استيراد معارك التاريخ للالتفاف على معارك الواقع، نموذج صراع السنة والشيعة
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 1436
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يبدو ان دندنة السنة والشيعة لاتريد أن تنتهي، فكلما وليت الا واعترضتك هذه المصطلحات وأظلك معها غبار المعارك التي لاتكاد تنتهي بموقع حتى تقدح بقادح لاتعرفه فتشتعل من جديد في جهة اخرى
ولسبب ما، يجد الكثير مايبدو انه حماس غريب يقرب للنشوة حينما يقف بأحد جهتي هذا الصراع التافهة المتعلق بالسنة والشيعة
ويقدم هؤلاء المتناحرون الصغار على الطرفين، مشاغلهم المصطنعة تلك، في صورة العمل الصالح الخادم للاسلام، لكنه يصعب علينا تصديقهما لأن كليهما يقول انه ممثل عن الاسلام حين يسرف في ذم الآخر وتكفيره، ثم ان الاسلام تخدمه بتناول مشاكل واقعنا لا مشاكل التاريخ
بالمقابل فاننا نعرف ان ماياتيانه (الشق السني المزعوم والسوق الشيعي المزعوم) لا علاقة له بالاسلام و انه مجرد ظلال صراع سياسي على السلطة بين شقوق قريش ساعتها، وان مصالح من حكم المسلمين كانت دوما في ابقاء هذا الصراع السياسي مستعرا، حتى وافانا نحن هذا الزمن، فتلقفه من له مصلحة في احيائه، فاعملوا آلتهم الدعائية التي قامت باستجلاب هذا الصراع من قعر التاريخ وكلفت اعوانها بمعالجته، فكان المستوى الديني من جهاز الدعاية السعودي الذي يعمل في شكل مشائخ دين وسلفية مزعومة وعتادهم الاعلامي من قنوات تلفزية وقنوات يوتيوب وكتب ومنشورات توزع مجانا، وماانفكت تنفخ في رماد التاريخ حتى أحيته واحيت معه حقد معارك الزمن الغابر و أحيت معها التكاره بين المسلمين وشغلتم بذلك عن الواقع وشوشت وعيهم به
لست متاكدا حقيقة ان آل سعود أصلا يدافعون عن الاسلام أو أهمهم أمر الاسلام يوما وانما توظيف كما وظفه الحكام عبر التاريخ، وهم يستغلون هذه القضايا الركيكة للاشغال بها عن الانتباه للواقع الذي يريد آل سعود ان لايطاله بصر الناس وسمعهم ووعيهم به
ولسبب ما يفضل الكثير ان يكون وظيفيا توجهه آلة الدعاية السعودية التي تقتات من "لوبانة" السنة والشيعة، وهم يفعلون ذلك بنية خدمة الاسلام
لكن الحقيقة التي تخفى عن هؤلاء انهم ان كانوا فعلا يريدون خدمة الاسلام، فان أفضل عمل يمكن القيام به في وقتنا الحالي سيكون التصدي لآل سعود ولحكمهم ولادواتهم الدعائية وشبكاتهم التي توظف الاسلام لخدمة العائلة الحاكمة ومن ورائهم الغرب
أما المسلمون الواعون، فان عليهم ان يفهموا ان الاسلام لايوجد به سنة ولاشيعة، وان هذه تقسيمات لاحقة في التاريخ، واننا لسنا ملزمين بالاصطفاف مع طرف ضد طرف، وان هذه اساسا تقسيمات من أثر التعثرات التي اصابتنا، فواجبنا ان نتجاوزها لا ان نبني عليها كما يفعل من يحيي هذه المعارك
على المسلم الواعي ان يعرف ان عدونا لايوسم بالسني ولا بالشيعي، عدونا الغرب ذو الدائرة الحضارية والعقدية المغالبة لنا والتي تريد ان نكون تبعا لها فتستوعبنا، كل من يتحدث عن عدو غير الغرب فهو جدير ان تحثو في وجههه التراب
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: