البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

خيارات استنقاذ ثورتنا بعد عجز النهضة عن تحمل مسؤولية مواجهة الانقلابيين

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7963


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لقد كتبت عديد المرات أن النهضة ورموزها لن تستطيع تحمل مسؤولية حماية الثورة بل إن مواقفها أقرب للتواطؤ المقصود مع الأعداء منه للمواجهة، والآن وقد أثبتت الأحداث صدق هذا القول والثورة المضادة تطوقنا من كل جنب وتكتسح المساحات وقيادة النهضة المستأمنة تواصل تراخيها وتواطئها، على أبناء الثورة أن يدرسوا الحلول البديلة لمواصلة ثورتهم والبحث لها عن مصادر قوة وقيادة بديلة

أولا فان عجز رموز النهضة هو لاعتبار موضوعي وذاتي، أما موضوعيا فان النهضة تستقي أدبياتها من منهج الإخوان الذي ينبني على فهم غريب في إدارة الصراع مع الخصوم يتمحور حول فلسفة تكثير الألم والهزيمة وخلاصته أن الهدف عندها خلال الصراع ليس النصر وإنما أن تبرز وتراكم لعب دور الضحية وتمعن التمتع بتلك الوضعية المنكسرة، وهي لن تمر لأي فعل وان كان دفاعا، ولذلك فان الإخوان طوال ما يقرب من قرن لم يراوحوا مكانهم ولم يكونوا إلا مجرد ضحايا، حتى بعد الثورة المصرية الأخيرة ورغم أن الشعب فوضهم ولما انقلب عليهم الجيش فانهم لم يفعلوا شيئا غير التباهي بان خصمهم قتل منهم المئات، بل إنهم عوض المواجهة الفاعلة ألجئوا أنفسهم للتعذيب الذاتي بان جمعوا بعضهم تحت لهيب الشمس في حر الصيف المتزامن مع شعر رمضان، انتظارا لنصر سماوي سيبعثه الله في شهر رمضان كذلك الذي وقع بمعركة بدر، هكذا تدير فلسفة الإخوان المعارك وهكذا تدير النهضة المعارك مع الثورة المضادة، وواضح أن مثل هذه المواقف عبثية يستغرب كيف للعقل ان يقبلها فضلا على ان ينخرط فيها الأتباع إلا ن يكونوا سذجا من شاكلة أتباع الأخوان والنهضة.

أما الاعتبار الثاني لتفسير عجز جماعة النهضة في مواجهة الثورة المضادة فهو اعتبار ذاتي ويتمثل في أن عموم من يتبوأ المسؤولية من جماعة النهضة كانوا قد تعرضوا لعمليات تنكيل بمعتقلات بن علي عملت على تدمير شخصياتهم ونفسياتهم، والمتوقع بل الواقع فعلا كما نرى من عمليات التدمير المنهجي تلك أن يخرج المعتقل منها منكسر الشخصية لا يقدر أن يتصرف كانسان سوي، بل انه يصبح كمن يرى كل شيء مقبولا وطبيعيا لان من اعتدي على شرفه واغتصبت زوجته واقنع نفسه ان ذلك امر طبيعي فلا يتوقع منه ان يعتبر أعمال الثورة المضادة امرأ يستحق التحرك، وهذا مايفسر حسب رأيي تخاذل جماعة النهضة وتهوينهم من كل شيء، وهم لن يتحركوا ولن يعتبروا أي شيء يستحق التحرك لأنهم انما ينظرون من منظارهم الذاتي ومن زاوية ما حل بهم شخصيا، ولذلك فهم لن يتحركوا ولن يعرفوا للتحرك معنى.

الآن ما هو البديل لاستنقاذ ثورتنا، هناك ثلاث احتمالات:

إما ان يتحرك رموز النهضة الشرفاء ممن لم يتعرضوا لعمليات تدمير نفسي منهجي في سجون بن علي، ويتبوؤوا مسؤولية الحركة، إما من خلال إقناع رموزها المتخاذلين بالتنحي أو بالانقلاب عليهم.

- الاحتمال الثاني في صورة عم وجود هذا الاختيار وهو الأرجح لترسخ التفكير الصنمي لدى جل أبناء النهضة الذي يجعل من المستبعد منهم التفكير بطريقة موضوعية توصلهم لما ذكرت، فالحل الثاني إذن هو انه على أبناء الثورة البحث عن قيادة للثورة من خارج النهضة تكون صارمة ولها وضوح منهجي وفكري وفعلي، واقترح شخصيا ومبدئيا عبد الرؤوف العيادي وقد تكون هناك أسماء أخرى.

- إذا فشل هذا الاختيار لسبب أو لآخر وتمادت الثورة المضادة وتكالبت علينا الأطراف الخارجية كفرنسا وبلدان الخليج مع بقايا بن علي واليسار داخليا واستهدفوا هويتنا من دين ولغة، فانه يجب علينا الدخول في مرحلة أخرى وهي الشدة مع هؤلاء، واقترح أن يتم ذلك من خلال تفويض أمر إدارة المعركة مع الثورة المضادة لفصيل مبدئي لايساوم ويكن كرها عقديا للغرب ولأتباعه داخليا، واقترح في هذا الباب تفويض أمر المواجهة لأبي عياض وقد تكون هناك مقترحات أخرى.

هذا ما عنّ لي من خواطر هذا المساء من بعد أن أظلمت الدنيا في وجهي بعد ما آل إليه حالنا: تنامي قوة الثورة المضادة حد قتل جنودنا عقابا لهم على رفضهم الانقلاب، وبالمقابل تواصل تراخي قيادة النهضة في إدارة المواجهة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، علي العريض، قتل الجنود بالشعانبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-07-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عراق المطيري، عبد الله الفقير، المولدي اليوسفي، الهادي المثلوثي، طارق خفاجي، د. صلاح عودة الله ، أنس الشابي، خالد الجاف ، مصطفى منيغ، طلال قسومي، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، صلاح الحريري، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود طرشوبي، عبد العزيز كحيل، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي العابد، د - عادل رضا، ضحى عبد الرحمن، فتحـي قاره بيبـان، مجدى داود، د- محمود علي عريقات، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافع القارصي، فتحي الزغل، حسن عثمان، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، عواطف منصور، يحيي البوليني، صلاح المختار، أشرف إبراهيم حجاج، إسراء أبو رمان، بيلسان قيصر، أحمد الحباسي، يزيد بن الحسين، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، د - الضاوي خوالدية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، محمد الياسين، إياد محمود حسين ، د - محمد بنيعيش، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، حسني إبراهيم عبد العظيم، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، منجي باكير، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، حسن الطرابلسي، محمد علي العقربي، عبد الرزاق قيراط ، عمار غيلوفي، صفاء العربي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، محمد العيادي، ماهر عدنان قنديل، أ.د. مصطفى رجب، كريم السليتي، مراد قميزة، كريم فارق، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ياسين أحمد، علي الكاش، صباح الموسوي ، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، محمد شمام ، أبو سمية، صفاء العراقي، سلوى المغربي، سعود السبعاني، عمر غازي، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، تونسي، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، رافد العزاوي، فهمي شراب، رضا الدبّابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، نادية سعد، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء