ما يحصل بسوريا ليس ثورة و لا عزاء للهَلْكَى من أجل الحور العين
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7660
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سأتناول ما يحصل بسوريا من وجهة نظر تصدر على غير التصورات النمطية المعهودة التي تريد أن ترسخ أن أي نصير للثورة التونسية هو بالضرورة نصير لثورة سورية خاصة إذا كان من ذوي التوجهات الإسلامية.
كما كان رأيي من قبل في أن ما حدث بليبيا إنما هو غزو و تدخل غربي في بلد مسلم بإعانة بلدان إسلامية و قيادات و أحزاب إسلامية، فإن من رأيي أن ما يحصل بسوريا هو أيضا عمل من جنس ما حصل بليبيا.
على أن المسألة يجب أن تفهم باستقلال عن طبيعة النظام السوري، فهذا الأخير مثل نظام القذافي كيان فاسد متسلط و إن اختلفا في بعض التفاصيل، لكن المسألة لا ينظر فيها لطبيعة النظام الحاكم، حيث القضية ذات منحى آخر.
الموضوع طويل و لكن سأطرح باختصار رأيي في شكل نقاط و تساؤلات:
• نحن أبناء الثورة التونسية نقول – و نحن على حق – أن أطراف الثورة المضادة ممن يستنجدون بالغرب و بفرنسا للاستقواء على تونس، بأنهم أبناء فرنسا في معرض الذم، و عليه فإنه يلزمنا لنكون صادقين مع أنفسنا أن نعتبر كذلك ومن نفس المنطلق، من يقاتل النظام السوري من المدعومين من تركيا و فرنسا و أمريكا و السعودية، أنهم خونة و أبناء لكل تلك البلدان في معرض الذم، و لا يمنع خيانتهم تلك أنهم يعتقدون كونهم مجاهدين، مثلما لم يمنع خيانة أبناء فرنسا لدينا كونهم يعتقدون أنفسهم رسل الجداثة المزعومة.
• أنا أفهم أن يذهب المجاهدون لقتال أمريكا في العراق أو اليهود في فلسطين، و لكن أجد صعوبة في فهم ذهاب مسلمين لقتال مسلمين مثلهم في بلد مسلم ممن هم أصلا لم يسعوا في إيذاء مسلمين أو يخرجوا لغزوهم مثلا.
• الذين يقولون أنهم يحاربون النظام السوري لخيانته، عليهم أن يقنعونا بأن النظام السعودي -مثلا- الذي ساهم في تدمير العراق من قبل ليس خائنا، و عليهم أن يقنعونا بأن النظام القطري الذي يضم حاليا قاعدة أمريكية كبيرة ليس خائنا، و عليهم أن يقنعونا بأن النظام الأردني المتحالف مع اليهود ليس خائنا. و على هؤلاء أن يفسروا لنا بأي مقياس اعتبروا النظام السوري أشد خيانة من هذه الأنظمة و لماذا لم يحطوا الرحال للجهاد في تلك البلدان.
• الذين يقولون أنهم يحاربون النظام السوري لأنه نظام كافر لا يحكم بما أنزل الله، عليهم أن يقنعونا بأن النظام السعودي – مثلا- صاحب عشرات قنوات العهر التي تدمر العالم الإسلامي إنما يخدم الإسلام بأفعاله تلك، و عليهم أن يقنعونا بأن النظام المغربي الذي صيّر بلده قبلة للسياحة الجنسية بالعالم إنما هو نظام إسلامي يقيم شرع الله، و عليهم أن يقنعونا بأن الأنظمة في تونس و مصر حيث تحكم أحزاب إسلامية هي أنظمة إسلامية تنصر الإسلام و لا توالي الكفار، و على المجاهدين الرّحّالة هؤلاء أن يفسروا لنا لماذا لم يحطوا رحال الجهاد في تلك البلدان.
• على الشيوخ هواة التحريض على الجهاد المزعوم من الذين اشرأبوا برؤوسهم منذ حين بعيد الثورة التونسية، على هؤلاء أن يفسروا لنا سبب خفوت أصواتهم حينما كانت القوات الأمريكية تدمر العراق و تستبيح شرف نسائه و تغتصب رجاله، على الوافدين الجدد لصف الثورة و الثوّار و على رأسهم القرضاوي و العرعور و غيرهما أن يفسروا لنا عدم دعوتهم شباب المسلمين للنفير ساعتها لنصرة العراقيات المغتصبات، و عليهم أن يبرهنوا لنا أن الحور العين و جنات عدن ترفض أن تكون جزاءا لقتل الأمريكان و أنها تأبى أن تجازي إلا قاتلي المسلمين في ليبيا و سوريا، على هؤلاء الشيوخ الثوريين الجدد أن يفسروا لنا لماذا كانوا من قبل معرضين عن قضايا السياسة وكانوا منقطعين للقضايا العقيمة يفتعلونها في برامجهم التلفزية لتشتيت و تخدير وعي المسلمين كتلك المسائل المتعلقة بالحيض و عود الأراك و آداب الجماع و سب السيدة عائشة.
• إذا اضطرب الفهم في وضعية معينة و صعب التمييز بين المواقف، فإنه يمكن الاعتماد على حقيقة أن الصف الذي يناصره الغرب و خاصة فرنسا و أمريكا، هو صف لا يمكن أن يكون بأي حال موضوعا للانضمام خلاله، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمن يتحرك بخلفية مبدئية إسلامية توجب عقيدة الولاء و البراء فيها عدم نصرة الكفار و لا موالاتهم فضلا على أن يكون العمل تحت إمرتهم و الانتهاء بتحقيق أهدافهم.
• الذين يتحدثون – وهم على حق في ذلك- عن جرائم القتل التي يرتكبها النظام السوري، عليهم أن لا ينسوا جرائم القتل التي يرتكبها المقاتلون الذاهبون إلى سوريا، مع فرق أن السوريين إنما يدافعون عن ديارهم وأرضهم، و أن المقاتلين العرب مهاجمون معتدون على أرض غير أرضهم و ديار غير ديارهم.
• أنا أرى أن ما يحصل بسوريا إنما هو حرب غربية وقودها و عمادها شباب غرّ ساذج له فائض من الحماس الديني المقرون بوعي بدائي و تفكير صنمي يجعله مطية لشيوخ مرتزقة دين يتحركون بإيعاز أنظمة سياسية لا خير فيها، حيث ولائها للغرب.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
18-12-2012 / 21:38:44 اسامه السيد
الرجاء الاهتماااااام
الرجاء اعطائي كل جديد من مقالات الدكتور احند ابراهيم خضر مصر الرجاء الرد وعدم التجاهل اي كل ما يخص البحث العلمي وياريت موقع هذااا الدكتور علي صفتي الشخصيه
17-12-2012 / 08:27:49 محمد
أسئلة مشروعة
خاتمة المقال متجانسة مع الأسئلة المطروحة التي لا تجد لها اجوبة...
هاته الأسئلة هي مشروعة و جوابها سهل إذا أحسنت لمن توجهها...
ألفصيل الوحيد الذي يجيبك بلا تناقض هو : تنظيم القاعدة....
18-12-2012 / 21:38:44 اسامه السيد