طرائف تونسية: حينما يصبح الشيوعي المتطرف شهيدا يترحم عليه
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10725
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هذه مجموعة من الملاحظات حول مقتل شكري بلعيد، أسوقها في شكل نقاط:
- لم يكن شكري بلعيد وما كان رفاقه العقديون في الجبهة الشعبية وغيرهم يخفون إنتمائاتهم الفكرية الشيوعية التي تسفه الإسلام وفي أحسن الأحوال تعتبره معطى شخصي متضائل، وما عرف عن هذه الاتجاهات الفكرية إلا عدائها للإسلام، كانوا دوما كذلك في إمعية بلهاء لمعلميهم الأوائل الغربيين و لا زالوا، وآخر شاهد على ذلك حربهم المتواصلة -هذه الأيام- صحبة الإعلام المتعفن ضد تعليم القرآن للنشئ وضد زيارة الدعاة وضد انتشار العفاف بين النساء وغيرها من مظاهر العداء للتدين. فشكري بهذا المعنى عدو للهوية، مثل عموم المنبتين ضحايا عمليات الاقتلاع الثقافي التي زرعها سيئ الذكر منذ بدايات الاستقلال والتي صيرت عموم التونسيين ضحاياها.
- يعمل البعض في معرض حديثه عن القتيل على الترحم عليه، ولست متأكدا أن شكري نفسه ورفاقه يعطون قيمة لهدا الترحم أساسا. يجب على المترحمين أن يدخروا دعواتهم ويتأكدوا قبل ذلك أن من يرفض قراءة القرآن بالمجلس التأسيسي في معرض عدم الاعتراف به، يستحق أن يترحم عليه، ثم أن عموم اليساريين معروفون بعدم اعتقادهم في الإسلام أصلا وبرفضهم لقراءة الفاتحة على موتاهم وانظر إن شئت موت محمد الشرفي، بل وحتى شاهد قبره حيث لا قران عليه.
- يزعم البعض أن القتيل هو رمز من رموز الثورة، وهذا كلام لا يستقيم ، يجب أن نتفق ما معنى ثورة، أنا احسب أن الثورة لا يمكن إلا أن تكون نصرة للهوية العربية الإسلامية وان مجتمعاتنا لا يمكن أن تقوم إلا على هذه الأسس، ومن ينطلق من غير هذه البديهيات فهو عدو للثورة، ومن ينادي بثورة تعتمد على مبادئ تغالب الإسلام فهو لا يمت للثورة بشيء، فضلا على أن تكون مبادئ من قعر التاريخ عفا عنها الزمن، ولهذا فان عموم العلمانيين واليساريين هم مباشرة أعداء للثورة إبتداء بقطع النظر عما يقولونه، وهو على أية حال ما تظهره حقيقة تحالفاتهم الموضوعية مع بعضهم وفرنسا ضد التيارات الإسلامية.
- يبدئ البعض ويعيد القول أن الصراع بتونس سياسي في مسعى لتشويش الوعي، وأكثر الخطورة هنا تأتي حينما يقول بهذا الرأي من يتبوأ مناصب القيادة بالصف الإسلامي، والحال أن المواجهة في أصلها فكرية وعقدية، وما السياسة إلا بعض تفرعات ذلك الصراع الأعمق، ولقد كان سيئ الذكر هو الذي زرع نبات هذا الصراع حينما عمل على اقتلاع تونس من هويتها وإلحاقها بفرنسا، ثم كان أن نشأت تباعا أجيال منبتة رضعت حليب الإلحاق بالثقافة الغربية والفرنسية تحديدا، وهي الأطراف التي تقود مواجهة الهوية الآن بتونس وتتزعم تنظيمات وأحزاب وتقود وسائل الإعلام، والذي بقي له شك، له أن ينظر فسيرى أن الاصطفاف السياسي المضاد للثورة إنما يجمع عموم من يستقون خلفياتهم الفكرية من الغرب، تختلف أحزابهم وتنظيماتهم ولكنهم متفقون على معاداة المنظومة الإسلامية، بل ومعاداة الإسلام في تفاصيله الاجتماعية الصغيرة من أن يضبط المجتمع (رفض رياض القران، رفض الزي الإسلامي، رفض مظاهر التدين بالمجتمع، رفض صلاة النساء بالجوامع...).
- الرخويات من الصف الإسلامي من الذين ألفوا المشي القهقرى والنظر للأسفل، هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم منذ سنين طوال حكماء البشرية و مسؤولين على سلامة الكون، يحسن بهم أن ينسحبوا مشكورين ويتركوا المكان، ولعله يجدر بهم معرفة أن حكمتهم لو جمعت طيلة عقود لما جاوزت قيمتها قيمة حشرة القمل من تلك عششت في أبدان السجناء الإسلاميين إبان مكوثهم بمعتقلات بن علي، من بعد أن قادت تلك الحكم المزعومة لتقتيل العشرات من أبناء الحركة الإسلامية وتشريد وتعذيب الآلاف الآخرين، ولست متأكدا أن الناس كلهم من الغباء بحيث يسمحوا لأنفسهم أن يلدغوا من نفس الجحر مرتين.
- ينادي بعض لقطاء فرنسا في معرض فزعتهم اليوم حين قتل بلعيد بثورة ثانية لإسقاط الحكومة، ولعل هؤلاء من خفاف العقول والقيمة لا يعرفون أن عموم أبناء الصف الإسلامي هم أشد طلبا لثورة ثانية منهم هم، لأنهم يرون أن الثورة سرقت منهم وان الإسلاميين بمختلف أطيافهم وحدهم أصحاب الثورة أحب من أحب وكره من كره لما قدموه من تضحيات وأثمان باهضة، دعك مما يقوله البعض من أن كل الأطياف ساهمت في الثورة، لان الأمر عدديا غير متساوي بين الآلاف المؤلفة من الإسلاميين وبعض الآحاد من غيرهم والعشرات من الشهداء من صفهم وعدم ذلك في غيرهم، ثم إن اليساريين وعموم العلمانيين من نبت فرنسا كما قلنا ماداموا ينادون بخزعبلات فأمر مطالبهم ومطالب المجرمين وقطاع الطرق سواء، ولا يجب أن تعطى لهم أي قيمة.
- تحرك الإعلام في انجاز نصيبه من الثورة المضادة مستغلا الحادث، وانبنى عمله الخبيث كعادته على المغالطات، وسرعان ما أطلقت النقاشات الإذاعية والتلفزية حول الاغتيالات السياسية وخطورة الجماعات الإسلامية ورابطات حماية الثورة واستدعيت الوجوه الكالحة المعروفة بتبني مثل تلك الآراء، في تمشي مفضوح موجه لإدانة طرف دون آخر وانحياز واضح لتبني وجهة نظر واحتمال لعملية القتل، رغم وجود احتمالات أخرى لهذه العملية، إذ كان المنطق يفترض أن تناقش كل احتمالات دوافع القتل وهي عديدة: قتل ورائه أطراف إسلامية، قتل ورائه أطراف الثورة المضادة وهي عديدة (اللطيف، التجمعيون.)، قتل ورائه أطراف أجنبية وهي عديدة (فرنسا، اسرائيل، الجزائر..)، قتل ورائه أطراف حزبية تونسية (الجبهة الشعبية، نداء تونس...)، ولكن الإعلام الموجه من طرف جند بن علي دخل في عملية مصادرة على المطلوب وتبنى احتمال واحد وهو الاحتمال الذي يخدم أهداف الثورة المضادة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
14-03-2013 / 09:44:40 ابو امل
الموقف من الظلم هو البوصلة
الموقف من الاستعباد الراسمالي الاستعماري العالمي وادواته الرخيصة في العالم العربي ومحاربته لبعث واسترداد الكرامة القومية واستنهاض طاقاتها هو الاساس لبعث الحرية وترسيخ العدالة الاجتماعية والموقف قولا وعملا من الصراع العربي الصهيوني هو الاساس لحماية الامن القومي لكل شعوبنا العربية وليس الحديث عن الدين الاسلامي هو الاساس لان الشعوب العربية هي مسلمة حتى نخاع العظم في معظمها وهي ليست لحركات اسلامية متصهينة لتتحدث باسم الاسلام وتتباكى على المسلمين ولا تتباكى على كرامة شعوبنا العربية التي رهنتها هذه الحركات عبيدا للاستعمار الامريكي باسم الدين والفتاوى مستغلة المشاعر والعواطف الدينية لدى شعوبنا وهي لا تختلف والله عن احبار اليهود وحاخاماتهم يريدون السمع والطاعة لمرشديهم وزعمائهم اليس السمع والطاعة لله وحده اين انت ابن خلدون لتحاكم هؤلاء المهزومون واين انت يا ابن رشد لتحاكم هؤلاء المخبولون ولتدك عقولهم واوكارهم فيا ايها العبد الامريكي يكفي التونسي فخرا ان يكون ثائرا نصيرا للفقراء والمضطهدين من ان رأسماليين مسلما متصهينا كخيرت الشاطر وغيره من راسمالية العرب المستعربين يشاركون نظام العولمة الاستعماري نهب الخيرات باسم الدين والفتوى لتأسيس نظام الاستبداد الديني تلبية لخدمة المصالح الاستعمارية فهل يهم كثيرا ان تقرأ الفاتحة ام لم تقرأها على نفس انسان خلقها الله بصرف النظر عن معتقده بينما لايفكر فقهاء الاستبداد وفقهاء الجنس بامنهم القومي وبعزتهم القومية وكرامتهم والله لن تكونوا قادة فكر عظماء وانتم تبيعون كرامة ووحدة النضال القومي العربي من المحيط الى الخليج للاستعمار الامريكي وحلفائه والقران العظيم لم يتحدث عن امة اسلامية موجودة في تركيا او اندونيسيا فلم يكن هناك اسلام ومسلمون انه تحدث عن توحيد قبائل عربية في امة واحدة هي خير امة ارسلت للعالمين اذا هي امة العرب التي لها ان تدافع عن الرسالة والوطن والمقدسات في فلسطين ووبلاد الحجاز التي تحولت الاولى لارض مغتصبة صهيونية وتحولت الثانية الى مغتصبة لالي سعو د والوهابية المنحرفة التي جعلت من شعب الحجاز الى عبيد لال سعود ومسصتنقع للخيانة والتامر على امة العرب فمحاربة فقهاء الخيانة وتصفية الاستبداد الديني هو جزء من الثورة ولن تستقيم الثورة الشعبية الا بمعاداة الاستعمار وادواته الدينية والرجعية للاسترداد العزة والكرامة يا ابناء النهضة الاستعمارية
14-03-2013 / 09:44:40 ابو امل