المغمورون بأحاسيس الصّغار من جماعة النهضة دمروا الحركة الإسلامية وضيعوا ثورتنا
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9515
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اليوم تحدثت يمينة الزغلامي نائبة منتمية للنهضة، عن افتراءات القناة الوطنية حول زعمها ان المعتصمين بباردو قبلوا بفتح الطريق، وتقول النائبة غاضبة في مامعناه ان هؤلاء لم يقبلوا وليس لهم اصلا ان يستفتوا في القبول او الرفض، وهي تقول كمن اكتشف شيئا جديدا ان القناة الوطنية ليست محايدة
من قبل ذلك، عامر العريض قال في معرض رده على تقرير صحفي كمن ينبئنا بشيء جديد أن القناة الوطنية ليست محايدة
غريب فعلا ما يصدر من جماعة النهضة، هؤلاء إما أنهم لايعيشون الواقع ولايعرفون بالتالي ان ابناء الثورة مجمعون من مدة طويلة حول كون الإعلام البنفسجي معاد للثورة ولاينتظر منه غير ماصدر.
واما ان جماعة النهضة هؤلاء يعرفون تلك الحقائق ولكنهم لإخفاء خورهم، فإنهم يدورون في الفراغ ويعملون على ملئ مساحات الكلام من خلال ترديد بديهيات متفق عليها ماداموا لايملكون إمكانية الفعل.
انا ارى ان الاحتمال الثاني هو الصحيح، المنكسرون نفسيا المهمومون بإرضاء المتحكمين بالواقع، المتبعون للمنهج الفكري الذي سطره الغنوشي منذ ثلاث عقود، لايستطيعون لعجز ذاتي ان يتحركوا للفعل ضد الثورة المضادة، لأنهم يشربون من معين فاسد يقول بوجوب تلقي الضربات وعدم المضي للفعل، المنطلقات الفكرية للنهضة التي نظّر لها الغنوشي تمنعك ان تفعل شيئا وهي بالمقابل ترى تلقيك الضربات أمرا جيدا ستجازى عليه يوم القيامة إن أنت صبرت.
هذه مفاهيم غريبة وعجيبة سواء أأخذناها من منطلق شرعي إسلامي أم أخذناها من منطلق عقلي بحت، وجانب كبير من نظرية الانكسار هذه التي أصل لها الغنوشي وان كان فيها بعد ذاتي ولكنه أخذها عن جماعة الإخوان المسلمين، وانظرا لماذا أوصلتهم نظرية الانكسار تلك: لأكثر من ثمانية عقود وهم يتلقون الضربات وعمليات الاستئصال ورغم ذلك لم ينتبهوا لفساد المنطلقات ويعملون كل مرة على إعادة الكرة بسذاجة نادرة، ولو كان مجرد حيوان وأجريت عليه نفس الخطأ لحاول في المرات القادمة بفعل قانون المنعكس الشرطي أن يتجنب الخطأ السابق مثلما يفعل جماعة الإخوان، والسبب هو أن الصنمية الفكرية التي تتحكم في هؤلاء تمنعهم من إعادة النظر في منهجهم العقيم الغريب، تماما مثلما تمنع تلك الصنمية جماعة النهضة من إعادة النظر في المسلمات التي سطرها الغنوشي.
المنطلقات الفكرية للنهضة تقول بوجوب السكوت ومراكمة الهزيمة على أمل أن يمل المعتدي أو أن يتدخل طرف خارجي وينصرك، أما أن تنتصر أنت ذاتيا لنفسك فهذا أمر غر مسموح به في نظر هؤلاء.
أنا أقول هذا واعرف ما أقول ويمكنني البرهنة عليه من خلال استقراء جملة الهزائم والانكسارات التي جر الغنوشي الحركة الإسلامية إليها طيلة أكثر من ثلاثين سنة بزعم أنها اجتهادات فكرية غير مسبوقة، وان كنت أوافق أنها غير مسبوقة ولكن بمعنى أخر سلبي
أقول مرة أخرى، الحركة الإسلامية بتونس ومن ورائها الثورة ذاهبة للفشل مادامت تعبّ من تصورات الغنوشي المنكسرة التي تعكس مواقف ذاتية نحو الواقع أكثر من رؤية فكرية منهجية، وما لم ينتفض أبناء الحركة الإسلامية وعلى رأسها النهضة ضد تلك المفاهيم العقيمة فلن تزول مآسينا.
أخيرا أذكّر المغمورين بأحاسيس الصغار أمام الواقع من جماعة النهضة، أن أبناء الثورة يريدون أفعالا تعالج وتتصدى لحقيقة أن الثورة المضادة اختطفت الإعلام وليس أقوالا عقيمة بديهية من تلك التي رددتها يمينة الزغلامي او عامر العريض.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: