البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

بورقيبة والزيتونيون والتبعية لفرنسا: حقل الأصنام

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2989


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بغرض البحث في أسباب الخلل الذي نعاني منه في فهم العلاقة غير السوية مع فرنسا وعدم الوعي ببعدها الأهم وهو الربط اللامادي، ننظر لمنظومة تشكيل الأذهان في بذورها الأولي، لأن تلك النشأة هي المؤسسة لمسار الإلحاق بفرنسا، ثم تأتي بعد ذلك زمنيا أسباب أخرى وهي تقوم بعمل التقوية لذلك الربط اللامادي وتغييب الوعي به، وهي من حيث الزمن لاحقة ومن حيث الفاعلية الإلحاقية بفرنسا أقوى لأنها مباشرة في استهداف التونسيين، لكنها تفصيل عن منظومة تشكيل الأذهان التي أسست منذ الخمسينات (1)

حين تناولنا للمنظومة التي عملت على صياغة أفهام التونسيين منذ بداية ما سمي استقلالا، نجد أنها تكونت من مستويين : رسمي وهو الأكبر والذي تكفلت به أجهزة الدولة، ثم غير ذلك وهو الذي تمثله الفواعل المفكرة بشقيها : منتسبو منظومة الزيتونة و اليساريون

لكن قبل الخوض في أصل البحث، علينا تجاوز الحواجز التي تحيط بهذا المجال، المشيدة حول بورقيبة ورموز الزيتونة كمؤسسة جامعا وجامعة (2)

الرد على الاعتراضات النمطية : الأصنام والمصادرات (*)

-أنتجت البيئة الفكرية التونسية مجالات مفاهيمية وضعت داخلها مسلمات تعريفية ثم سيّجتها، وكلما تمادى الزمن إلا وقويت السياجات الحامية لتلك المصادرات المبنية على فرضيات غير مثبتة

- حينما نتأمل المجال المفاهيمي في تونس رغم عدم تجانسه إذ يتحرك داخله اليساري والقومي والإسلامي والتائه بين كل هؤلاء، فإنه يتفق حول عدم المس بمسلمات تتعلق إما بشخصيات وضعت موضع الأصنام بحيث لا يقربها مقترب إلا ونودي للتثريب عليه، وإما مصادرات مفهومية (ستكون موضوع بحث آخر)

- نعتقد أن وجود هذا المعبد المحشو بالأصنام الشخصية والفكرية يمثل جزءا من منظومة تشكيل الأذهان التي أسست للإلحاق بفرنسا، والمصادرات التي يحتويها بمثابة لبنات للبناء الإلحاقي بفرنسا الذي يراد لنا أن لا نقترب منه

ولما كنا نسعى للبحث في فهم وضعنا غير السوي مع فرنسا الممتد منذ عقود، فإنه علينا الدخول لهذا لمعبد ثم نشعل الضوء داخله ليعم النور أرجاءه، غير ملزمين بأي من المصادرات التي طالما حمت أصنامه ومنعتنا من النظر

- أكثر ما يهاب التقدم نحوه من الأشخاص : الحبيب بورقيبة ورموز جامع وجامعة الزيتونة من البيوتات الكبرى التي تداولت عليهما كآل عاشور وآل جعيط وآل النيفر وغيرهم

- من ناحية البناء المنطقي، فإن دفاع فرد عن آخر، إما يكون عن النفس (فرد هو نفسه) أو عن غيره، وفي حالة الدفاع عن الغير إما أن هذا الغير يكون في حالة أقل من المدافع أو أرفع، إن كان أقل فهو سليم وذلك لتوفر الحاجة المنطقية إليه، و إن كان المدافع عنه أرفع فهنا الدفاع لا قيمة له إذ الدفاع يقصد به دفع ما يعجز عن رده المدافع عنه وهذا يستصحب ضمنيا أن المدافع أقوى من المدافع عنه وإلا ما احتيج لدفاعه، فهنا بطلت دوافع عمليات الدفاع التي يقوم بها الأتباع عن الشيخ والزعيم، ولكنها موجودة، فهي إذن عمليات فاسدة ما كان لها أن توجد ابتداء نسبة لمنطق الأشياء، لكننا سنوصل الرد على اعتراضات رافضي نقد بورقيبة وعموم الأصنام، من أبواب أخرى

- قد يعترض بعضهم بالقول إننا نتناول زعيما / عالما / شيخا، ومثل هذا لا يصح نقده و إزاحته من مكانته الاعتبارية، والرد أن الزعيم وصف مكتسب بفعل أثر الشخص في الواقع ونحن نناقش ذلك الكسب، إذن فالزعيم ككتلة إنجازات هو ذاته موضوع النقاش و لا يمكن الرد اعتمادا على ماهو موضوع نقاش، لان ذلك مصادرة ودور / دوران

- حين نتناول شخصا فإن ما يهمنا هو أثره المادي واللامادي الذي دخل الوجود، فما إن يصدر منه هذا الأثر ويتجاوزه لغيره، فإنه يعتبر مبادرة منه للاتصال بالغير ومن حق هذا الأخير أن يتفاعل معه، و لا يفهم من التحرك في الواقع ماديا أو لاماديا إلا أنه طلب للتفاعل إذا استثنينا الكتب المقدسة التي تمضي عموديا في اتجاه واحد

وقد نذكر الشخص بسوء (سوء نسبة لزاوية معينة ينظر منها عابد الصنم / الشخص)، لكنه ذكر يجب أن يفهم على أنه سوء الفعل وليس سوء الشخص في ذاته الذي لا يهمنا أصلا لأنه في ذاته مثله مثل بائع الخضار وعامل البناء، ثم إنه تقييم نسبي في الاتجاهين، فالذي أصدر الحكم بالسوء المفترض نظر من زاوية معينة للواقع موضوع التقييم وذلك ليس حقيقة الموجود أو لنقل بدقة ليس كل حقيقته، فهو نظر جزئي لأن الحقيقة هي التي تشمل كل زوايا الموجود وهو ما يصعب الإحاطة به عادة، ثم هو نسبي من جهة الذي اعتبر ذلك التقييم سوءا في حق صنمه، لأنه لا يوجد ما يثبت أنه على اطلاع على الزاوية التي يقع منها التقييم أو أنه يفهمها، لذلك فأغلب سوء الفهم يقع لأنه لا يوجد أساسا اتفاق على الزاوية التي يتناولها الموضوع بالبحث أو اتفاق على أدوات الفهم التي تزداد صعوبة حينما يكون المجال المتحرك فيه غير متجانس فكريا

- كما إننا بالمقابل لا نقول بتلك المسلمة حين الحديث، من نوع : "مع احترامي لفلان، فإنه بالمقابل كذا وكذا,,,,"، لأن الاحترام إما للفعل أو للشخص في ذاته، إن كان للشخص في ذاته فنحن لا نتناوله في ذلك النقاش كمكون مادي مما يشترك فيه مع عامل البناء وبائع الخضار وهو أصلا جانب لا يعنينا، و إنما نتناول الشخص نسبة لفعله أي لأثره المادي واللامادي في الواقع، فالاحترام إذن صفة لفعل ذلك الشخص، ولما كان الوصف لاحقا للفعل موضوع النقاش، فإنه لا يمكننا القيام بمصادرة والمطالبة باحترام الشخص مسبقا لأنه يصبح احتراما لا قيمة له إذ هو ساعتها صفة من دون موصوف وبأكثر دقة صفة لموصوف لم يقع تناوله بعد، ففعله اللاحق إذن هو الذي سيجلب له الاحترام أو غير ذلك

- قد يثير أتباع الشيوخ والزعماء شبهة نمطية وهي : لماذا يقع تناول الزعيم / الشيخ الآن وليس غيره من الأوقات، وردنا هو : الموضوع المتناول إما يكون الزمن داخلا في شرط وجوده (مثلا تاريخ الولادة أو الوفاة، وقت العيد والمواعيد عموما) أو لا، وتناول الشخصيات بالبحث ليس من شروطه الزمن، فنحن إذن في الحالة الثانية، في هذه الفرضية هل يوجد مرجح يجعل نقطة زمنية (تتيح لنا البدء بنقاش المسألة) أقوى ترجيحا عقليا من غيرها من النقاط الزمنية أو لا، لو كان يوجد مرجح عقلي لكان ذلك شرطا في الموضوع / الشخص المتناول، ولكننا أبطلنا هذا القول سابقا، فبقي الاحتمال الثاني وهو عدم وجود مرجح يتم بمقتضاه تعيين نقطة زمنية محددة دون غيرها، وهو المطلوب من هذه المحاججة، فبطل الاعتراض على زمن التناول

- توجد شبهة يثيرها المتعلقون بالأشخاص من نوع أن ذلك الشخص صاحب سابقة إيجابية و أفضال علينا، وهم هنا يرتكزون على ثلاث فرضيات :

1- فهم إما يقولون واجبنا إذن غض الطرف عن سيئات الشخص / الزعيم / الشيخ الأخرى، وهذا كلام ينبني على فرضية تقول بأن فعلا سابقا ما يمحو ما بعده من السيئات، وهذا كلام فاسد لا يرد عليه لأنه لا ينبني على أي أساس من دين أو قانون

2- وإما إنهم يقولون من أنت لكي تنتقد ذلك الشخص / الزعيم / الشيخ، وهو صاحب سابقة خير كذا وكذا (تثار هذه الشبهة من أنصار بورقيبة و أنصار الغنوشي كأبرز عينات و إن كان الغنوشي لا يدخل في مجال بحثنا أي مؤسسي عمليات الإلحاق بفرنسا ولكنه يوجد ضمن مكرسي ذلك الإلحاق وهو موضوع سيقع تناوله لاحقا)

هذا كلام مبني إما على فرضية أن أفعال الشخص تمضي حسب دالة رياضية بصيغة متتالية هندسية إيجابية دائما، أي أن الفعل الأول الإيجابي يؤثر في الفعل الذي يليه و يراكمه إيجابيا، ثم الناتج يراكم غيره فيصبح بمرور الزمن كمّا إيجابيا هائلا، وهذه فرضية غير صحيحة، لأن أفعال الناس مستقلة وتتحرك كل منها في مجالها المستقل حتى و إن وجدت تأثيرات معينة بينها
فالفرد يمكنه أن يقوم بعمل إيجابي ويقوم بعده بعمل سيئ ويمكنه أن يواصل الأفعال السيئة كما يمكنه أن يقوم بفعل آخر إيجابي، أي انه لا توجد متوالية هندسية في تتابع الأفعال، فثبت أن كلام هؤلاء مبني على فرضية فاسدة

أو أنه مبني على فرضية أن الشخص الناقد للزعيم / الشيخ، أقل إمكانية ذهنية للتناول أو أقل رصيدا في الإنجاز العلمي / النضالي من الزعيم / الشيخ، والرد (على فرضية أن الزعيم أكثر تميزا عقليا و أوسع كفاءة إنجازيا) أن تناولنا الزعيم ليس منافسة له في إنجاز الأفعال ولا في عبقريته الذهنية، وإنما أفعال الزعيم وكفاءاته تتحرك في مسار إنجاز أفعال، ونحن نتحرك في مسار النظر في أثار تلك الأفعال، فهنا مجالان زمنيان ومكانيان مختلفان، ثم إنهما لا يتطلبان نفس الكفاءات فكفاءة الإيجاد ليس ككفاءة النظر في الموجود

3- أو إنهم يقولون أن الشخص / الزعيم / الشيخ، مادام قام بفعل إيجابي ابتداء فإنه يبعد أن يقوم بفعل سيئ و أن الخطأ الأرجح لدينا نحن، الذين لا نفهم الأبعاد الحكيمة والخفية في أفعاله، وهذا كلام مبني على فرضية أن أفعال الشخص من حيث قيمتها تمضي دائما صعدا حسب دالة رياضية متنامية أبدا نسبة لمتغير الزمن (a*t)، فكلما مر الوقت إلا وزادت قيمة الشخص و أفعاله، وهذا غير صحيح إذ قيمة موجودات الواقع لا تمضي دائما في تصاعد نسبة للزمن، حيث توجد نماذج لعلاقة منحدرة نسبة لتزايد الزمن، مثلا فإن سعر سيارة ينخفض كلما زاد الزمن، وعموما الموجودات المادية تقل قيمتها نسبة لزيادة الزمن فهي بصيغة (a/t)، باستثناء حالات معينة كأنواع من العقارات والذهب التي تتصاعد قيمتها مع نمو متغير الزمن

ثم إن أفعال الناس ككل (أي ليس نوع معين من الأفعال) أكثر تعقيدا ولا تحكمها حتميات رياضية واحدة، وهي تتحرك في مسارات مستقلة نسبة للقيمة، و إن كانت تحكمها بالتوازي ضوابط أخرى، فيمكن لفعل ما أن يلغي قيمة أفعال أخرى، يعني العملية ليست فقط فعل معين نسبة لمتغير الزمن و إنما قيمة الفعل ضمن منظومة قيمية عقدية وهي لدينا الإسلام بل وحتى نسبة لمنظومة قانونية تحكم بلدا ما، إذ يمكن لاحدهم قام بأفعال جيدة طيلة حياته و يختمها بعملية قتل نفس محرمة أو بالكفر ما يجعل كل الأفعال السابقة لا قيمة لها، رغم أنها قد تكون في مسارات متصاعدة نسبة للزمن لو أخذناها لوحدها كمسارات مستقلة

- كما إنه يمكن أن يكون كلام هؤلاء الأتباع مبنيا على فرضية أخرى وهي أن الشخص / الزعيم / الشيخ ملهم وله مدد غيبي يزوده بالإرشادات، وهذا موضوع خارج نطاق البحث لأننا لا نعتقد بوجود المسددين بالغيب في عصرنا

أصنام الزيتونة

- التخليط الذي يقع فيه الناس حينما يجلون حد التقديس المشتغلين بعلوم الإسلام هو عدم التفريق بين العلم كموضوع والشخص، والحقيقة أن موضوع العلم لا يعطي أي إضافة قيمية لا للعلم ولا للعمل، في مستوى العلم كعلم، العالم باللغة العربية مثلا ليس أفضل من العالم بالرياضيات وليس أولئك بأفضل من العالم بعلوم الشرع الإسلامي ولا هو بأفضل منهم، ولا أي من تلك العلوم باعتباره علما أفضل من غيره، هي كلها علوم وتجريدات وتجارب والمشتغلون بها علماء (قد يكون هناك تفاضل في مستويات أخرى كالمردود المادي,,, ولكن ذلك موضوع آخر)، لكن الناس تفترض من عندها أن العالم بعلوم الإسلام أفضل من غيره من العلماء، وهذا تزّيد لا دليل يوجبه من العقل ولا من الإسلام، وهو أحد أسباب تكون الصنميات المتعلقة بالمشتغلين بعلوم الإسلام ومنهم البيوتات التي عمرت في جامع وجامعة الزيتونة، حيث يفرد جماعة الزيتونة بتوقير خاص، إلا لأنهم يشتغلون بعلوم الإسلام

- حين الحديث عن المختصين والمشتغلين بالدين، فإننا ندخل مجالا تحوطه قدسية مصطنعة لا مبرر لها، وهي ظلال خشية متأتية من كون هؤلاء يخوضون في مجال يجلّه الناس وهو دين الإسلام، لكن هذه الخشية الشائعة مبنية على عملية خلط بين مستويين : العلم، العمل ثم الفرضيات غير الصحيحة حول العلاقة بينهما

العلم بالشيء لا يعني بالضرورة العمل به، أحدهما يتحرك في اللاماديات والآخر في الماديات، ومتطلبات العلم غير متطلبات العمل، وهذا يوصل لحقيقة كون العالم بالإسلام ليس بالضرورة عاملا به

لكن الناس تعتمد فرضية غير صحيحة تقول أن كل عالم بالإسلام لابد أنه عامل به، بل إنها تتزيّد من عندها وتواصل المضي في الفرضيات غير المثبتة وتقول بأن هناك علاقة بين كثرة العلم وقوة الاقتناع به ومن هناك علاقة أخرى بين كثرة العلم والعمل الصالح والورع، هم يقولون كل عالم بالإسلام عامل به وكلما كثر علمه فهو أتقى

هناك الشخص وهناك مستويان متعلقان به : العلم والعمل، فيمكننا تناول الشخص نسبة للعلم أو نسبة للعمل، ولأنهما مجالان مختلفان، فيمكن أن يكون الشخص عالما ولكن ليس عاملا بل يمكن أن يكون عالما وفاسقا أو خائنا هذا ممكن على الأقل نظريا بل والتاريخ يعطينا نماذجا لذلك، ويمكن أن يكون عاملا تقيا وليس عالما

اتخاذ الأشخاص قدوات ومراجع تمس أيضا المستويين، فيمكن أن يكون أحدهم عالما مرجعا وقدوة من دون أن يكون عاملا بذلك العلم، والدليل وجود مستشرقين متضلعين في علوم الإسلام و يتخذون مراجعا في اختصاصاتهم وهم ليسوا مسلمين، يعني الشخص العالم القدوة ليس بالضرورة قدوة في العمل، وقدوة العلم ليست بالضرورة قدوة العمل و التقوى

- الآن يجب أن نفهم الناس حينما تتخذ الشيوخ و"العلماء" قدوات، فلأي اعتبار تفعل ذلك، هي حقيقة تخلط بين العلم والعمل، لكن نحن حينما نبحث، يجب أن نعرف ماهو الدافع الأول لاتخاذهم قدوة : العلم أو العمل

هنا ننظر للسياق الذي يتناول فيه العلماء، فان كان السياق يمس الواقع فإن العبرة عمل هؤلاء الأشخاص وليس علمهم، و إن كان السياق نقاش مسائل فقهية اختلف حولها مثلا، فعلم الشخص هو المعتبر
لكن عموما الناس إنما يتنادون لأولئك العلماء في أمور واقعهم ويتخذون سيرتهم مثلا، والناس ليست في وارد التنازع في مسائل فقهية حينما تذكر هؤلاء العلماء، إذن فالواقع ومسائله هي محور الاهتمام لدى الناس، وهي مقياس تناول هؤلاء الأشخاص، ولما كان المعتبر هو الواقع، فذلك يعني أن المعتبر هو عمل العلماء و ليس علمهم

ولو أخذنا هذا المقياس واستعرضنا علماء الزيتونة طيلة فترتي الاحتلال الفرنسي وموقفهم "المحايد" منه ثم طيلة زمن التأسيس لمنظومة تشكيل الأذهان التي بناها بورقيبة والتي عملت على إنتاج الربط اللامادي بفرنسا وإدامة حالة التبعية لها و "سكوت" هؤلاء العلماء عن ذلك، فسنجد أن أولئك الأشخاص كان عملهم الصالح لا يكاد يذكر بل إن عملهم كان مشاركة في إلحاق تونس بفرنسا، وهو موضوع سنتناوله لاحقا

مع التوضيح أننا هنا نتحدث عن عمل هؤلاء العلماء سليلي البيوتات، الذي يتعلق بالواقع وسجله التاريخ، ولا نتحدث عن قيامهم الليل مثلا أو صلاتهم أو ختمهم القرآن، فتلك أعمال تمس الجانب الفردي ولا تعنينا في شيئ، وهي أساسا لو كانت صادقة على فرضية وجودها، لكان لها أثر في الواقع

------------
الهوامش:
(*) أستعمل مصطلح صنم، وإن كان الأصح لغويا هو لفظ وثن، كون الوثن يقال لغير المادي، لكني رغم ذك أستعمل صنم لجريانه على اللسان وقربه للفهم
(1) كان هذا المقال مقدمة لبحث أشمل : بورقيبة و الزيتونيون والتأسيس للإلحاق بفرنسا، لكن لطلوله أفردناه بالتناول
(2) يحسن قبل مواصلة قراءة هذا المقال، الإطلاع على مقال : لماذا لا يوجد وعي بخطر الارتباط اللامادي بفرنسا


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التبعية، الربط اللامادي بفرنسا، فرنسا، تونس، بورقيبة، الزيتونيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-10-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ياسين أحمد، سلوى المغربي، كريم فارق، فهمي شراب، عراق المطيري، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. أحمد بشير، علي عبد العال، طلال قسومي، سيد السباعي، رافد العزاوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمر غازي، عبد العزيز كحيل، حسني إبراهيم عبد العظيم، إيمى الأشقر، محمد علي العقربي، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الناصر الرقيق، د- جابر قميحة، صالح النعامي ، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، رمضان حينوني، محمد أحمد عزوز، جاسم الرصيف، محمد شمام ، حسن عثمان، منجي باكير، صفاء العراقي، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، محمود طرشوبي، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، كريم السليتي، طارق خفاجي، محمد عمر غرس الله، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بن موسى الشريف ، سلام الشماع، حميدة الطيلوش، ماهر عدنان قنديل، حسن الطرابلسي، مجدى داود، د- محمد رحال، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، يحيي البوليني، أنس الشابي، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، سفيان عبد الكافي، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، المولدي اليوسفي، د. خالد الطراولي ، رافع القارصي، خالد الجاف ، نادية سعد، عمار غيلوفي، محمد يحي، عبد الله زيدان، د- هاني ابوالفتوح، عبد الغني مزوز، تونسي، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، بيلسان قيصر، د - شاكر الحوكي ، محمود سلطان، محرر "بوابتي"، د - صالح المازقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، العادل السمعلي، د.محمد فتحي عبد العال، علي الكاش، أحمد النعيمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أبو سمية، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد الحباسي، صباح الموسوي ، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، أحمد بوادي، فوزي مسعود ، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، المولدي الفرجاني، صفاء العربي، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء