لم تعد الفتاة تخفي رغبتها في الزواج وتضررها من تأخره وخاصة كلما طالت عليها سنين الانتظار ، وهذا مما عمت به البلوى كما يقول الفقهاء ، تذهب الفتاة إلي عملها لتجد حولها عشرات البنات في مثل حالها أو أسوأ ، وتسمع إحداهن تطلق شكوى باسمة مغلفة بخفة الدم المصرية والقدرة العجيبة علي السخرية من كل شيء ، فإذا ردت زميلة مخضرمة تنوء بعبء أسرتها ( لا داعي للاستعجال الزواج كله هموم ) تنتهز الفتيات الفرصة ويتبارين في الرد عليها ( أريد أن أتزوج خصيصا لأوجه هذه النصائح للبنات وأحرق دمهم ) وواحدة تقول ( دعيني أتزوج وأشكو ) والثالثة ( أنا راضية بالهم ) وأخرى ( أريد أن أتزوج قبل أن أموت كمدا ، علي الأقل لأستخدم جهازي الذي ظلت أمي تكدسه لي منذ مولدي ) وتتوالي الضحكات والقفشات ولكنه كما يقول الشاعر : ضحك كالبكاء .
فإذا تطوعت الزميلة الكبيرة بالبحث عن عريس لإحداهن توالت المفاجآت ، فهي تسأل أسئلة تفصيلية عجيبة عن كل ما يخصه ، ماديا ومعنويا وعلميا وأدبيا وأسريا وخلافه ، ترد الكبيرة ( هل تريدين عريس تفصيل ؟ هذا هو المتاح لدينا ) ترد البنت وقد سرحت بخيالها واستدعت مخزونها الثقافي الكبير في مواصفات العريس المنتظر : ( أنت لا تفهمينني ، أريده رومانسيا يعيش معي قصة حب حقيقية ويجعلني أحلق فوق السحاب ) ترد الكبيرة ( إذن تريدين شاعر ، ولا داعي للشقة والشبكة والأثاث ؟) ترد البنت بسرعة ( لا تتسرعي في فهمي ، طبعا هذه أشياء أساسية جدا جدا وكيف نعيش بدونها ، بل إنني أتمني أن تكون كلها علي أعلي مستوي )
ترد الكبيرة ( عندي شاب يعمل بالتجارة ولكن مؤهله متوسط ) تسارع البنت ( لا لا لا أريده إن لم يكن يفوقني في المؤهل العلمي والمنصب المرموق علي الأقل يساويني ) تمر الشهور ، وتأتي الكبيرة يوما متهللة سعيدة ( وجدته وجدته ) وتقابله الفتاة لتبدأ في إجراءات الفيش والتشبيه وتمطره بأسئلتها واستفساراتها ، تجز الكبيرة على أسنانها غيظا ، فهي بعد عشرة عشرين سنة مع زوجها وبعد أن أصبح أولادها رجالا أطول منها ، لم تخطر علي بالها تلك الجوانب في شخصية زوجها لتعرفها وتسأل عنها ، وتنتهي المقابلة .
بعد ذلك تعتذر الفتاة لأن العريس غير مطابق للمواصفات ، ارتفاع سقف توقعات البنات عامل رئيسى في تأخير زواجهن ، فالفتاة التي تجاوزت الثلاثين من الصعب أن تقبل الزواج بسهولة بسبب نضج شخصيتها وتراكم خبرات أليمة سمعتها وعايشتها وزيادة توقعاتها وكأنها تريد من العريس أن يعوضها عما فاتها كله ، وغالبا تتزوج في النهاية شخصا مثل غيره به عيوب كثيرة وقد أضاعت من قبل فرصا أفضل منه ، أما الفتاة صغيرة السن فهي تتزوج من يتقدم لها ويوافق عليه أهلها وهي سعيدة وفرحة ، وبعد الزواج تكتشف مميزاته و عيوبه علي مهل وتكون أقدر علي التكيف معها .
مسألة العيوب والمميزات هذه غير إنسانية بالمرة ولا تدل علي النصاحة والشطارة بل تدل علي قلة الخبرة وسطحية التفكير ، فالفتاة لا تشتري ثوبا أو قطعة أثاث تقوم بفرزها أولا ولكنها ترتبط بإنسان إما أن ترتاح له أو لا ، وهو مثلها تماما به مميزات وعيوب ، وكما تريد منه أن يقبلها كما هي عليها أن تفعل ذلك ، ما يحدث بعد الزواج هو نوع من التشذيب أو ( السنفرة ) للأجزاء الخشنة في شخصية وطباع الزوجين ليتم التكامل والتناسب بينهما ، وبعد فترة تجد الشاب المهمل صار حريصا علي تعليق ثيابه وترتيب مكتبه وإلقاء المهملات في سلتها ، والفتاة التي كانت لا تدخل المطبخ أصبحت فنانة ماهرة وخبيرة طهي وهكذا ، إذا كان الزوج رجلا عمليا امنحيه بعضا من الرقة والخيال وإذا كان مترددا اشحنيه بالثقة والإقدام وهو أيضا سيمنحك الكثير من التجدد والاختلاف الذي يثرى شخصيتك .
يقول علماء النفس أن الإنسان تتكون شخصيته وطباعه مرتان الأولي علي يد أمه والثانية علي يد زوجته ، ويؤكدون أن الزواج الناجح ولادة ثانية وحياة جديدة ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) وليس بعد قوله صلي الله عليه وسلم قول ، تزوجي وخوضي تجربتك ولا تترددي كثيرا وتوكلي علي الله .
02-09-2008
almesryoon.com
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
10-05-2009 / 18:40:22 ابو سمية
العنوسة
الاخت منى السلام عليكم
موضوع العنوسة فعلا خطير، وهو في اثاره ذو ابعاد انسانية اولا، ثم اجتماعية خاصة
اما الاسباب فهي متعددة، ولكن من اهمها انتشار وتكريس نمط الحياة والتوجهات التحديثية الغربية التي سيقت لها مجتمعاتنا ثم اخضعت لها وعملت ظروف متعددة على ضرب كل عوامل صدها او مقاومتها وهو ماانتهي باستباب الامر لتكل القيم الوافدة، بما حمله ذلك من تفكيك للاسرة ودفع الناس في منظومة قيم ترتكز على التمايز في الكسب المادي النفعي المباشر، واعتماده كمقياس للافضلية الاجتماعية ، بما يعني ذلك ضمنيا انتفاء الحاجة لمعاني الزواج بمفهومه القديم، وبالتالي العنوسة
بمعنى ان في مثل ذلك الواقع او هذا الواقع كي نكون اكثر دقة، فان حتى عمليات الزواج التي تتم، فهي لاتتم بالنسق الطبيعي المعتاد بحيث يضمن بناء اسرة سليمة، وانما هي عمليات تمضي وفق مفاهيم المفاضلة ضمن القيم الجديدة المستحدثة وهي قيم مادية اساسا نابعة من المنظومة الفكرية الغربية، والدليل هو الظاهرة الثانية الموازية للعنوسة التي هي الطلاق، حيث كلا الظاهرتين العنوسة والطلاق تحركهما وتتسبب فيهما قيم تغريبية مستجدة وهي من نتاج عمليات الغزو الثقاي بمفهومه الشامل، والذي عمل على زعزعة كل المفاهيم ، ابتداء من مفهوم الزواج، ومفهوم الاسرة ومفهوم الشرف ومفهوم التميز الاجتماعي، كما وقع اضعاف او ازالة بعض المفاهيم الاخرى، مفهوم تقوى الله، وهي كلها عمليات انجر عنها مانراه من تفكك للمجتمع
10-05-2009 / 18:23:38 منى محمد ابو الفتوح
القاهرة
انا بقول ان فى فتيات كثيرة نفسها ان تفتح بيت مثل اللى فى سنهاوحرام تبقى الفتات فى سن الثلاثين ولسه مفياش حد تقدم لها ويكون الى اصغر منها يتخطبوا حرام والله
9-11-2008 / 23:22:00 حسوم
العنوسة افضل من الطلاق
الى
من ي همها الامر وتبحث عن العريس (صديقتي)هل فكرتي يوما بالطلاق و
وباثاره السلبية فاذا وضعت هذا التفكير نصب عينيكي حينها تعلمي على ماذا يجب ان تبحثي فكل فتاة منذ الطفولة تحلم بفتى الاحلام على الحصان الابيض شاب وسيم هذا بالطفولة اما عند الشباب تتغير هذه الاحلام فالفتاة تريد الرجل (المخلص الحنون الذي يحميها ممن حولها الذي يحترمها ويحترم عائلتها
الرجل بكل معنى الكلمة )فلا اعتقد انك تستطيعين التأكد من كل هذا عبر الانترنت فاذا تأكدت من العقل لاتعلمين ما في القلب لذلك ياصديقتي انتبهي
حين تبحثين عن (شريك حياتك)
3-09-2008 / 07:52:50 ابو سمية
العنوسة لها اسباب
أي نعم اختنا كل شيء بالمكتوب اي كما قدره الله، ولكن هناك أسباب، والله الذي أمرنا ان نؤمن بقضائه وقدره، أمرنا كذلك ان نتفهم الأسباب ونتبعها حين سعينا، لأنها نواميس الله وسننه التي يمضي بها هذا الكون.
ما اردت قوله، ان العنوسة هي نتاج اسباب كثيرة، من اهمها الواقع الذي احاله المسيطرون عليه من بني علمان (العلمانيون) لمرتع للفسق والمنافسة في عرض المرأة لجسدها والتباهي بالمنكرات، واصطناع صراعات وهمية بين الرجل والمراة، وهي مع غيرها من الاسباب، انتجت فجوة بين الرجل والمراة وعمقت انعدام ثقة الرجل في المراة عموما، وهو يراها عامل وبال عليه ان هو تزوجها، بما انها اصبحت تتنطع وتتباهى بالمنكرات والتعري تحت مزاعم الحرية.
كما ان واقع الاحتياج المادي الذي انتجه المتمكنون من الواقع لغرض استدامة الحاجة لدى المواطن بهدف السيطرة عليه، ساهمت في تعسير اسباب الزواج، ولكن العامل المادي على اهميته يبقى عاملا ثانويا
وفي اخر المطاف الكل خاسر من واقع العنوسة: المراة والرجل والمجتمع، ولم يربح الا الذين يشجعون على المضي في هذا الاتجاه الكارثي واذنابهم المحليين من بني جلدتنا الذين يتحكمون في دواليب مجتمعنا
10-05-2009 / 18:40:22 ابو سمية