البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تحرج وخجل الدعاة من وسم الكافرين بالكفر

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6057


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يسعد موقع 'بوابتي' إنضمام الأستاذ يحيى البوليني، من مصر، للمساهمين بالنشر بموقعنا، ونحن نرحب به وبمساهماته.
محرر موقع بوابتي
-------------

ربما يتردد بعض طلبة العلم وأيضا بعض العلماء والدعاة ويتحرجون من التفوه بوصف من وصفهم الله في كتابه بالكافرين، وخاصة عند ظهورهم أمام وسائل الإعلام، فيحاول بعضهم أن يتهرب من الإجابة ويسلك مسالك متنوعة ليتفادى السؤال المباشر ولا يرد الرد الواضح الذي يفترض أن يُرد به على الأسئلة العقائدية.

فحينما وصف الله سبحانه اليهود والنصارى في القرآن الكريم بالكافرين كانت الكلمات واضحة قاطعة الدلالة لا لبس فيها ولا غموض ولا مداراة، فقال سبحانه " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ " وقال أيضا " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ".

والمؤمن بأي عقيدة أو ديانة يتسم بالصفتين معا فهو مؤمن بما يعتقده كافر بما يضاده، ولا يصح شرعا ولا عقلا أن يكون الإنسان مؤمنا بما يعتقده وبما يضاد عقيدته في نفس الوقت، فقال تعالى عن المسلم " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى "، فلا يكفي المسلم أن يؤمن بالله كإله فقط دون أن يكفر بكل من دونه وكل ما دونه من الآلهة المزعومة الباطلة.

ولهذا فأمام كل قضية غيبية موقفان لا ثالث لهما، إما الإيمان والتصديق بها أو الكفر والتكذيب بها وإنكارها، فلِم التحرج من ذلك أن يُعلن للجميع وعلى كل المحافل والميادين إذا تعرض العلماء لهذه الأسئلة التي لا تحتمل من المسلم فضلا عن الداعية مداراة أو إمساك للعصا من المنتصف ؟ ولابد أن يظهر وجه الحق فيها .

فالمسلم يؤمن بأن سيدنا عيسى بشر ورسول من عند الله ويكفر بكل قول يخالف ذلك من ادعاء بأنه إله أو ابن للإله، والمسلم يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم والنصراني يكفر به ويؤمن بمعتقداته، فكلا الاثنين مؤمن بما يعتقده وكافر بما يضاده، فلِم الخوف من مجرد ذكر الكلمة على الألسنة إذ كنا نصف بها الناس كلهم إذ يحتم أن تكون مؤمنا بعقائدك كافرا بغيرها ؟.

ولا يتورع أحد من أبناء الملل والمذاهب الأخرى أن يصفوا غيرهم بذلك ولا أن يتعاملوا مع مخالفيهم بذلك القول، فالملل النصرانية التي اختلفت فيما بينها في العقائد وأبرزها حول طبيعة سيدنا عيسى عليه السلام حيث قال بعضهم أنه به طبيعتان ناسوتية ولاهوتية وقال بعضهم أن سيدنا عيسى هو الله – حاش لله – وقال الآخرون أنه ابن لله – تعالى الله عما يقولون علوا عظيما -، ونشأ من خلافهم في العقائد أن وصف بعضهم بعضا بالكفر البواح والخروج من الملة، ويقضون ببطلان زواج مختلفي الملة، ولا يسمح لمختلفي الملة أن يقربوا دور العبادة للملل الأخرى، ( ولا ننسى يوم أن زار يوحنا بولس بابا الفاتيكان الكاثيوليكي مدينة القاهرة فلم يستقبله الأنبا شنودة ولم يسمح له بالاقتراب من الكنائس الأرثذوكسية لاعتقادهم بكفره وعدم دخوله الملكوت - كما يقولون- ومن يرد تتبع أقوال علمائهم وأحبارهم في أبناء الملل الأخرى فليراجع موقع اليوتيوب ويبحث عن أقوال الأنبا بيشوي في البروتستانت وسيجد تكفيرا واضحا لمخالفيهم وطردا من الملكوت كما يدعون.

أما آراؤهم وعقائدهم المعلنة في المسلمين، أننا - كمسلمين - نتبع رجلا لم يكن نبيا مرسلا وأنه لم تكن هناك رسالة من السماء باسم الإسلام ولا رسول من عند الله اسمه محمد، ويعتبرون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من ضمن هؤلاء الذين عنوهم بتلك الآية من إصحاح متى " لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا ".

فإذا كان لكل أصحاب الملل والنحل والمذاهب الحق الكامل في إظهار عقائدهم والصدع بها أمام مخالفيهم فلم يُمنع المسلم من ذلك ولم يتحرج الدعاة في الفضائيات وغيرها من التصريح بكلمة الحق، ذلك الشعور الذي تسبب في مطالبة الجاهلين والمغرضين بوضع تفسيرات عصرية تنزع عن اليهود والنصارى كلمة الكفر لتستقيم الوحدة الوطنية - كما يدعون-.

وفي لقاء للدكتورة سعاد صالح - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر والتي اشتهرت في الفضائيات بفتاوى كثيرة وأراء مثيرة للجدل - على قناة مملوكة لرجل الأعمال النصراني نجيب ساويرس، وسُئلت فيه عن حكم تولية النصراني للرئاسة العامة في مصر فقالت بعدم الجواز واستدلت بقول الله سبحانه " وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً "، وهنا ثارت ثائرة المشاهدين وأغلبهم من النصارى معترضين على وصفهم بالكافرين واتصل أيضا صاحب القناة ليرفض رفضا قاطعا وصفهم بالكافرين، وما نتج ذلك إلا من اضطراب العلماء والدعاة عند الصدع بهذا الحق المكفول والمضمون لكل الأديان والمذاهب والمحظور فقط على المسلمين الذين يتحرجون من إعلانه بوضوح وجلاء.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

وسائل الإعلام، فقهاء الفضائيات، فقهاء السلطان، مثقفو السلطة، الكفار، الردة، الدعاة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-06-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، مراد قميزة، د. أحمد بشير، المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، عزيز العرباوي، كريم فارق، رشيد السيد أحمد، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، إيمى الأشقر، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، صفاء العربي، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي عبد العال، الهيثم زعفان، د - مصطفى فهمي، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العراقي، محمد العيادي، رافع القارصي، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، عمار غيلوفي، سامح لطف الله، حسن عثمان، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، تونسي، حاتم الصولي، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، فهمي شراب، فتحي الزغل، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، رضا الدبّابي، د.محمد فتحي عبد العال، سلوى المغربي، نادية سعد، فوزي مسعود ، فتحـي قاره بيبـان، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، صلاح المختار، خالد الجاف ، محمد شمام ، أشرف إبراهيم حجاج، عواطف منصور، صلاح الحريري، د. عبد الآله المالكي، د - صالح المازقي، طلال قسومي، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، يزيد بن الحسين، أبو سمية، د - الضاوي خوالدية، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، إياد محمود حسين ، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، أ.د. مصطفى رجب، د- محمد رحال، كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، الهادي المثلوثي، أنس الشابي، وائل بنجدو، حميدة الطيلوش، ياسين أحمد، العادل السمعلي، سعود السبعاني، عمر غازي، مصطفي زهران، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، مصطفى منيغ، عبد الله زيدان، فتحي العابد، د. مصطفى يوسف اللداوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة