التطرف العلماني بتونس، أو حينما تصبح محاربة الرموز الإسلامية فنا
بوابتي المشاهدات: 14371
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا شك أن من أشد ما ابتليت به المجتمعات الاسلامية في طريق قومتها ولا زالت، هو تواجد أطراف بداخلها نُشّأت على خلفية فكرية متغربة، وعُمّيت أبصارها، بحيث إنها لا تستطيع أن ترى الإسلام ورموزه إلا كعوامل تخلف وجب مقاومتها واقتلاعها.
وليس يعنينا في هذا السياق الحديث عن العوامل التي أوجدت أمثال هذه الأطراف والشخصيات العلمانية، ولكن يحسن بنا إلقاء الضوء على بعض من سلوكياتها الشاذة في الإنبتات عن جذورها حدا وصل ليس فقط التطرف في محاربة الإسلام من خلال رموزه، وإنما تصوير تلك الأعمال المتطرفة على أنها من الفن، يجازى عليها أصحابها ويشاد بهم عوض أن يحاسبوا ويعاقبوا، وهي مرحلة متقدمة من الانحطاط.
لعل الكل يعلم بأمر المسرحية التي أنتجها أحد رموز العلمانيين التونسيين في الميدان الفني ببلادنا، والمعنونة ب"خمسون"، وبعد مدة من بداية عرضها بتونس وقبلها بفرنسا، تحرك صاحب المسرحية خارج الوطن لعرضها، وهو الآن بسوريا، ووجد هنالك من الإعلاميين من هو على شاكلته ممن يسوئه قومة الإسلام ومظاهر الصحوة التي تعم مختلف بلدان العالم، فكان أن حبّروا المقالات التي تتحدث عن "بطولة" صاحب المسرحية في مواجهة الظلامية والتطرف الإسلامي المزعوم، كما شرقوا وغربوا وزايدوا في التحريض على الإسلام من خلال التحريض على رموزه والمتمثلة في الحجاب الإسلامي وهو موضوع المسرحية المشار إليها وربطه بالإرهاب، وغصّت مقالاتهم بالتشويه والتحريف والتهويل كعادة أهل الباطل عموما ومتطرفي العلمانيين من اليساريين خصوصا، وهل يرجى ممن تحركه أهواء النفس غير الحقد والبغضاء للمؤمنين الصادقين الملتزمين بدينهم؟
وتنطلق المسرحية من خلفية الإبتآس من أمر انتشار الصحوة الإسلامية وتوسع مظاهرها كارتداء الحجاب الإسلامي، ويرى صاحب المسرحية أن ذلك من علامات إرتكاس تونس بعد خمسين سنة من الاستقلال، وهو يبدو ولا ريب مهموما بهذا المآل الذي يخشى أن يلمّ حتى بابنته، كيف وهو من اليساريين الذين عملوا طوال حياتهم على زرع بذور الانحراف لدى الناشئة بما استطاعوا، وأخيرا يفاجأ أن مازرعه لا يعدو أن يكون كيد باطل، وان نتيجته كالهباء، لا شيئ، كما يتيقن صاحب المسرحية أن مكر الليل والنهار الذي أنتجه هو وصحبه وبرعوا في تزينه للناس طيلة عقود بما استحفظوا عليه من وسائل إعلام، كان نتيجته الانهيار والزوال، وهنا يقوم المؤلف يمهاجمة كل الأطراف، ليس المتطرفين بزعمه فقط، ولكن حتى من أولئك المنتمين لصفه، ويحمل الكل مسؤولية المآل الكارثي -كما يرى- الذي يحل بالناس وخاصة الشباب منهم.
ولان الأمر الذي يحذر منه صاحب المسرحية لا يستحق كل هذا الهلع، ولان الناس ترى الواقع عكس ما يصوره هو، إذ يرى الناس أوبة الشباب لدينهم من دواعي الفرح والخير الذي يريده الله بها البلد، وليس مدعاة للتطير والانتفاض والفزع، كان على صاحبنا أن يزيف الحقائق ويشوهها ويعمل على تضخيم عناصر التخويف منها، لكي يمكنه تمرير فزعه لدى الناس، وكيف لا يبرع في التحريف، وهل برع العلمانيون إلا في تحريف المعطيات وإضلال الناس؟
فكان أن مرر في مسرحيته فكرة أن الفتاة الملتزمة إرهابية تتربص بالمجتمع، وجب بالتالي الحذر منها، فعمل على إبراز فتاة متحجبة كانتحارية من دون قضية مذكورة، وهو هنا لا يعمل فقط على تشويه الحجاب الذي هو رمز إسلامي لا جدال فيه، وإنما يعمل على تنزيله من مرتبة الفرض الديني لمرتبة الموضوع الفني القابل للنقاش والسخرية، وتمثل مثل هذه الممارسة جرأة كبيرة على الإسلام، ولذلك فلا عجب أن لا يحتفى بمثل هذه الانتاجات الهابطة إلا سقط المتاع من الصحفيين الذين نبتت لحومهم من السحت والارتزاق من أذيال السفهاء ممن يسمون فنانين.
ولما كانت الدول تنفق أموالا باهظة للرفع من صورتها خارجيا، من خلال الحملات الإعلامية المباشرة أو الغير مباشرة العاملة على تحسينها، فان الواحد منا يستغرب كيف يقع القبول بان تعمل أطراف غير مسئولة على تشويه صورة تونس خارجيا عوض العمل على تحسينها، وهل هناك أسوا من أن يسمح لطرف بتشويه رمز إسلامي من دون محاسبته، من خلال تقديم تصور ضمني مفاده أن تونس في عمومها ترفض الإسلام ورموزه، وهو ما يفهم من خلال المسرحية المشار إليها والتي تعرض بالعديد من البلدان الأجنبية، والتي عمقت من التصور النمطي القائل أن تونس بلد يحارب فيه الإسلام.
كما يجب في المقابل على العلمانيين التونسيين الهلعين من أمر انتشار الإسلام أن يعرفوا أنه إذا كان لتساؤل أن يطرح بعد خمسين سنة من استقلال تونس، فهو لن يكون بالتأكيد من تزايد التزام الناس بدينهم، وإنما سيكون ولا شك حول كيفية بقاء عوامل الانحطاط المعيقة لنمو تونس، والتي تمضي مُضي الطفيليات، والمتمثلة بالتحديد في تواجد العلمانيين وخاصة المتطرفين منهم جماعات اليسار، بالميادين الإعلامية والفنية بتونس، ومن ناحية أخرى فإن على صاحب المسرحية ومن ذهب مذهبه أن يعرف أن الفتاة المحجبة الملتزمة بدينها لم ولن تكون قنبلة تلحق الأذى بالمجتمع، وإنما القنبلة الحقيقية التي تضر بالمجتمع والتي تعمل عمل معول الهدم هي تلك الفتاة المتبرجة التي لا تلتزم بالإسلام، الساعية طوال وقتها لإغواء الناس وتخريب البيوت، المهمومة أبدا بزينتها وبلباسها، وهو النموذج الذي عمل صاحب المسرحية على الترويج له طوال حياته، فبئس الهدف و بئس النتيجة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
18-07-2009 / 09:54:12 بوابتي
موتوا بغيظكم
السيد براستوس
انا على علم بتدوينتك التي تهجمت فيها على موقع "بوابتي"، وحملت عنوان
نشريّة "بوابتي" الالكترونية : بوّابة للجهل و مدخل للتعصّب و مفتاح للـفتن
وها انك تعلن انك لن تفتر حتى يقع غلق الموقع، أقول ردا على ذلك:
- ان تعلن ابتآسك من موقع "بوابتي"، هذا شيئ طبيعي صدوره من أهل الباطل شراذم اليسار، الذين ماعرف عنهم الا انهم كائنات تمضي مضي الطفيليات بالجسد، في حب الفساد والإفساد، وهل تحب الطفيليات الا العفن،وهل ترتاح الطفيلات الا لخلو الساحة من عناصر النظافة والعفة.
- وأن تعلن سعيك لإسكات موقع "بوابتي"، هذا شيئ طبيعي من شراذم اليسار، وهل وجد هؤلاء الا من خلال فرض انحرافاتهم الفكرية واستغلال حالة الفراغ العقدي، وهل انتشر قطعان الزنادقة الا جراء فرض الراي الاخر، وهل يتبنى هرطقات الزنادقة اساسا الا من اوتي قدرا من الانحراف الذهني
- بقي القول انك لست الاول الذي يبتئس من موقع "بوابتي" او يتمنى اغلاقه، ولست بعد ذلك اراك تملك شيئا يؤهلك لان تنجز وعدك، والموقع ماض الى ماشاء الله له
وسيبقى موقع "بوابتي" مادام ينشر، شوكة فيي حلق اهل الباطل اي كانوا واولاهم زنادقة التونسيين.
ولا عزاء لك وصحبك إذن، ولست املك الا ان أقول لكم موتوا بغيظكم
18-07-2009 / 00:48:39 براستوس
سأفعل ما بوسعي ليغلقوا هذا الموقع المشبوه
كان تمشي (....) خيرلك
يا ظلامي يا رجعي يا متخلف
29-04-2008 / 13:15:33 معز
مع هذا الإنحطاط الداخلي نلاحظ هجمة خارجية تدعم الإنحطاط بكل وجوهه و تنهب ثروات الوطن و تتلاعب بمستقبل أبنائه و أقصد الزيارة غير المرغوب فيها هذه الأيام لشخص عرف بكره الإسلام و المسلمين و العجيب و المثير للتحسر أنه و لا وسيلة إعلام و لا موقع تونسي أعرب عن امتعاضه من هذه الزيارة يا وسائل الإعلام الله حسيبكم إن سكتتم عن هذه المهزلة.
معز
27-04-2008 / 19:51:52 كام
التطرف العلماني في تونسة, اوعندما يصبح .....
هذا ليس بالشيء الجديد في تونس اوفي مختلف الدول العربية ولكن لمحاربة هذه الظاهرة يجب على شبابنا أن ينهض ويبدا في التفكير في كل ماهو عربي ومادا يريد منا الغرب
أخذ ثرواتنا بالأمس وعطل مسيرتنا بعد الإستقلال وحرر وبنى بلاده وكل البنية التحتية بجهود آباءنا وحرر بلاده بفضل نضال أجدادنا وخرب كل هويتنا وثقافتنا والآن يتهمنا بالتخلف ومع ذلك يأخذ كل أدمغتنا .........عليكم أن تفيقوا
27-04-2008 / 18:05:13 معز
مسرحية حقيرة
هذه المسرحية الحقيرة هي للعلمانيين الساقطين (...........) و ما أبعد أسماءهما عن أفعالهما، لماذا تعجبون من نشر هذه المسرحية فمثل هذه السفاهات تجد كل التشجيع بينما تجد بناتنا المتعففات كل التضييق (...........).
هذا البلد ينكر خيرة أهله و يكرم السفهاء ممن زلت بهم القدم أمثال هذا المجرم الحرامي (.......). لو كان لأفكاره رائحة لما جالسه أحد من نتونتها و خبثها. اللهم إنك تعلم ضعفنا و تكالب المنافقين و الكافرين علينا اللهم أحصهم عددا و أهلكهم بددا و أظهر الإسلام و المسلمين على عدويهم إنك ولي ذلك و القادر عليه و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
-------------
وقع حذف بعض الكلمات من دون الاخلال بالمعنى، الرجاء عدم ذكر أسماء الاشخاص
مشرف الموقع
26-04-2008 / 15:02:49 ابو سمية
مثل هذه الجوائز الاجنبية التي تمنح للتونسيين منتجي الافلام ، صممت اصلا لكي تشجع توجهات التبعية الفنية للغرب، فهناك جوائز تمنح للاننتاجات الفرنكفونية دون غيرها، وهناك أخرى تمنح لتلك الاعمال التي تبرز بشذوذ محتواها وان كانت لا تمت بصلة للواقع، كمجمل الاعمال السينمائية التونسية وخاصة تلك التي انتجتها اطراف يسارية وهي للاسف التي تتسيد الساحة الاعلامية والفنية لدينا بتونس.
26-04-2008 / 12:43:03 HANNIBAL
و هل شاهدت افلامنا في السنوات الاخيرة التي تروج للشدود الجنسي و الخيانة الزوجية و المخدرات
انهم يصورون كل ما تتخيله و تحلم به انفسهم المريضة في افلاهم و خاصة ما يرضي اسيادهم من الصليبيين حتى لا يبخلوا عنهم بالدعم ان عن طريق المال او فتات الجوائز
18-07-2009 / 09:54:12 بوابتي