البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ألمانية دخلت الاسلام، طيب مالمطلوب منا، هل نقيم مهرجانا ؟

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1033


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اعترضتني كتابات مستبشرة بدخول ألمانية أو لعلهن ألمانيات الإسلام، وحدث أن فعل مثلهم آخرون من قبل لما دخلت أوربيات وأمريكيات الإسلام أيضا، وكان هؤلاء الفرحون يفزعون كل حين للتهليل والتكبير، وهم يقولون أن ذلك نصرة للإسلام وقد يكون بعضهم اكثر طموحا إذ يقول أن ذلك نصرة للمسلمين

لا افهم داعي هذه الاحتفاليات ولست متأكدا حقيقة أن مبعثها البحث عن نصرة الإسلام ولا المسلمين، ولكني أري بالمقابل أن دلالة هذه الفزعة الطفولية المستبشرة، شخصية تستبطن النقص والصغار أمام الغربي والغرب عموما، وسأفسر ذلك

إذا كان مبعث الفرح بدخول ألمانية الإسلام مثلا، كون ذلك زاد من أعداد المسلمين بالعالم، للزم من ذلك وجوب الفرح بالمسلمات اللاتي يدخلن الإسلام كل حين من غير الأوربيات، و أخص ذلك المسلمات اللاتي يتواجدن بأدغال إفريقيا حيث ينشط دعاة نذروا انفسهم لنشر الإسلام

لماذا لا يتحدث عن تلك المسلمات الفقيرات البائسات اللاتي سيزدن من عدد المسلمين خاصة و أغلبهن ينتمين لمجموعات كبيرة في شكل قرى بأكملها

إذن الداعي للاحتفال ليس مطلق الفرح بدخول فرد مستجد للإسلام

ثم إذا كان سبب الفرح بإسلام ألمانية مطلق الخوف على الإسلام، لكان أولي أن نخاف على المسلمين الموجودين من أن يتناقصوا ويقع تحويلهم عن دينهم، وللزم من هذا الخوف على الإسلام نصرته في داره، وهو ما لم يقع، كيف ونحن نرى الإسلام يحارب في تونس ويضيق على أهله ويرهب المسلمون في تونس، وتستصدر القوانين للحد من الملتزمين بأحكامه وتشاع الفاحشة وتشرع المحرمات مما لا يقره الإسلام

إذن عوض الفرح بوافدة جديدة للإسلام لكان يفترض الخوف من ضياع الموجود، ولكن أي من هذا لم يقع

إذن لما ثبت أن هذه الاحتفاليات بإسلام أوربية لا علاقة له بنصرة الإسلام فما سببها

إنها الشخصية الباطنية للتونسي الغارق في أحاسيس الصغار والنقص نحو الغرب

لا يغرنكم انه فرد متدين، فهو في داخله نفس الشخصية التي لدى "الحداثي التقدمي" ممن يوالي الغرب ويتخذه قدوة بطريقة ظاهرة

أي أن التدين الذي يمارسه هؤلاء الفرحون تدين طقوسي شكلي وليس تدينا عميقا يعتبر الإسلام منظومة كونية شاملة مستقلة تغالب منظومة الغرب ومركزيته

لذلك تجد الكثير من المتدينين بل حتى الإسلاميين من حركة النهضة وغيرها يقولون مباشرة أو مواربة بمركزية الغرب الفكرية، أي انهم لا يرون الإسلام منظومة مستقلة عن الغرب و إنما هو إسلام لديهم مجرد نظام طقوسي أخلاقي لتزكية الشخصية في جانبها المعاملاتي فقط، لذلك يحتفلون بالمناسبات التي قدتها منظومة الغرب الفكرية (عيد المرأة، عيد الحب، ,,,) ويقولون بالقيم الكونية التي هي التسليم بمركزية الغرب الفلسفية

لكل هذا لن يستقيم حالنا، لن نفلح ما دمنا نعتبر الغرب مركزا نتخذه قدوة في فكره وفلسفته خاصة

لن نفلح ما دمنا لا نرى الإسلام منظومة كونية مستقلة بل إنها أفضل من المركزية الغربية لأن الإسلام له بعدان عوض بعد واحد، وهما بعدا الغيب والشهادة أي الغيب والواقع وهو ما لاتملكه منظومة الغرب التي تتحرك في بعد الشهادة / الواقع فقط


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التبعية، الغرب، المركزية الغربية، دخول الإسلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-08-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس
  الدروس الوعظية تشوش وعي الناس ولاتخدمهم
  تناول مشاكل واقعنا من خلال نقاش الحرية والتنمية والديموقراطية، كحال من يرمّم بيتا خربا
  الإكتفاء بالتقييم المعياري يعيق فهمنا الحقيقة
  الإسلام ورموزه ليسوا في حاجة للأساطير
  الناس لديهم طاقات للفعل لكنهم يقمعون أنفسهم ويفضلون السلبية
  هل يقيّم ويقدّر الإنسان لفعله أو لفعل غيره به
  الإسراف في نقل أحداث الواقع انفعال وغياب للتفكير
  حول حضور "صلاة الجمعة" التي تخضع للسلطات
  حول مسألة الحج، في ظل سلطة آل سعود
  في المجال العام لا يكفي التعامل مع الفعل ببعده المادي، وانما علينا النظر للمحرك العقدي للفعل
  "الحل في الديموقراطية": نموذج للأخطاء التصورية
  أخلاق القوة وأخلاق الضعف: إذا لزم قول "لا" فقلها مباشرة وبوضوح
  لا نقيّم تفاصيل أمر، ما لم يكن صوابا في أوله
  نموذج هجرة الإسلاميين المطاردين وتحولهم لأدوات إقناع بالتبعية للغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، رافد العزاوي، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، مجدى داود، ضحى عبد الرحمن، أشرف إبراهيم حجاج، د.محمد فتحي عبد العال، عمار غيلوفي، سيد السباعي، د - صالح المازقي، سلوى المغربي، منجي باكير، أبو سمية، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، المولدي الفرجاني، يزيد بن الحسين، د. أحمد محمد سليمان، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، الهيثم زعفان، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، علي الكاش، محمود سلطان، أحمد النعيمي، صفاء العربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- هاني ابوالفتوح، حميدة الطيلوش، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بن موسى الشريف ، جاسم الرصيف، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، صالح النعامي ، تونسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلام الشماع، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، حاتم الصولي، ياسين أحمد، سامر أبو رمان ، طلال قسومي، أحمد الحباسي، أحمد بوادي، أنس الشابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، محمد يحي، عراق المطيري، الهادي المثلوثي، وائل بنجدو، العادل السمعلي، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، أحمد ملحم، كريم فارق، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، محمد عمر غرس الله، محمد العيادي، رشيد السيد أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، إيمى الأشقر، فتحي العابد، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، مراد قميزة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- جابر قميحة، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، رمضان حينوني، عبد الغني مزوز، مصطفى منيغ، محمد الياسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، د - شاكر الحوكي ، نادية سعد، د- محمد رحال، أ.د. مصطفى رجب، فتحي الزغل، رافع القارصي، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، عواطف منصور، عبد الله زيدان، محمود طرشوبي، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، الناصر الرقيق، د - مصطفى فهمي، عزيز العرباوي، سعود السبعاني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة