يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يصادف يوم 18 من شهر 12، اليوم العالمي للغة العربية، ولسبب ما لاتستهويني مثل هذه المناسبات الدورية، لكن ذلك لايمنع أن نتقاطع معها لتأكيد ما علينا كتونسيين وأبناء المغرب العربي عموما القيام به نحو لغتنا ووجوب نصرتها يوميا وليس سنويا، وهنا لي نقاط:
- إذا كان غير التونسيين وغير بلدان المغرب العربي، يهب لنصرة اللغة العربية فإنه علينا نحن ممن تخنقهم فرنسا بلغتها ومازالت، أن يفعل أكثر مما يفعله غيرنا، إذا كان يتنادى لنصرة العربية أولئك الذين تلقى هذه اللغة عندهم التقدير (مثل بلدان الخليج والمشرق عموما) فيعلون من شأنها ويفعّلونها في حياتهم فيكتبون بها الملصقات الاعلانية ويتداولونها في أعمالهم ويتحدثون بها في جدهم وهزلهم ، فكيف بمن استبعدت اللغة العربية لديه، وكيف بمن وقع استجلاب لغة غريبة عنهم وهي الفرنسية فأدخلت عليهم قهرا واستباحت كل مجالات حياتهم، وفرض استعمالها في التعليم والعلم والاقتصاد وفي البيت وخارج البيت وفي المساحات العامة، فيحدثك بها البائع إذا باع و الطبيب حين علاجك، بل ويفرضون تدريسها لمن لم يبلغ الطفولة بعد ممن يأوي لمحاضن ورياض الأطفال
- نحن في تونس وبلدان المغرب العربي باعتبارنا ضحايا فرنسا، نحمل واجبا أكبر في نصرة العربية واستنقاذها من اللغة الفرنسية وتسلطها
نحن أولاء علينا واجب نصرة اللغة العربية وواجب استبعاد ضرتها اللغة الفرنسية، بل نحن أساسا لايمكننا نصرة العربية إلا باستبعاد اللغة الفرنسية، فمعركتنا مزدوجة، إذ نحن نغالب محتلا أجنبيا وهو فرنسا رفض الخروج الكامل من بلداننا حينما خرج عسكريا وأصر أن يبقي منظومة من بقاياه تحكمنا منذئذ هي التي مدت في عمر لغته وعملت على فرضها علينا، وكان من أثر ذلك استبعاد اللغة العربية وتصييرها على الهامش
علينا إذن أن نفهم أن مشكلة استبعاد اللغة العربية في بلدان المغرب العربي تفريع من خلل أكبر وهو تحكم منظومة فرنسا في بلداننا، وتحكمها خاصة في أدوات التشكيل الذهني بمستوياتها الثلاثة وهي التعليم والاعلام والثقافة
- صحيح أن وضع اللغة العربية شهد تحسنا نسبيا في تونس طيلة السنوات السابقة بحيث يندر أن تجد الآن من يستعمل لغة فرنسا في الكتابة على شبكات التواصل الاجتماعي مقارنة بما كان عليه الحال من قبل، لكن هذا لايكفي وعلينا مواصلة مجهود طرد الفرنسية من باقي مجالات حياتنا، علينا تدعيم زحف العربية بحيث يجب أن تصل للملصقات الاشهارية بالمساحات العامة، علينا منع استعمال الفرنسية في المساحات العامة، المجال العام يجب ان يكون عربيا خالصا، يمكن أن يتم ذلك من خلال الضغط لإصدار خطايا أو مصاريف إضافية تطال كل من يصر على استعمال الفرنسية في منشور موجه للعموم
-علينا العمل على تفكيك منظومة فرنسا ببلداننا التي تمثل مصدر قوة اللغة الفرنسية وتمددها، وأول ذلك العمل على إبطال تدريس البرامج الفرنسية للتونسيين في المدارس الخاصة، لأن مايحصل إهانة وأي إهانة لو تعلمون أن تسلم ابنك وتتركه نهبا للغير يشكله كيف يشاء، يجب تجريم تدريس برامج فرنسا للتونسيين
ثم علينا بعدها منع تدريس اللغة الفرنسية نهائيا للمراحل الابتدائية من التعليم
الطفل في مراحل تنشئته الأولى عليه تعلم لغته الأم و إن لزم لغة أخرى فليكن في سن متأخرة نسبيا وبلغة عالمية وليس الفرنسية اللغة المتخلفة ولغة المحتل
ثم في مراحل التعليم الأخرى، علينا العمل على استبعاد اللغة الفرنسية وتعويضها بالعربية والانقليزية