البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

روسيا – إسرائيل، شراكة استراتيجية على الساحة السوريّة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3588


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اهتمّت إسرائيل بإنشاء علاقات جيّدة ومتميّزة باتجاه الجمهورية الروسية، سيما وأن تقييماتها تتم على أساس مصلحتها القوميّة، والتي غالباً ما تحرص على أن تكون مكفولة، وسواء كانت من خلال الضغط باتجاه حاجات روسية، أو نتيجة ذكاء إسرائيلي فائض، في أن تجعل نوعاً من الانسجام يؤدي إلى شراكة استراتيجية.

فهي ترى نفسها من جهة، القوّة الكبرى والمؤثرة، التي تنير العالم بسياساتها العميقة، وباعتبارها من جهةٍ أخرى، اللاعب القوي والوحيد، الذي باستطاعته ممارسة هواياته في الحديقة الخلفية لموسكو، من خلال الإبلاغ عن نوايا حقيقية، تتعلق بتقديم أسلحة ومعدات تكنولوجية حديثة إلى أوكرانيا وجورجيا وغيرهما.

في كل جولة، كان يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" إلى موسكو، كان نادراً ما يعود مكسور الخاطر، وحتى في حال اضطرار الروس إلى تسويغ انحرافات ضد رغباته الجامحة، والخاصة في الشأنين الإيراني والسوري.

فحتى روسيا حين حزمت أمرها إلى جانب الاتفاق النووي، بسبب عدم قناعتها كفاية، بأن هناك تهديدات حقيقية لإسرائيل، إضافة إلى أن مكاسبها الماديّة باتت ضرورية جداً في هذا المجال، خاصة وأن اسعار النفط غير ثابتة، وبإمكان أي جهة مُعادية زلزلتها إلى الحضيض، كما حدث خلال الفترة الماضية، حين قامت واشنطن بتبوير النفط وخسف أسعاره، كانت ترى أن لا مناص من تمكينه – "نتانياهو"- ببعض الإنجازات، باعتبارها بنود مهمةّ، يحق من خلالها أن يعتبرها نجاحات عملاقة.

فمثلما حصل في السابق، وتم إقناعه لروسيا، بتقويض أو تأجيل صفقة الصواريخ الروسيّة S – 300 التي كان من المقرر تسليمها للمؤسسة العسكرية الإيرانية قبل عدّة أعوام من الآن، فقد تمكن من إلزامها وفي ظل تعزيز حضورها العسكري في سوريا، بأن تأخذ الاحتياجات الإسرائيلية السياسية والأمنية بعين الاعتبار وبجدّيةٍ أكبر، عند تنفيذ سياساتها في الميدان السوري.

هذا إلى جانب الحصول على تعهدات روسية بتفهم التحركات العسكرية الإسرائيلية، في المناطق السورية والسماح باستغلال الوجود الروسي داخلها، بغية التنسيق الاستخباراتي بينهما، من أجل تفادي أي سوء تفاهم أو صدامات غير مقصودة، قد تنجم في المستقبل، حيث كان يتخوف من تأثير الدور الروسي على حرية حركة ونشاطات سلاح الجو الاسرائيلي العسكرية في المنطقة.

بما يعني سماح روسيا بغارات إسرائيلية ضد أهداف سورية، وإن بحجة مكافحة إرسالات السلاح باتجاه حزب الله اللبناني، كونها تتم بإشرافات إيرانيّة، وهذا ما تم بالفعل خلال الأيام الماضية، حيث أغارت إسرائيل وبراحة تامة، على أهداف متفرقة تابعة للجيش السوري.

إسرائيل وبرغم كل ما تقدم، فإنها لا تخفي شعورها بالقلق من زيادة التواجد الروسي، والدور التسليحي للجيش السوري بأحدث أنواع الأسلحة، وفي ضوء شعورها بتناقص الدور الأمريكي في سوريا والمنطقة، لكنها ستمضي في جعل نفسها شريكة حقيقية لروسيا، وسواء كان في المصالح أو الغايات أيضاً، برغم التناقض – الظاهري- بشأن الغاية الكبرى والمتعلّقة بمصير نظام "بشار الأسد" باعتبارها هي السائدة لدى جهات عدّة إقليمية ودولية.

ويسهل عليها الأمر، حين مشاهدتها لروسيا في أنها تتفهّم احتياجاتها باتجاه السوري، وفي أنها لا تمانع تماماً في مسألة الاستغناء عن "الأسد" ولكن لديها ضوابط يجب احترامها، حتى برغم الخطوة الروسية العسكرية داخل سوريا، والتي تستهدف مقاتلة الدولة الإسلامية (داعش)، وبالتالي انقاذه من الانهيار، وإعادة سيطرته على الأمور، ويزيد الأمر سهولة هو أن إسرائيل لا تُطالب كل الوقت بضرورة تقويض حكمه، باعتباره مألوفاً لديها، وأفضل مائة مرّة من آخر غير مألوف.

وبالمقابل فإن روسيا، وبرغم إعلاناتها عن انتقادها، وإبداء ملاحظاتها بالنسبة لجملة السياسات الإسرائيلية ضد سوريا بذاتها، لكنها وكما يهمّها تحدّي التوازن الغربي في المنطقة وكسر الشوكة الأمريكية وبوساطة إسرائيلية تحديداً، فإنه يهمّها بنفس الدرجة تقريباً، بأن تبقى إسرائيل قويّة، وحتى دون أيّة مراعاة لجهات عربية وإيرانية، وذلك من أجل ثقتها بأن إسرائيل قادرة على الحفاظ على مصالحها كشريكة استراتيجية، ولإدراكها بأن مئات الآلاف من سكان الاتحاد السوفياتي سابقاً ينطقون بالروسية في إسرائيل ويزاولون ثقافاتها أيضاً.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الحرب الأهلية بسوريا، النظام السوري، المعارضة السورية، روسيا، التدخل الروسي بسوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-10-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح المختار، أحمد بوادي، فتحي العابد، عمار غيلوفي، صلاح الحريري، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، د - المنجي الكعبي، د- هاني ابوالفتوح، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، د - صالح المازقي، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي عبد العال، مراد قميزة، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د. مصطفى رجب، إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، د. عادل محمد عايش الأسطل، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، د - عادل رضا، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، العادل السمعلي، صفاء العراقي، حاتم الصولي، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، سلوى المغربي، ياسين أحمد، ماهر عدنان قنديل، علي الكاش، د. أحمد بشير، محمد شمام ، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، الهادي المثلوثي، سيد السباعي، عبد الله زيدان، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، منجي باكير، طلال قسومي، كريم السليتي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود طرشوبي، إياد محمود حسين ، عراق المطيري، أحمد النعيمي، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، أحمد الحباسي، نادية سعد، حميدة الطيلوش، د- محمد رحال، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، المولدي الفرجاني، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، رافع القارصي، د- جابر قميحة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، د - الضاوي خوالدية، رضا الدبّابي، محمود سلطان، عمر غازي، صفاء العربي، سعود السبعاني، تونسي، مصطفي زهران، محمد الياسين، ضحى عبد الرحمن، د. خالد الطراولي ، سلام الشماع، سليمان أحمد أبو ستة، حسن عثمان، سفيان عبد الكافي، فهمي شراب، رحاب اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، محمد يحي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة