فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2212
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يحمل التونسيون ذكريات سيئة عن مكر الليل وتدبيراته الخفية، فنحن لحد الآن لا نعرف من عين أعضاء تلك الهيئة التي تولت تسطير الخط الذي قرر مسار ومصير الثورة التي تسمى هيئة بن عاشور، ولا نعرف معايير اختيار أعضائها، لكننا نعرف أن عامة أعضاء تلك اللجنة يجتمعون في هواهم الفرنسي واستعدادهم لإدامة التبعية لفرنسا في مستوى الاقتصاد والثقافة واللغة
ثم إننا كنا طيلة عقد لا نكاد نعرف قليلا أو كثيرا عن الطرق التي يتم بها اختيار رؤساء الحكومات و الوزراء، و إن كنا نعرف أنهم عادة شخصيات فرنسية ذوو أصول تونسية للأسف
ونحن لا نكاد ننسى حتى تذكرنا الأحداث بأن لفرنسا أتباعا بيننا يخدمونها بلا كلل، وهم يبرعون في ذلك و أي براعة لو ترونها وتطلعون عليها، ومنهم أحزاب صيغت أصلا على خط التبعية لفرنسا، وهم لا ينكرون ذلك إلا قليلا حينما يشتد عليهم الضغط وإلا فإهم يتفقون مع فرنسا في كره الإسلام وحربه واستبعاد اللغة العربية والسعي لربطنا بفرنسا في كل المستويات أو ما أمكن من ذلك
ومنهم شخصيات تتحرك من دون ضابط حزبي ولعلهم ذئاب منفردة كتلك التي لدى الدواعش ولكنهم ذئاب حداثية، تقفز كل ماتحين الفرصة، إما لنصرة فرنسا أو إشفاقا على إخوة لهم من أن يتركوا لوحدهم، إخوة الصف الفكري حيث يجتمعون في خط يسمونه الحداثي التقدمي، وهم عموما متفرقون كالجراد بالنقابات ومنظمات المجتمع المدني والإعلام، وصدق من شبههم بمرض البرد حين تمكنه من العظام ومفاصلها، حيث يبرع الحداثيون في التمكن من مفاصل الدولة
لا اعرف لجوهر بن مبارك أي خصلة تجعله علما يزعم قيادته التصدي للانقلاب، إلا كفاءتين برع فيهما وهما: اصطناع الضجيج حين تناول موضوع بحيث يقع توجيه مآلاته وخراجه نحوه، ثم انعدام الخجل لديه بحيث يفاخر بما فعل و إن قلّ، وهو في ذلك ذوو كفاءة لعله يحسد عليها، وهذه خصلة تتضخم لدى عموم المهمومين بالظهور، فهم يجعلون مثلا قرصنة حساب إلكتروني زمن بن علي نضالا ما انفكوا يستثمرون فيه منذ عقد لحد اليوم وقت ذلك اللقاء الصحفي، ويجعلون كتابة مقال، مقاومة، مثلما هو الحال مع صاحبة المقال التي ذهبت في نظر الناس مناضلة بشيء كتبته في لوم خفيف لبن علي، وقس على ذك، بينما يخجل غيرهم من الحديث عن أنفسهم وهم من هم في ما قدموا من سجن وتشريد ومنهم من جرح أيام الثورة، ولكنهم بقوا في الظل لأنهم يملكون فائضا من الخجل والتواضع لا يتوفر أقله لجوهر وجماعته
تضطرنا بهلوانيات جوهر وجماعته الذين حضروا معه اليوم اللقاء الصحفي، على التذكير ببعض الحقائق منعا من أن تنجح عمليات القفز بالمظلات التي يحاولها هؤلاء وراء خطوط المواجهة
- جوهر كان من الذين تزعموا إفشال مسار الثورة الذي جمع عموم بقايا فرنسا المبثوثين كالموت في حزيبات ونقابات وتنظيمات، في ما يعرف باعتصام باردو
- وجوهر له اتصال مع التيار الفرنسي السياسي في تونس ممثلا في التيار الديموقراطي
- وجوهر كان دائما صحبة بوعجيلة وغيره تحركهم خلفياتهم الغريبة المرفوضة من عموم التونسيين أي اليسارية الفرنسية، ولم يعتذروا عن أي من تلك المواقف، وقد حاولنا تناسي كل ذلك كعادتنا نحن الغارقون في التسامح، لكن اليوم لما يبدر منهم ما يؤكد محاولاتهم نصرة إخوتهم الانقلابيين بدافع أيديولوجي فإن علينا منعهم من الاستثمار في أزمة الانقلاب لجني الثمار
تزعم جوهر وصحبه ما يسمى "مواطنون ضد الانقلاب"، واستغل زخم رفض الانقلاب فكان ينادي كما ينادي غيره لما يجمعنا كلنا ضد الانقلاب، وكان يلبّس على الناس بحيث تبدو كأن التحركات تقف وراءها "مواطنون ضد الانقلاب"، وقبلنا هذا الغموض والاستغلال رغم علمنا بخطله، وقد بدر منه ما يثير الشبهة في مواقف عديدة وسكتنا لكي لا نفرق الناس من تجمعهم (و لانريد تفصيل ذلك)، أما اليوم فقد وصل لما لا يقبل حين حبّر وجماعته بيانا تلاه معبرا عن مواطنين ضد الانقلاب مع التلبيس أنه بيان يمثل معارضي الانقلاب
التلبيس يقع في مستوى أنه استغل زخم التحركات الكبيرة لرافضي للانقلاب وزعم ضمنيا أن "مواطنون ضد الانقلاب" تقف وراءه، ثم اليوم يصدر موقفا يمثل ذلك الهيكل، مما يعني كأنه يقول أن ذلك البيان يمثل رافضي الانقلاب، وهذا هو الخطر والمغالطة والقفز بالمظلات مستغلا الأحداث لكسب مصالح شخصية وأيدلوجية
أنا مثلا فوزي مسعود رافض للانقلاب وقبلت على مضض أن هيكلك يتكلم باسم رافضي الانقلاب مثلي مثل الآلاف منعا لإثارة نزاع معك لا طائل منه، ولكنك اليوم حينما أصدرت بيانك الذي يفترض انه يتكلم باسمي والذي تنادي فيه بإشراك اتحاد الشغل في حوار وطني وهو شريك الانقلاب، هل شاورتني، هل عرضت البيان علي قبل نشره، بالطبع لا
إذن كان عليك إصدار البيان باسمك وباسم مجموعتك فقط لا باسم "مواطنون ضد الانقلابات"
لان معارضي الانقلاب في عمومهم ومنهم أنا فوزي مسعود، لنا مطالب أخرى غير ما تقوله انت ومجموعتك، نحن نطالب بمحاكمة رؤوس الانقلاب : قيس وضباط الجيش الذين اغلقوا البرلمان وقادة اتحاد الشغل والأحزاب المساندة للانقلاب والممهدة له وهم التيار الديموقراطي وحركة الشعب، ولكنك لا تريد ذلك ولا تقبل بذلك وتستبق ببيانك من يريد فعل أو قول ذلك
فأنت ببيانك تقوم بعملية إنقاذ إخوتك قادة الاتحاد اليساريين وجماعة التيار ولعلك تريد القفز بمظلتك وراء الخطوط
لك أن تفعل ذلك باعتبارك ذئبا منفردا ، لكن لا يحق لك أن تفعله بأسمائنا نحن أبناء الثورة، ولك أن تبني مجدا شخصيا ولكن لا تفعل ذلك من ورائنا
ملاحظة : أرجو أن لا يتنطع جوهر أو غيره كثيرا إن كان يريد الرد
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: