علينا التثبت في المفاهيم: مامعنى إسلامي في علاقة بفرنسا
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1408
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أصحاب الإنتماءات الإسلامية الوسطية كما يقولون عن أنفسهم، يلبّسون علينا أكثر مما يفعل اليساريون والليبراليون وأصحاب الإنحرافات عموما، لذلك أنا اعتبرتهم الشق "الاسلامي" من منظومة فرنسا
لم نرهم يتكلمون إلا لتأكيد وسطيتهم المزعومة و "الضرب على أيدي المتشددين" و أنهم حجرة في وجههم وهم يفخرون بذلك لدى مغالبيهم المهمومين أبدا بالتقرب منهم (*)، لكننا لم نرهم يقولون شيئا عن منظومة فرنسا، بل هم أساسا لايعتبرون فرنسا خطرا و أنها تؤثر في منظومات تشكيل الأذهان في تونس من تعليم واعلام وتثقيف
لذلك أعتقد أنه علينا في سياق التأسيس لبديل ثوري فكري، التدقيق و إعادة النظر في أمرين:
1- مكونات منظومة فرنسا وأنها ليست بالفهم النمطي ذات تكوين علماني يساري وإنما يخالطها بل ويقويها من يقول إنه ملتزم بالاسلام ممن يصلي ويحج ويتحدث بقال الله وقال الرسول ويحمل اثر السجود بجبهته
2- مفهوم الفرد الاسلامي يجب التدقيق في معانيه، لأن الكثير ممن يصنف إسلاميا لهم هوَى فرنسي وتعلّق بالمركزية الغربية العقدية والثقافية، ولايرون بأسا أن يكونوا تبعا لفرنسا، يدافعون عن لغتها وثقافتها و أحقيتها في التواجد بتونس لاعتبارات تاريخية كما يقولون
بل نحن نعرف أن الكثير من قادة حركة النهضة فرنسيون أصلا ولم يكتبوا أو يقولوا كلاما ضد فرنسا لأنهم إما لقناعة لايريدون أو إنهم لا يستطيعون باعتبارهم فرنسيين إن فعلوا حوسبوا بالقانون الفرنسي
هذا موضوع هام علينا البحث والنظر فيه في سياق تفكيك منظومة فرنسا بتونس، لأن الكثير ممن نفترض أنه منا، إنما هو منهم أي من المنظومة التي نتعارك معها وهو يسندها و إن كان ظاهرا يعتبر معك
لايعقل أن يكون من يقف مع عدونا يزعم أنه معك، عليه توضيح الامور، إما أن تكون فرنسيا أو تكون تونسيا ضد فرنسا
-----------
(*) لحد الان "العريض" بالسجن ومناصروه يتقربون لمنظومة فرنسا بالقول أن له الفخر أنه أول من صنف تنظيم "انصار الشريعة" إرهابيا، يا له من انجاز، حيث يعكس هذا الموقف مدى الانكسار ومدى التذلل والهوس بإرضاء الاخر المغالب