القرآن خصص سورة للمرأة، فهل ذلك دليل أهميتها في الإسلام
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 1446
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لطالما ردد هذا التفسير للبرهنة على أهمية المرأة في الإسلام، ولي ملاحظات في هذا الموضوع كالتالي:
1- إذا كان وجود سورة دليل أهمية المذكور في الإسلام، فالقرآن خصص سورة للنمل وأخرى للفيل، فهل ذلك يعني أهمية ذينك الحيوانين في الإسلام، طيب وما دواعي تلك الأهمية، ثم لماذا يخصص تلك الحيوانات من دون ملك الغابة الأسد مثلا، أو القط أو البقرة التي تعطينا الحليب
واضح إذن هذا تفسير مهلهل، لا قيمة له
وأساسا الذكر في القرآن على إطلاقه لا يعني أي قيمة استثنائية، فالقران ذكر فرعون وذكر أبا لهب وذلك لا يعني تميزا إيجابيا لهما
2- استعمال زعم تخصيص سورة للمرأة للبرهنة على أهميتها، دليل وجود سعي لإقناع من يفترض انه ينازعك وتستبطن غلبته من خلال منطقه التفكيري، فتعمل على إقناعه، فالقول بأهمية المرأة في الإسلام ضمنيا رضوخ للتصورات التي تقسم الفواعل بين مرأة ورجل، ثم تصنف التيارات الفكرية والعقدية باعتبار ما تعطيه لكل طرف حسب ذلك التقسيم
3- إذن دخولك ميدان التبرير قبول بالمركزية الغربية ومعياريتها التصنيفية (أساسا قضية المرأة بالمعاني المتداولة قضية غربية في اصلها)، فأنت بهذا التبرير أولا تؤكد قبولك بالمرجعية الغربية في مستوى التصورات والتقسيم والفهم، ثم انت آليا لن تكون إلا تابعا، لان همك وسعيك سيكون الإقناع أن الإسلام يندمج في التقسيم الغربي وينضبط به ويستجيب له
4- صحيح الإسلام أعطى أهمية للمرأة، لكن أن يكون ذلك كذلك فهو لا يعني أنها أهمية حسب التصورات الغربية، ولا حسب التقسيمات الغربية
لذلك فالحل في تناول موضوع المرأة وغيرها لا يكون إلا بعدم الدخول تحت المعيارية الغربية والتسليم بتصنيفاتها ومصطلحاتها، لذلك فان القبول بالمعيارية الغربية يجعلك تابعا تتحرك في دوائرها، من ذلك القبول بمصطلحات: عيد المرأة، والقيم الكونية
5- الإسلام منظومة شاملة يقع لوحده في دائرة كبيرة مستقلة وموازية لدائرة قيم المنظومة الغربية، فهما دائرتان متنافستان متنازعتان متغالبتان، بينما الذي يحاول الإقناع بالإسلام حسب المصطلحات الغربية، يجعل الإسلام مجرد دائرة توجد داخل الدائرة الغربية الكبرى
6- اهم عامل يوجد الاختلاف بين تناول الإسلام للمرأة والتناول الغربي، أن دائرة الإسلام بها بعد الغيب الذي يجعل كل أفعال الفرد ومنها المرأة تقيم حسب بعدين الواقع / الشهادة والغيب، وان يكون هناك بعد ثاني مؤثر في حياتك وأفعالك، فذلك يجعل بعد الواقع غير مساوي لبعد الواقع عند الفرد بالتصور الغربي المقتصر على بعد واحد
بعد الغيب اهم مقياس يقيم خالق الكون به الناس ويميزهم، فالقرآن لطالما ذكر في معرض تمييزه الناس: "الذين يؤمنون بالغيب"، فالإيمان بالغيب عامل مؤثر تأثيرا كبيرا لأنه يعطي عمقا إضافيا للأفعال ومن هناك لوجود الفرد بالواقع، وهو مالا يوجد في المعيارية الغربية
إذن فواقعنا غير واقع الفرد بمنظور المعيارية الغربية وان ظهرا انهما متساويان في مستوى بعد الواقع
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: