخاطب الاساس، اما من يعّطل عقله ويعتمد على نصوص وأوامر موروثة، فهو كالانعام بل هو أضل، والقرأن يخاطب العقل في كل شئ، وهي حجة الله على البشر، وهو حجة البشر على الله يوم الحساب .وكيف لا يكون كذلك!، فمن خلق العقل لا يد وان يعود العقل ليتعرف عليه .
في السوق السياسية في عراق اليوم، خطين احدهما يّحكم العقل واخر ينفي العقل ويحكم نصوص وكتابات بشرية. وبعبارة اخرى ، خط يترّوى في دراسة كتاب الله واخر يلوي النصوص ويتبع اراء قديمة ثبت بطلانها، فقد اثبتت قناة "المستقلة" في الحوار الصريح بعد التراويح ، ان "الامامية" لا تثبت عقليا، وان لا وجود لها نظريا او واقعيا، ومن يتمسك بها انما يتمسك بقشة في مهب الريح، ومن الملفت ان اصحاب الامامية هم من فضح هذا الزيف بذكر تفاصيلها وجزئياتها، فان كان للمستقلة من فضل فهو اتاحة الفرصة للتعبير للرأي الاخر، في حين تحجم كل الفضائيات الشيعية على كثرتها من استضافة الرأي الاخر، ويفسر هذا عجزها عن مجاراة المستقلة، والملفت ايضا ان الاساس النظري للتشيع لا يقوم على اساس عقلي ثابت، مما يطعن في شرعيته .
يخطئ من يضن ان التردي الذي انزلق اليه العراق في ظل الحكم الشيعي لا يمّت الى عقيدة الحاكم الشيعي بشئ . فمن كانت عقيدته تبيح العنف وازهاق الروح البريئة لمجرد مخالفتها بالعقيدة انما يخالف مشيئة الله في جواز الاختلاف، سيقول البعض ان الشيعة لا تبيح الاعتداء، وهو قول حسن مقبول، لكن البعض الاخر يقول ان الاعتداء على مخالفيهم في العقيدة مباح او واجب، فبأي القولين نأخذ ونحن نرى مدى استباحة الانفس والاموال والاعراض في ظل الحكومة الشيعية، لابد وان يجيب معترض على ان حكم البعث مارس مثل هذه الانتهاكات، وهذا الى درجة ما صحيح، فهذا اذن يبرر لما يمارسه الشيعة الان، اذن يجب ان نقول ان الشيعة لا تختلف عن البعث . علما بان حكام البعث لم يدعّوا قط بانهم يدينون بمذهب السنة، بل قالوا بانهم ماديون علمانيون لا يعيروا للمذهب اي اعتبار، وان اول واكثر من جاهدهم هم اهل السنة، واكثر من ساندهم وعاضدهم هم من اهل الشيعة، وسيقول اخرون، يجب على اهل السنة ان يفرقّوا بين الشيعة التى تدين الاعتداء والعنف واخرى التي تبيحه . فاقول نعم ، وعلى احدى الفريقين الشيعيين ان يتبراء من الاخر ويتخذ اسما اخر يميزه.