البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ضد دين واحد هو الإسلام!

كاتب المقال سليم عزوز   
 المشاهدات: 426



ليس مشروعا للإصلاح الديني بالأساس، ولكنه توجه للتحرش بالإسلام في المقام الأول والأخير، ترعاه السلطة في هذه المرة ويدعمه الإقليم، الذي اختلطت لديه الأشياء فلم يميز بين الدين والإسلام السياسي، ولم يستهدف خلق حالة من التدين المسالم غير المهدد للأنظمة، ولكن اعتمد سياسة "كيد النساء"، حتى وإن حشد الجماهير في الجبهة الأخرى المعادية لهذا التوجه!

ولهذا فإن كثيرين ممن أخذوا على عاتقهم الهجوم على هذا التوجه، ليسوا من المنتمين لتيار الإسلام السياسي، ولكنهم من الليبراليين واليسار الوطني، وممن لهم موقف معارض للتيار الديني، وهم يرون ما يحدث ويقع تحت حماية السلطة المستبدة، والإقليم الرجعي، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا!

ليس من بين الذين تشكلت منهم حركة "تكوين" عالم واحد له باع في التخصص المطلوب للإصلاح الديني، ومجال إنكار السنة عرف أزهريا عبر شيخ ما يسمى بـ"القرآنيين" الدكتور أحمد صبحي منصور، أستاذ التاريخ السابق بجامعة الأزهر، والذي طارده الحكم الاستبدادي حتى استقر به المطاف لاجئا في بداية الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو يؤخذ من كلامه ويرد، لكنه في الأخير يقول رأيا جديرا بالمناقشة، غير هؤلاء الهواة الذين عندما يحشرون في الزاوية يفرشون الملاية، في خناقات الحواري!

ومهما يكن فإن ما هو جدير بالملاحظة، أن هذه الحركات موجهة ضد دين واحد، هو الإسلام، وكأن الديانات الأخرى في اجتهاداتها وطقوسها ليس فيها ما يستحق التوقف، وهم ينادون بالعلمانية، التي لا شأن للإسلام بها، لكنها كانت ضد الكنيسة ومن أحد رموزها هو مارتن لوثر، والذي كان قسا في الأصل، ولم يكن عاطلا يتسكع على مقاهي المثقفين. فلا شأن للإسلام بالعلمانية التي لم تكن في مواجهته أصلا، ويستلفت الانتباه عندما نشاهد قسا إنجيليا ضمن فرقة "تكوين" التي تستهدف الإصلاح الإسلامي، في حين أن كنيسته كانت ضد المسيحية الأصولية، لكنه هنا لا يجرؤ أن يوجه أفكاره في اتجاه الآباء المؤسسين، وقد صار الإسلام في بلد الأزهر هو "الحيطة المايلة"، لنأتي إلى بيت القصيد!

اللحظة الفارقة:

فمثل يوسف زيدان، كمثل القمني، مع فارق في الدرجة، فالأخير قام توجهه بحسب مقولة الملحدين القدماء "ولعت هاشم بالملك.. فلا خبر جاء ولا وحي نزل"، وهو ينكر الأديان جميعها، لكنه مر بلحظة فارقة في حياته، كنت طرفا فيها، جعلته يركز على الإسلام فقط، بل ويكون جزءا من حسابات رموز مسيحية بعينها، لدرجة أنه عندما ألف فيلما تم استهدافه بالاغتيال، وفرّ إلى الخارج وعاش في كنفهم، لكنهم لم يجزلوا له العطاء، أو قل إن ما انتظره كان أقل مما يتوقعه، فعاد مرة أخرى للقاهرة، ليموت على سريره، فلا أحد استهدفه، ولا أحد تربص به لاغتياله، وهو ما قررتُه مبكرا في كتابي "شر البلية.. في السياسة والذي منه"، والذي نفد من الأسواق عقب صدوره، ولا توجد نسخة إلكترونية منه، حتى لا يقال إنني كالذي ينعى ابنه ويصلح ساعات!

الواقعة التي وردت في الكتاب الصادر في سنة (2009)، كانت عندما دُعي سيد القمني لمحاضرة في الجمعية المصرية للتنوير، ولأن مشروعه يقوم على أنه لا خبر جاء ولا وحي نزل، فقد بدأ بالهجوم على التراث الإسلامي وأمسك بالشيخ الشعراوي هجوما وسخرية، وسط سعادة الحضور وابتهاجهم. وقد تبادلنا أنا وأحد الشباب الليبراليين (لا أعرف الآن أين أراضيه) وقتئذ الرد عليه، وبدأت الصدور تضيق بنا ذرعا فاكفهرت الوجوه، ثم كانت قاصمة الظهر عندما انتقل القمني للهجوم على بعض الآراء التي تخص المسيحية، هنا صدرت همهمات من الحضور، الذين كانوا في مجملهم من الإخوة المسيحيين، ولم يفوّت صديقنا هذه الفرصة وقال ضاحكا: الآن.. وأكمل جملته بصوت هذه الهمهمات!

احتيال القمني وجهل يوسف زيدان:

وكان القمني من الذكاء بمكان، فعرف اتجاه الريح، فترك الموضوع وأمسك بصاحبنا وأعلن أسفه لأن يتعامل شاب مثقف بهذا الشكل، وعاد وزاد في سلوك صاحبنا الذي لا يليق بمحفل مستنير، وكان هذا هروبا من النافذة، فعلم أن جمهوره لا يتقبل منه إلا التحرش بالإسلام، والسخرية من شيوخه، فواصل المسيرة في هذا الاتجاه!

الأمر نفسه يسري على يوسف زيدان، وهنا لا بد من المقارنة بين الشخصين، فسيد القمني محتال يقرأ التراث قراءة انتقائية، للبحث عما يؤكد ما يقرره ابتداء قبل حصة المطالعة، فإن لم تسعفه الكتب اختلق الفكرة، لذا فقد أمسك به بعض الباحثين في موقع "إسلام أون لاين" وتعقبوا هوامش كتبه ليجدوها من تأليفه فلا أساس لها، وأن إحالاته للمجهول، وأثبتوا هذا كله، لكن بإغلاق الموقع أُهدر هذا الجهد. فيذكر القمني واقعة ويحيلها مثلا لكتاب تراثي مع ذكر الطبعة، والصفحة، وليس هناك شيء من هذا في المرجع المذكور!

أما يوسف زيدان فهو متواضع الثقافة، متورم الذات، ولهذا هو يأتي بالعجائب. انظر كيف شرح بيت شعر قديم بما يكشف عن جهل رضي عنه بحجم رضاه هو عن الجهل، وقبل كتابة هذه السطور استمعت لمقطع من لقاء تلفزيوني يتحدث فيه عن محنة الإمام أحمد بن حنبل، وكيف أنه مات تحت التعذيب في قضية خلق القرآن، والثابت أنه رغم التعذيب الشديد إلا أنه مات بعد المحنة بسنوات!

بيد أن يوسف زيدان مثل غيره من جماعة "تمكين"، يظهرون بمفردهم في البرامج التلفزيونية بحسبانهم محميات طبيعية، يتكفل أولياء أمورهم في الداخل والإقليم بحمايتهم، لهذا فإن استضافتهم في معظم المرات منفردين، ليعبروا عن جهلهم أبلغ ما يكون التعبير، وفي حضرة مذيع أجهل!

ما علينا، فتوجه يوسف زيدان هو للإصلاح الكنسي أو المسيحي، وهو ما ثبت من عمله "عزازيل"، وهو ما قيل إنه مسروق مرة من مخطوط لكاتبه الراهب هيبا، ومرة إنه منقول نقل مسطرة من رواية أجنبية، بحسب المدير السابق لليونسكو، وهو أمر يحتاج إلى فحص وتدقيق في الاتهام، إلا أن الجدير بالملاحظة أن يوسف زيدان ومع انشغاله كثيرا بـ"الهرتلة" عَمّال على بطّال، لم ينشغل بالرد على هذا الاتهام، الذي إن صح لأسقط عنه الثقة والاعتبار!

احتشاد الكنيسة ضده:

ومذكرات الراهب هيبا تنتقد كثيرا من تعاليم الكنيسة المصرية، لذا فقد احتشدت الكنيسة للهجوم عليها، وصدرت عن ثلاثة من الآباء الكهنة ثلاثة مؤلفات للرد عليها، فكان الاتفاق على تصنيفها كرواية، وقد فازت بالبوكر العربية. فقد عاش يوسف زيدان في دور الأديب الكبير، لتكون هذه الراوية هي "بيضة الديك"، وقد أصدر روايتين أو ثلاثا بعد ذلك فلم تحقق نجاحا يُذكر، وليس هذا هو الموضوع!

فقد شعر هنا أن هذا التخصص من شأنه أن يجعله في أزمة مع الكنيسة وجمهورها، فذهب يقصر دعوته للإصلاح الديني على الإسلام، وإنه لمن المدهش أن يكون "داعية الإصلاح الديني" لا يستطيع قراءة آية قرآنية بشكل صحيح!

لقد عرف التاريخ دعاة للإصلاح مثل الإمام محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد الغزالي، بيد أن هؤلاء كانوا أئمة وعلماء، في حين أننا الآن أمام تفاهة يمثلها زيدان ورفاقه، والتي تجعلهم ريشة في مهب الريح إذا جرت مناظرتهم من قبل آخرين، لأنهم ليسوا على شيء!

لقد ذكر لي المثقف القومي المغربي عبد الإله المنصوري كيف أن زيدان حل على مؤتمر في المغرب، ولم يكن جاهزا، وبدا كما لو كان لم يعد موضوعه، فقال كلاما بخفة أثار استنكار الحاضرين لأنهم اعتبروه استهانة بالمغرب العربي من جانب المشرق، إلى حد أن يتعامل معهم المحاضر بهذه الخفة. وقلت له إن زيدان لم يستهدف الاستخفاف بكم، لكن هذه حدوده الفكرية، فمن تعتقدون أن يكون محمد عابد الجابري أو حسن حنفي؟!

إنها الضحالة يا سيدي!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مركز تكوين، إبراهيم عيسى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-05-2024   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، يزيد بن الحسين، تونسي، د - عادل رضا، مصطفي زهران، خالد الجاف ، أ.د. مصطفى رجب، طلال قسومي، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، سلام الشماع، د. عادل محمد عايش الأسطل، ماهر عدنان قنديل، سلوى المغربي، الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، د. أحمد محمد سليمان، نادية سعد، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، سليمان أحمد أبو ستة، محمد اسعد بيوض التميمي، عزيز العرباوي، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، صباح الموسوي ، د - محمد بنيعيش، أنس الشابي، صلاح المختار، أحمد الحباسي، صفاء العراقي، صلاح الحريري، رشيد السيد أحمد، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، د - مصطفى فهمي، فهمي شراب، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، مصطفى منيغ، د. صلاح عودة الله ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، أبو سمية، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، منجي باكير، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، محمود سلطان، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، طارق خفاجي، صالح النعامي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الغني مزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم السليتي، إياد محمود حسين ، المولدي اليوسفي، حاتم الصولي، رافد العزاوي، عمر غازي، وائل بنجدو، رافع القارصي، رمضان حينوني، محمود طرشوبي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، إيمى الأشقر، محمد علي العقربي، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمد رحال، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، عبد الرزاق قيراط ، المولدي الفرجاني، عواطف منصور، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، الهيثم زعفان، كريم فارق، مراد قميزة، محمد شمام ، حميدة الطيلوش، بيلسان قيصر، سامر أبو رمان ، علي الكاش، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، سيد السباعي، علي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، عبد العزيز كحيل، فتحي الزغل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة