ألمانية دخلت الاسلام، طيب مالمطلوب منا، هل نقيم مهرجانا ؟
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1544
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اعترضتني كتابات مستبشرة بدخول ألمانية أو لعلهن ألمانيات الإسلام، وحدث أن فعل مثلهم آخرون من قبل لما دخلت أوربيات وأمريكيات الإسلام أيضا، وكان هؤلاء الفرحون يفزعون كل حين للتهليل والتكبير، وهم يقولون أن ذلك نصرة للإسلام وقد يكون بعضهم اكثر طموحا إذ يقول أن ذلك نصرة للمسلمين
لا افهم داعي هذه الاحتفاليات ولست متأكدا حقيقة أن مبعثها البحث عن نصرة الإسلام ولا المسلمين، ولكني أري بالمقابل أن دلالة هذه الفزعة الطفولية المستبشرة، شخصية تستبطن النقص والصغار أمام الغربي والغرب عموما، وسأفسر ذلك
إذا كان مبعث الفرح بدخول ألمانية الإسلام مثلا، كون ذلك زاد من أعداد المسلمين بالعالم، للزم من ذلك وجوب الفرح بالمسلمات اللاتي يدخلن الإسلام كل حين من غير الأوربيات، و أخص ذلك المسلمات اللاتي يتواجدن بأدغال إفريقيا حيث ينشط دعاة نذروا انفسهم لنشر الإسلام
لماذا لا يتحدث عن تلك المسلمات الفقيرات البائسات اللاتي سيزدن من عدد المسلمين خاصة و أغلبهن ينتمين لمجموعات كبيرة في شكل قرى بأكملها
إذن الداعي للاحتفال ليس مطلق الفرح بدخول فرد مستجد للإسلام
ثم إذا كان سبب الفرح بإسلام ألمانية مطلق الخوف على الإسلام، لكان أولي أن نخاف على المسلمين الموجودين من أن يتناقصوا ويقع تحويلهم عن دينهم، وللزم من هذا الخوف على الإسلام نصرته في داره، وهو ما لم يقع، كيف ونحن نرى الإسلام يحارب في تونس ويضيق على أهله ويرهب المسلمون في تونس، وتستصدر القوانين للحد من الملتزمين بأحكامه وتشاع الفاحشة وتشرع المحرمات مما لا يقره الإسلام
إذن عوض الفرح بوافدة جديدة للإسلام لكان يفترض الخوف من ضياع الموجود، ولكن أي من هذا لم يقع
إذن لما ثبت أن هذه الاحتفاليات بإسلام أوربية لا علاقة له بنصرة الإسلام فما سببها
إنها الشخصية الباطنية للتونسي الغارق في أحاسيس الصغار والنقص نحو الغرب
لا يغرنكم انه فرد متدين، فهو في داخله نفس الشخصية التي لدى "الحداثي التقدمي" ممن يوالي الغرب ويتخذه قدوة بطريقة ظاهرة
أي أن التدين الذي يمارسه هؤلاء الفرحون تدين طقوسي شكلي وليس تدينا عميقا يعتبر الإسلام منظومة كونية شاملة مستقلة تغالب منظومة الغرب ومركزيته
لذلك تجد الكثير من المتدينين بل حتى الإسلاميين من حركة النهضة وغيرها يقولون مباشرة أو مواربة بمركزية الغرب الفكرية، أي انهم لا يرون الإسلام منظومة مستقلة عن الغرب و إنما هو إسلام لديهم مجرد نظام طقوسي أخلاقي لتزكية الشخصية في جانبها المعاملاتي فقط، لذلك يحتفلون بالمناسبات التي قدتها منظومة الغرب الفكرية (عيد المرأة، عيد الحب، ,,,) ويقولون بالقيم الكونية التي هي التسليم بمركزية الغرب الفلسفية
لكل هذا لن يستقيم حالنا، لن نفلح ما دمنا نعتبر الغرب مركزا نتخذه قدوة في فكره وفلسفته خاصة
لن نفلح ما دمنا لا نرى الإسلام منظومة كونية مستقلة بل إنها أفضل من المركزية الغربية لأن الإسلام له بعدان عوض بعد واحد، وهما بعدا الغيب والشهادة أي الغيب والواقع وهو ما لاتملكه منظومة الغرب التي تتحرك في بعد الشهادة / الواقع فقط
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: