فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6287
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الاحظ ان هناك ولعا لدى البعض باستعمال كلمة الزيتونة فكان هناك بنك الزيتونة ثم اذاعة الزيتونة وقناة الزيتونة وجريدة الزيتونة الاسبوعية ولعل قريبا جريدة الزيتونة اليومية
ما يهم تناوله هو موضوع التصور الذي يرى اهمية اللفظ في ذاته لمجرد ذكره بالقرآن.
البعض يشيد قناعات راسخة مبنية على افتراض غير مبرهن عليه يقول ان كل ماذكر بالقرآن فهو مهم، وهم يبنون استنتاجات من نوع:
المرأة لها اهمية في الاسلام والدليل ان القران افرد لها سورة تحمل اسمها، وهؤلاء يسرفون حينما يوغلون في نمط منطقهم هذا حدا يوشك ان يبلغ الهزل
وانا ارى ان منطق هؤلاء اساسا منطق غير سليم، والدليل من جانبين، عقلي وواقعي:
اولا، الكلام الذي يرى اهمية للشيئ لمجرد ذكره بالقرآن مبني على افتراض غير مصرح به لا في القران ولافي السنة، فهو كلام لاسند نصي له، اما عقليا فلايوجد سبب لافتراض اهمية شيئ لمجرد ذكره، لان الذكر يتناول كل اوجه الوجود جيده وسيئه، ولايوجد مرجح يجعلنا ننتقي الافتراض الجيد دون السيئ في جانب الوجود المحتمل.
اما ثانيا فانه يمكننا اعطاء امثلة من القران تنسف افتراضهم، فهل مثلا ان وجود سورة تحمل اسم الفيل دليل على اهمية الفيل في الاسلام وتفضيله على باقي الانعام.
وكذلك الحال بالنسبة للأشجار فذكر الزيتون لايعني تفضيل تلك الشجرة في ذاتها وانما ذكرت لاسباب ربما استدعاها السياق من حيث حيازة زيت الزيتون على قياس الاشعاع بالخير على الغير ولكن هذا لايعني تفضيلا للزيتون ولا للرمان اذ ذكر في بعض السور
وهل بنفس منطق هؤلاء ان باقي الثمار التي لم تذكر اقل فائدة من تلك التي ذكرت، هذا كلام غير سليم ولايوجد مايؤكده لا من القران ولا من الواقع ولا بالمنطق.
كما ان ذكر فرعون وابي جهل لايعني تفضيلا لهم على سائر الخلق لمجرد ذكرهم
هذه خاطرة عنت لي حول احد نماذج الفهم المحرف للقرآن الذي توارثناه وتعمل اليات تشكيل الاذهان بواقعنا على ادامته وتكثيفه
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: