بمناسبة الخسارة الإنتخابية المدوية للتنظيم الموسوم بالإسلامي في المغرب
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2500
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تنظيمات مايسمى الاسلام الوسطي دمرت مشروعا كبيرا وهو المشروع الاسلامي من خلال ترذيله وجعله اداة لتكريس الواقع وتبرير انحرافاته، عوض مقاومة ذلك، وهي تنظيمات مهمومة بارضاء سادة الواقع والمتحكمين فيه من حكام و لوبيات :
في الاردن ثم حديثا المغرب، تفريعات الاخوان المسلمون اعطوا شرعية للنظام الملكي في البلدين وتبريراته المتخلفة للشرعية (انتماء مزعوم لنسل النبي، ثم حتى وان صح ذلك فهذا لا يجب ان تكون له اي قيمة)، اما التطبيع فهو تحصيل حاصل
في العراق، فرع الاخوان المسلمون وهو الحزب الاسلامي ساند الاحتلال الامريكي وشارك في حكومة بريمر، ووقف ضد المقاومة العراقية
في الجزائر، احد تنظيمات الاسلام الوسطي وقفت منذ بداية الالفية مع حكم الجنرالات القتلة، واعطتهم شرعية للحكم
في تونس، حركة النهضة، اعطت شرعية للواقع الذي شكل بخلفية فكرية علمانية فرنسة، لذلك وجدنا النهضة تتنافس مع العلمانيين وتزايد عليهم في محاربة الاسلام من خلال تبنيها لقوانين واجراءات التكفير والارهاب والزطلة واللواط وغلق الروضات القرانية وهي كلها ممارسات ظاهرها قانوني ولكنها تقصد التضييق على الاسلام والملتزمين به، بل ان النهضة ذهبت اكثر وزايدت، فوافقت على مواصلة تغليب اللغة الفرنسة على حساب العربية واستبعاد الاخيرة خلال فترة حكمها، واوجدت بدعة سيئة جديدة وهي ان يحكمنا اجانب واغلبهم فرنسيون، لان النهضة اساسا بها فرنسيون وبريطانيون وامريكان
اي ان النهضة اوجدت بعدا اخر للتبعية وهو القبول وتكريس وتقنين حكم الاجانب للتونسيين وهذه احدى انجازات الاسلام الوسطي للاسف
************
ردا على رأي رفض استعمال القوة / الصرامة في التغيير الجذري من طرف هذه الحركات، وتفضيلها السلمية كما يقولون
طرق مواجهة الواقع هي مجرد أدوات لتنزيل حلول وليست اطرا ونظريات فكرية
اولا الادوات لاتحمل الفشل والنجاح في ذاتها، بمعنى العنف او السلاح او التنازل والسلمية هي اساليب وادوات لايمكن القول بوجوبها او عدمها ابتداء وانما الاطار الموضوعي هو الذي يحدد وجوب تلك الاداة دون الاخرى
ثم ان القول بمنع اداة معينة من مسار عمل ميداني نضالي كالعنف بعينه او السلمية بعينها، عمل تحكمي توجيهي للفعل المقاوم، اما ان يكون بسبب خضوع لضغوط الواقع وهو اذن ليس عملا مقاوما جذريا لتغيير ذلك الواقع، او بسبب فهم للواقع يرى انه ليس بالسوء الذي يستدعي الهدم من خلال العنف والقوة، وهذا خلل في فهم الواقع او في فهم عنف القوة الذي يقدم عادة مقرونا بالدم والهزيمة وهذا غير صحيح لانه اختزال ممكنات في احتمال واحد وهو الهزيمة اذ يمكن بالمقابل ان تنتصر في المواجهات كما يمكن استعمال القوة من دون دم
ثانيا الادوات لاتناقش من حيث الجدوى هكذا مطلقة، اي لايمكن ان نقول ان العنف ليس وسيلة تغيير او السلمية ليست وسيلة تغيير هكذا في المطلق، لانها مفاهيم مضافة لا تاخذ دلالاتها الا بالتعدي لغيرها من عناصر الواقع
اذن اسس النجاح والفشل لاتوجد في الادوات، وانما في مستوى الهيكل المفاهيمي للحركات الاسلامية، والذي يحتوي التصورات لدور تلك الحركة في الواقع اي اندماجا وقبولا او تغييرا جذريا، ثم تاتي بعدها ادوات ذلك وهي السلمية او العنف
المشكلة مع حركات مايسمى الاسلام الوسطي خلل في مستوى فهم الواقع والعلاقة معه، هناك نوع من استصحاب طغيان الهزيمة النفسية والعجز تجاه الواقع ومكوناته، نتج عنه انخفاض سقف الادوار المتوقعة للفعل في الواقع والتي جعلت اقصاها السعي للاندماج والتاقلم مع ذلك الواقع والتماهي معه عوض مقاومته
اخيرا التغيير باستعمال القوة لم يفشل، بالعكس لم تنجح الا الحركات الاسلامية التي استعملت القوة كحماس وحزب الله والمقاومة العراقية وطالبان، بينما فشل وتميّع كل المصرين على السلمية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: