فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2580
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك مشكلة خطيرة تتعلق بمنهجية التفكير، بحيث تجعله أسيرا لمرحلة معينة من مساره فلا يجاوزها، كأمثلة لذلك:
الحركات الاسلامية شغلت الدنيا طيلة أزيد من قرن وهي تروج وتدعو لفكرة أن الاسلام هو الحل، وبقيت تدور وتكرر نفس المعنى، ولم تستطع أن تخرج من تلك المعاني وتتجاوزها لمرحلة توضيح كيف يكون الاسلام حلا نسبة لمشاكل الواقع، فأنتج ذلك العقم الفكري عقما في الفعل
مثل آخر، الدعاة وخطباء الجمع وعموم الناس، يقولون لنا ان نتقي الله، وهو كلام نحن أساسا متفقون عليه ونعتبره بديهية، لكن هؤلاء لا يقولون لنا كيف نتقي الله إزاء المشاكل التي تشوشنا وتقتحم عليا حياتنا، من تبرج وتهتك وفقر واحتياج مادي يضطرك لأمور لا تقبل بها في الوضع العادي، فأنتج هذا المنهج التفكيري القاصر إسلاما عقيما اختزل في مجرد شعائر مثلها مثل العادات الفلكلورية الدورية
وهو نفس المنهج القاصر الذي يتعامل به مع الانقلاب حاليا ، العديد يعمل على توضيح أن ما قام به قيس سعيد انقلاب وهو أمر اصلا يتفق عليه متابعو أولئك الكتاب بداهة، لكن إخوتنا الكتاب هؤلاء يصرون على ترديد نفس المعنى في كتاباتهم ولا يجاوزونه لغيره من مراحل التفكير نسبة للمشكل المطروح
من ذلك مثلا، ماذا يجب أن نفعل لمواجهة الانقلاب، وماهي أنواع المواجهات، وهل المواجهة يلزمها شروط نجاح، وهذه الشروط هل هي مادية أم فكرية وعقدية وماهو الهيكل / التنظيم اللازم لذلك
لكن ماهو واقع أننا بقينا في مستوى القول بأن ما حدث انقلاب ولسبب ما اخذنا بأسر تلك الفكرة أو بمستوى التفكير المرحلي ذلك، وأخشى أن نبقى هناك مثلما بقينا لمدة قرن مع فكرة الاسلام هو الحل وبقينا قرونا مع فكرة اتقوا الله
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: