البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ألمانية دخلت الاسلام، طيب مالمطلوب منا، هل نقيم مهرجانا ؟

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 712


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اعترضتني كتابات مستبشرة بدخول ألمانية أو لعلهن ألمانيات الإسلام، وحدث أن فعل مثلهم آخرون من قبل لما دخلت أوربيات وأمريكيات الإسلام أيضا، وكان هؤلاء الفرحون يفزعون كل حين للتهليل والتكبير، وهم يقولون أن ذلك نصرة للإسلام وقد يكون بعضهم اكثر طموحا إذ يقول أن ذلك نصرة للمسلمين

لا افهم داعي هذه الاحتفاليات ولست متأكدا حقيقة أن مبعثها البحث عن نصرة الإسلام ولا المسلمين، ولكني أري بالمقابل أن دلالة هذه الفزعة الطفولية المستبشرة، شخصية تستبطن النقص والصغار أمام الغربي والغرب عموما، وسأفسر ذلك

إذا كان مبعث الفرح بدخول ألمانية الإسلام مثلا، كون ذلك زاد من أعداد المسلمين بالعالم، للزم من ذلك وجوب الفرح بالمسلمات اللاتي يدخلن الإسلام كل حين من غير الأوربيات، و أخص ذلك المسلمات اللاتي يتواجدن بأدغال إفريقيا حيث ينشط دعاة نذروا انفسهم لنشر الإسلام

لماذا لا يتحدث عن تلك المسلمات الفقيرات البائسات اللاتي سيزدن من عدد المسلمين خاصة و أغلبهن ينتمين لمجموعات كبيرة في شكل قرى بأكملها

إذن الداعي للاحتفال ليس مطلق الفرح بدخول فرد مستجد للإسلام

ثم إذا كان سبب الفرح بإسلام ألمانية مطلق الخوف على الإسلام، لكان أولي أن نخاف على المسلمين الموجودين من أن يتناقصوا ويقع تحويلهم عن دينهم، وللزم من هذا الخوف على الإسلام نصرته في داره، وهو ما لم يقع، كيف ونحن نرى الإسلام يحارب في تونس ويضيق على أهله ويرهب المسلمون في تونس، وتستصدر القوانين للحد من الملتزمين بأحكامه وتشاع الفاحشة وتشرع المحرمات مما لا يقره الإسلام

إذن عوض الفرح بوافدة جديدة للإسلام لكان يفترض الخوف من ضياع الموجود، ولكن أي من هذا لم يقع

إذن لما ثبت أن هذه الاحتفاليات بإسلام أوربية لا علاقة له بنصرة الإسلام فما سببها

إنها الشخصية الباطنية للتونسي الغارق في أحاسيس الصغار والنقص نحو الغرب

لا يغرنكم انه فرد متدين، فهو في داخله نفس الشخصية التي لدى "الحداثي التقدمي" ممن يوالي الغرب ويتخذه قدوة بطريقة ظاهرة

أي أن التدين الذي يمارسه هؤلاء الفرحون تدين طقوسي شكلي وليس تدينا عميقا يعتبر الإسلام منظومة كونية شاملة مستقلة تغالب منظومة الغرب ومركزيته

لذلك تجد الكثير من المتدينين بل حتى الإسلاميين من حركة النهضة وغيرها يقولون مباشرة أو مواربة بمركزية الغرب الفكرية، أي انهم لا يرون الإسلام منظومة مستقلة عن الغرب و إنما هو إسلام لديهم مجرد نظام طقوسي أخلاقي لتزكية الشخصية في جانبها المعاملاتي فقط، لذلك يحتفلون بالمناسبات التي قدتها منظومة الغرب الفكرية (عيد المرأة، عيد الحب، ,,,) ويقولون بالقيم الكونية التي هي التسليم بمركزية الغرب الفلسفية

لكل هذا لن يستقيم حالنا، لن نفلح ما دمنا نعتبر الغرب مركزا نتخذه قدوة في فكره وفلسفته خاصة

لن نفلح ما دمنا لا نرى الإسلام منظومة كونية مستقلة بل إنها أفضل من المركزية الغربية لأن الإسلام له بعدان عوض بعد واحد، وهما بعدا الغيب والشهادة أي الغيب والواقع وهو ما لاتملكه منظومة الغرب التي تتحرك في بعد الشهادة / الواقع فقط


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التبعية، الغرب، المركزية الغربية، دخول الإسلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-08-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  لايصح تناول المفاهيم اللامادية من خلال القياس الكمّي
  التفكير التبسيطي في صفات الفرد: "ولد وبنت الأصل"
  تعدد فرص التعبير يزيد من احتمالات التفاهة
  الناس تقدّر من يفعل ولا تنظر كثيرا لمحتوى فعله
  ... وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم...
  محورية المنظومات وليس محورية الفرد
  عبثية الفعل السياسي: مشاكلنا ذات طبيعة فكرية وليست تقنية
  الفرد التابع: تفسير سكوت التونسيين عن الانقلابي والقبول بقراراته
  انتخاب الإتحاد العام التونسي للطلبة: ثقافة الشكليات حينما تنتشر
  صفات الفرد التابع: الذين يجعلون التندّر من الغير مواضيعا لمنشوراتهم
  صفات الفرد التّابع: السبّ والمبالغات في الخطاب
  حينما نتحدث في الرياضة لا داعي أن تستحضر مواضيع الطبخ
  الموقف قيمته من وجود الاختبار: التدين لازمه الابتلاء وليس الصفة
  يتواصل استهداف أطفالنا في المدارس الخاصة
  كيف تضعف الأفكار المؤسِّسة داخل التنظيمات
  يجب تحرير كليات الإنسانيات من المدرسين "المبشِّرين"
  الناس تتعامل مع المدرَكات وليس مع الموجودات
  بعض القواعد المساعدة على التفكير
  عقلية "الحَضَبْ" هي سبب ضحالتنا
  أين منظمة النساء الديموقراطيات ورابطة حقوق الإنسان
  لماذا لا يبادر أهل التعليم لرفض تغوّل الفرنسية
  قوة الصمت: هل يلزم أن نتكلم في كل حادث
  المفكر التابع حينما يخاطبنا: النص الديني، الإسلام السياسي...
  الفعل السياسي كأداة للإلحاق بالمغالب العقدي
  حول الذين يرفضون الإنقلابات المتصدية لفرنسا
  كلما تحدثنا عن أنفسنا قلنا كلاما ضعيفا
  الديموقراطية تفصيل تقني وليست ركنا، حتى تستدعى كل مرة
  "مرض التصنيف الإيديولوجي": هل هو مرض فعلا
  فلسفة "ترامب" مع الفاشلين
  لماذا علينا النظر في وجوب تأسيسات سياسية وفكرية جديدة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، عواطف منصور، مصطفي زهران، د. أحمد بشير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أبو سمية، د - محمد بنيعيش، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، سامح لطف الله، العادل السمعلي، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي الزغل، تونسي، صلاح الحريري، محمد يحي، سلوى المغربي، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحـي قاره بيبـان، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود سلطان، صالح النعامي ، عمر غازي، محمد العيادي، أحمد بوادي، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، د - عادل رضا، د- جابر قميحة، علي الكاش، حسن عثمان، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم السليتي، الهيثم زعفان، سيد السباعي، فتحي العابد، صباح الموسوي ، فهمي شراب، صفاء العربي، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، رافع القارصي، عزيز العرباوي، د - الضاوي خوالدية، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، محمد أحمد عزوز، صفاء العراقي، سعود السبعاني، عمار غيلوفي، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، نادية سعد، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، مجدى داود، د- محمد رحال، منجي باكير، سلام الشماع، يزيد بن الحسين، محمد شمام ، وائل بنجدو، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله الفقير، د. أحمد محمد سليمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، ضحى عبد الرحمن، أحمد ملحم، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، د. خالد الطراولي ، كريم فارق، يحيي البوليني، أحمد الحباسي، أشرف إبراهيم حجاج، فوزي مسعود ، عبد الغني مزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهادي المثلوثي، المولدي الفرجاني، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، د - المنجي الكعبي، محرر "بوابتي"، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، ياسين أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، عراق المطيري،
أحدث الردود
هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

واضح أن الكاتب يعاني من رؤية ضبابية، وهو بعيدٌ عن الموضوعية التي يزعم أنه يهتدي بها..
نعم، وضعت الأنظمة القومية قضية تحرير فلسطين في قائمة جدول...>>


الأولى أن توجه الشتائم التي قدمتها لما يُسمى بالمعارضة الذين هم في الحقيقة تجار الوطن والشرف.. ارتموا كبائعات الهوى في حضر التركي والأمريكي والقطري وا...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة