قصص أحلام تحطمت على أرض يباب (1)، أرض التيه وناس الجحود
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1227
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قصص نساء اسلاميات، ظلمهن المجتمع ودمر احلامهن، و ساهم في تفكيك أسرهن
سابدأ نشر سلسلة قصص، لكنها ليست من تلك التي ينتجها الذهن المرتخي السارح في أوهامه، فيستعيرها من خيالاته ويستعين على إنتاجها بالتأمل والاغراق في مطاردة شوارد تفاصيلها
بل هي حكايات تفاصيلها هي التي تطاردك وتفسد عليك راحتك وصفاء حالك، لأنها هي التي شكلت الواقع وتركت بصماتها فيه، تفاصيل لا تجتهد في البحث عنها، و إن كنت تجتهد في نسيانها
قصص تغذت من آمال عريضة أجهضت، ونمت من بقايا قطرات الدم المسفوح، دم المعذبين في الزنازين ودم المعذبين خارج الزنازين من ناس سكنوا هذه الارض الجحود ثم تحالفوا مع الظالمين ورضوا ان يكونوا أعوانهم
قصص نمت من آهات الثكالى و أنات اليتامى وأطفال المسجونين والمشردين، إنهم اولئك الصغار الأبرياء الذين ضاقت عليهم هذه الأرض وكرههم أهلها و أسرفوا في كرههم ومطاردتهم ونكرانهم، حيث تحالف ساكونها مع حكامها لخنقهم، ولم يراعوا طفولتهم، فقتلوا أحلامهم و أفسدوا عليهم حياتهم وصيروهم للتشرد والتفكك الاسري
قصص نمت من بحار الدموع التي ذرفت، دموع المرأة التي هجرها أهلها إلا لأنها قالت ربي الله فضيقوا عليها وساوموها على دينها ونزع حجابها
دموع فتاة غضة حديثة الزواج أجبرها ناس الجحود على ترك زوجها "الخوانجي" ودفن قصة حبها التي طالما رعتها في أحلامها الرحبة الملونة
دموع امرأة طاردها أهل زوجها القساة الغلاظ، ناس الجحود، وضيقوا عليها و أجبروا زوجها على تطليقها لأنها فتاة اعتقدت في مشروع الاسلام الذي سيعم هذه البلاد كما تصورت يوما
دموع زوجة طرية العود، خطفوا زوجها وعاقبها المجتمع الفاسد فقاطعها فوجدت نفسها وحيدة لاتعرف كيف تتحرك ولا الى أين تتجه
دموع زوجة أضحت فجأة تعول أطفالا صغارا، و أنّى لها أن تعولهم والكل ينفرها كما ينفر البعير الأجرب
إنها قصص فتية قالوا ربنا الله ثم استقاموا، لكن مجتمع الجحود وناس الجحود لا يحبون الاستقامة وناسها، فتعاونوا مع الحاكم لتهشيمهم، فكان أن خذلهم الكل وتركهم لشأنهم، فانتهوا لمطحنة عظيمة مضغتهم و أخرجتهم من أحشائها بعد حين هياكل محطمة
خرجوا فوجدوا الغربة والخراب، وجدو بيوتا أو بقايا بيوت اندثرت، وجدوا أطفالا غرباء وزوجات بائسات
إنها قصص جديرة أن تنتج حولها الأفلام والأعمال الدرامية، قصص تؤكد أن واقعنا فيه كثير من الصالحين والصالحات والقدوات والرموز، مما يغنينا عن البحث عنها في ثنايا التاريخ، لنا في واقعنا نساء و أي نساء، لكن مجتمع الجحود وناس الجحود و أرض اليباب لايحبون الصالحين