من لنا يبكي مآسينا: معاهد تتحول لحفلات تعري بتشجيع من الأولياء
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6980
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ذهبت صباح اليوم لترسم إبني بالإعدادية النموذجية المنزه الخامس ثم ترسيم إبنتي بالمعهد النموذجي بالمنزه الثامن (علما ان لي ابنة اخرى تدرس بنفس المعهد النموذجي)، وقد رجعت أفيض مرارة مما هالني رؤيته من تعري مسرف في التجاوز من طرف التلميذات والامهات على السواء داخل ذينك المؤسستين التعليميتين المفترضتين أنهما نموذجيتان ولكن يبدو انهما نموذجيتان في الفسق و'قلة المعروف'.
يجب الإشارة اولا اني معتاد على هذه المعاهد وانحرافاتها، فلدي ابنة أخرى تدرس من قبل بالمعهد النموذجي المنزه الثامن واعرف حقيقة ذلك المعهد ذا السوابق في التسيب، وهو المعهد الذي فضحته ابنتي تلك السنة الفارطة حينما تصدت لنوادي الروتاري إذ اقامت حفلة هناك كعملية استقطاب لتلاميذ المعاهد المتميزة على عادة تلك المنظمات وحريتها المطلقة في استهداف ابنائنا منذ قبل الثورة، وقد احدث مقال ابنتي ساعتها ضجة وصلت حد تدخل وزارة التربية وارسالها استجوابا لمدير المعهد المعني رأيته بعيني حينما استدعاني المدير متبرءا مما وقع ومن عدم معرفته بالروتاري بزعمه.
لكن مارايته اليوم وتّرني لأنه كان يفترض بعد الثورة أن يقع تغيير نحو التخلص من تركة المخلوع ونتائج منظومة اليسار الاقتلاعي الذي عمل على ضرب الهوية وكرس التسيب والتفسخ بالمجتمع وبالمؤسسات التعليمية، كان يفترض ان يقع تحول ما من طرف وزارة التعليم ازاء حالات التسيب لدى التلاميذ وازاء فرض حد ادنى من الاحترام لهيبة المعهد.
لايعقل ان تدخل المعهد تلميذة في لباس فاضح لكأنها في علبة ليلية.
انا أعرف ان الكثير يعتبر ذلك حرية شخصية، ولكن يجب ان نفهم ان الواقع لايمضي حسب رغبات الناس لوحدهم، ولو صح ذلك لكان علينا ان لا نتدخل بنفس المقياس في تصرفات المجانين ماداموا يرون انهم انما يفعلون صوابا.
انا اعرف كذلك ان الحكومة التي تشرف عليها النهضة اعجز من ان تمس من هذا الجانب اي جانب التدخل في اللباس داخل المؤسسات التعليمية، وهي الحركة المرتجفة والمهمومة ابدا بارضاء الواقع، فهي لايمكن الا ان ترسخ الموجود لتثبت للناس انها لاتمثل تهديدا لهم، واخر مايمكن ان تتدخل فيه حكومة تشرف عليها النهضة هو التنبيه على وجوب احترام هيبة المعهد وهي التي لم تفرض ابتداء هيبة الدولة.
لكن بالمقابل اعتقد انه يمكن للمجتمع المدني والاعلام البديل ان يتحرك ويفرض قواعد انضباط لدخول المعاهد.
كما انه يجدر التناول بالدرس والتحليل مواقف الاولياء الذين يسمحون لبناتهم باللباس الفاضح، ولعله يحسن استدعاء خبراء نفسيين وعلماء اجتماع ليفسروا لنا خلفيات واسباب الحالات المرضية التي يمكن فيها لاب ان يبتهج بابنته وهي متعرية والموافقة على زجها من هناك ضمنيا في حقل الانحراف، هذه حالات مرضية يجب تفسيرها لعل ذلك يساهم في الحد من تلك العاهات الاجتماعية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: