البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عام تحرير فلسطين بدأ ولن ينكسر

كاتب المقال نور الدين العلوي - تونس   
 المشاهدات: 140



ندخل العام الرابع والعشرين من القرن الواحد والعشرين متفائلين، ننزف دما قانيا في غزة ونؤمن بوعد الله ونتصبّر ونثق في المقاومة. فقد أفسدت على العدو وهْم نصره وسعادته، وأثبتت أن قولها صادق وأن قوتها باقية وأن تخطيطها للمعركة تخطيط القادرين المقبلين غير المدبرين، وأن النصر أو الاستشهاد قول وفعل بما حررنا من لغو أنظمة كثيرة كانت سترمي إسرائيل في البحر فوجدناها في حضن العدو. لكن هذه القوة الظافرة تفرض علينا أن نفكر في المستقبل معها.

ولا نعني هنا مستقبل غزة فهي كفيلة به ومن لم يأخذ منها مكسبا بالسلاح لن يأخذ منها مكسبا بالتفاوض، لكن مستقبل العرب من حول غزة؛ هل يستفيد من صمود غزة؟ هذا سؤال ممض ومثير لوجيعة كبيرة، فثلاثة أشهر من الحرب لم تغير موقف الأنظمة ولم تعد تحرك الشعوب التي نراها تعود إلى همومها الصغيرة كأنها غير معنية بحريتها ومجدها.

المعنى المغيب شعبيا

باستثناء الجمهور الأردني الذي بات ليلة رأس السنة الاحتفالية مرابطا يحاصر سفارات الكيان، فإننا تابعنا بألم كبير مظاهر الاحتفالات العربية في أكثر من عاصمة، بما في ذلك الدوحة المتابعة من قريب لمعركة غزة.

لقد انتصر لوبي التجار بمن ذلك صناع الحلويات وأصحاب النُزل والسياحة على موجة التعاطف الشعبي مع المقاومة في حربها التحريرية، وسمعنا تبريرات سخيفة وموجعة فكأني بالشعب العربي الذي توقف عن التظاهر منذ الشهر الأول (ورفع العتب) قد عاد إلى سيرته من اللهو الغافل.

لا نكتب هنا لائمين (وإن كنا نشعر بأسى بالغ)، ولكن نحاول فهم قصور الفهم الشعبي لأبعاد معركة الطوفان. فهذه المعركة في تقديرنا ومنذ انطلاقتها وقياسا أيضا على كل المعارك التي خاضها الفلسطيني ضد العدو الصهيوني هي معارك تحرير فلسطين أولا، ولكنها في عمقها معارك تحرير الأمة العربية بتقسيماتها القُطرية التي تحولت إلى مقدسات سياسية عند أنظمتها وعند فئات واسعة من شعوبها، فلم تعد تهتم بفلسطين كأنها شعب غريب، وكأن قضيتها ليست قضية أمة وأن نصرها هو نصر لأمة وهزيمتها هي هزيمة لأمة.

لقد سمعنا قولا كثيرا عن تعاطف قلبي من فئات مختلفة غلب قول الذين يقولون بأنها معركة دينية يقودها الظلاميون أعداء الحداثة، لكن التعاطف القلبي جاء دون المطلوب، وكانت مناسبة رأس السنة فرصة لاختبار هذا التعاطف القلبي الذي اختفى تحت مبررات فرحة الأولاد وتخفيف أثر الدراسة ثم التمتع بالعطلة، وهي مبررات بدت لنا سخيفة وغير مقنعة، فأكبر آلام غزة هي أطفالها الذين استشهدوا تحت الردم والذين يعانون برد الشتاء وجوعه عراة تحت الخيام إذا توفرت، وقد انقطعت مدارسهم وهُدم أغلبها حتى ضاع منهم عام دراسي بكل مراحله.

أن يفكر العربي في متع أطفاله وهو يرى أطفال غزة في تلك الحالة فهذا ينفي اهتمامه بمعركة تحرير أمة سيعيش فيها أطفاله تحت التهديد الصهيوني، وإن لم يكن بلد مواجهة. فعند الصهيوني ما من طفل عربي يولد وإلا وهو عدو وإن لم ينشغل بالقضية. لقد تبين أن مغزى تحرير الأمة انطلاقا من غزة معنى غائب عن وعي كثير من العرب بمن في ذلك فقراء الأمة، وهم حواضن تقليدية للنضال.

لكننا نتفاءل برغم الدم واللامبالاة

نعيش خوفا على غزة ويؤذينا ما يؤذيها ونعرف حدود قدرتنا على الإسناد وهو أقل مما تطلب غزة، لكننا لا نحتفل وهي تنزف وهو أضعف الإيمان. حتى ليلة رأس السنة وصباح اليوم الأول قدمت لنا غزة براهين قوتها وعلامات نصرها على عدونا، لقد أرعبته ليلة احتفاله (وهو الحزين المكلوم). المقاومة صامدة وقوية ولها سلاحها المتنوع ولها تكتيكاتها التي بدأت بها المعركة فلم ترتبك حتى اكتمال الشهر الثالث. وقد حدثتنا عن قوتها منذ اليوم الأول فصدقناها ولم تتخيل عقولنا الكسيحة قوتها.

سيكون لنا وقت طويل نؤثثه بمعلومات ستأتي في حينها عن تاريخ الاستعداد والجهد الذي بُذل فيه، وهو مذهل ولنا عليه بعض الأدلة ليس كلها. ولذلك نقول إننا فعلا على أبواب نصر مؤزر سيغير الخرائط ويعيد وضع تصورات عن المستقبل طالما قرأناها في الشعر ولم نرها على الأرض حية تتحرك.

2024 ميلادية سنة جديدة ستكون فيها معركة تحرر فلسطين وانهدام كيان العدو على نفسه، فقد بدأت مؤشرات الخراب الداخلي. نعرف بلا دروشة أن المعركة لم تضع أوزارها وأن الثمن ما زال يُدفع من الدم لفلسطيني وأن معركة كسر عظم سياسية تلوح في الأفق، فالعدو المغرور يتكلم كمن ربح الحرب وهو الخاسر بمقاييسه ومقاييس كل عارف بالحرب، لكنه لغو المهزوم، وستكون للمقاومة كلمتها. إننا نرى الطوفان مستمرا حتى التحرير، وإنما بدأ يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ولن يتوقف حتى التحرير الشامل، فهي هدن وحرب متقطعة حتى ينكسر العدو ويخلي الأرض، وما هذا ببعيد على من خاض بلحمه حربا منذ ثلاثة أشهر ولديه إمكان مواصلتها واثقا ومقتدرا لشهور أخرى (متى وكيف أسئلة ستجيب عنها المقاومة طبقا لبرنامجها).

2024 بدأ المعركة النهائية لتحرير فلسطين ولا بأس أن يتحرر العرب دون دفع الثمن، فلا نظن أن غزة المجيدة ستمن عليهم بنتائج/ انعكاسات نصرها وثمراته، فقديما كانت الضباع تأكل فضلات الأسود ولا تمن الأسود في قانون الطبيعة على الضباع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-01-2024   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، وائل بنجدو، د. خالد الطراولي ، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، خالد الجاف ، مجدى داود، حسن الطرابلسي، سعود السبعاني، مصطفى منيغ، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، د. أحمد بشير، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، رمضان حينوني، محمد عمر غرس الله، سامر أبو رمان ، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم السليتي، محمد يحي، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سيد السباعي، محمد اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، عواطف منصور، عراق المطيري، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، فهمي شراب، طلال قسومي، فوزي مسعود ، فتحـي قاره بيبـان، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، سلوى المغربي، صلاح الحريري، محمد الياسين، د.محمد فتحي عبد العال، علي الكاش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمد رحال، الهادي المثلوثي، عمر غازي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، إسراء أبو رمان، محمود سلطان، محمد شمام ، محرر "بوابتي"، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافع القارصي، صباح الموسوي ، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، الناصر الرقيق، أحمد الحباسي، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، رافد العزاوي، رضا الدبّابي، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد محمد سليمان، سليمان أحمد أبو ستة، حسن عثمان، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، تونسي، علي عبد العال، كريم فارق، عبد الله الفقير، أبو سمية، أ.د. مصطفى رجب، فتحي الزغل، المولدي الفرجاني، د- محمود علي عريقات، د - الضاوي خوالدية، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، نادية سعد، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، د. عبد الآله المالكي، أحمد بوادي، سلام الشماع، ياسين أحمد، حاتم الصولي، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، د- هاني ابوالفتوح، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، العادل السمعلي، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة