فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1777
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هذا نص اكتبه ردا على الأستاذ شهاب بوغدير محرر موقع الزراع، من لوم وجهه لمن وصفهم بالكتاب والمفكرين حول تجاهلهم الانقلاب، ولأني قد أكون مقصودا، فإني أريد توضيح التالي.
عرفني متابعو موقع الزراع أكتب مقالات فكرية فقط، مما قد يوحي لهم أني لا اقرب السياسة ولا أهتم بالانقلاب الذي أتاه قيس سعيد، والحقيقة غير ذلك تماما.
ليلة الانقلاب كنت من أول الذين انطلقوا لمجلس النواب وحين وصلت هناك كنا لا نكاد نجاوز الثلاثين نفرا منهم الغنوشي وسيف مخلوف ويسري الدالي والتحق بنا بعدها تباعا البحيري وبعض من رموز النهضة الذين لم يصلوا الخمسة و أكثرهم غادر بعد مكوث لا يجاوز ساعة، ثم التحق بنا آخرون مع شروق الشمس، وكنا محاطين منذ الوهلية الأولى بعدد من الرعاع أنصار الانقلاب يفوقنا عديدا يجاوز المائة، عملوا على إيذائنا بقذف الأحجار وغيرها فضلا عن الإيذاء بالكلام واكثر من استهدف -للتاريخ- كان سيف مخلوف حيث كان مركزا عليه بطريقة غريبة، حتى أني أشفقت عليه وكنت أواسيه وكان صلبا شامخا.
بعدها، حينما كان الكثير يفرك عينيه لتبين ما حدث، كتبت يوم 30 جويلية أن ما وقع انقلاب، وحينما استفاق البعض الآخر لفهم الحدث كتبت يوم 3 أوت أي بعيد أسبوع من الانقلاب أنه يجب محاكمة الانقلابيين قيس ومن سانده من الجيش قطعا لسابقة الانقلابات (1)
وكنت من أول من حضر التحركين المناهضين للانقلاب، كنت المرة الأولى بعيد العاشرة هناك أمام المسرح أما تحرك 10 أكتوبر فكنت قبل الثامنة صباحا بشارع محمد الخامس حيث كان هناك جوهر بن مبارك وانطلقنا نحو شارع الثورة، وكنت ذلك اليوم من الذين حاولوا كسر الحاجز الأمني في مستوى تقاطع شارع قرطاج في اتجاه الداخلية وقد أصبت اكثر من إصابة في استهداف الأمن لي يومها.
أما لماذا لم اعد اكتب عن الانقلاب، فسبب ذلك أنى إنسان أفهم الكلام أنه للتنظير والتوضيح و أنه لا يعوض الفعل، والانقلاب يلزمه كثير فعل وقليل كلام.
ما يلزمنا الآن لمواجهة الانقلاب هو الفعل، والفعل ليس بيد رافضي الانقلاب من عموم المواطنين فقط، فهؤلاء مهما فعلوا وتظاهروا لن يعوضوا أفعالا يجب أن يقوم بها غيرهم ولا يستطيعها غيرهم، و أقصد تحديدا رئيس مجلس النواب السلطة المنتخبة الشرعية الوحيدة الآن.
انا لي تصوري للثورة وللأحداث، وهذا موضوع طويل، لكن، الآن أرى أن وصول قيس لإنجاز الانقلاب سببه الغنوشي وان بقاء قيس بالسلطة بعد الانقلاب سببه الغنوشي.
الغنوشي كان بإمكانه لو كان الحال غير الحال عزل قيس منذ قام الأخير بإخلالات جسيمة (عدم قبول الوزراء للقسم وعدم إمضاء قانون المحكمة الدستورية)، وقيس كان يجب إعلان عزله بعد قيامه بالانقلاب، لم يفعل الغنوشي أي شي من كل هذا، بل انه بقي ثلاثة اشهر متواريا خائفا يترقب متخليا عن واجبه، فلا هو قام بذلك مما لا يستطيع غيره القيام به وهو مواجهة الانقلاب قانونيا باعتباره ممثلا لسلطة شرعية منتخبة وهي البرلمان، ولا هو ترك المكان لغيره للقيام بذلك الواجب، هذا إخلال يجب أن يحاسب عليه ولا افهم لماذا رافضو الانقلاب لا يتحدثون عن هذه النقطة.
الغنوشي هو المشكلة الأكبر وهو كلام كنت أقوله بالمناسبة منذ 2011
لا يعني هذا أني التقي مع الرعاع أنصار الانقلاب الذين يهاجمون الغنوشي، لأني أنا أعارضه منذ عقد تقريبا ثم أني أعارضه لغير ما يعارضه فيه هؤلاء الرعاع، الغنوشي ضيع الحركة الإسلامية من قبل أن يضيع الثورة ويعمل على الحاق تونس بفرنسا.
الخلاصة، نعم لعزل قيس ومحاسبته لكن بالتوازي يجب عزل الغنوشي ومحاكمته على تضييع الثورة وتواطئه مع بقايا فرنسا وتهاونه في المبادئ حتى اصبح الإسلام محاربا بعد الثورة اكثر مما حارب بورقيبة وبن علي (قوانين التكفير، قوانين الإرهاب، قوانين الزطلة، الحملات ضد الروضات القرانية، التسليم بتمدد فرنسا ثقافيا وفكريا في تونس بموافقة الغنوشي، هذه أمور يجب أن يحاسب عليها الغنوشي).
---------
(*)
مقال نشر بتاريخ: 05/11/2021 على موقع الزراع، وهو مما نشر بموقع الزراع ولم ينشر بموقع بوابتي
(1) ينظر لمقالاتي حول الانقلاب :
إنقلاب قيس: بعض من الحصاد المر لرخاوة الغنوشي
http://www.myportail.com/articles_myportail.php?id=9906