البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عباس يتوعّد بسلاح معطوب

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1998


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


توعّد الرئيس الفلسطيني "أبومازن" خلال افتتاح جلسة المجلس المركزي الفلسطيني ألـ 30 أواخر الشهر الماضي، بأن المركزي، باعتباره صاحب الولاية القانونية والسياسية على السلطة الوطنية، لأنه هو من أنشأها، سيتخذ قرارات هي الأخطر من نوعها، لأنهم - أي الإسرائيليين، والأمريكيين- لم يتركوا للصلح مكاناً، باعتبار أن الإسرائيليين قد نكصوا عن الوفاء باستحقاقات السلام، والأمريكيين الذين انحازوا إلى ناحيتهم، وبالقدر الذي أدّى إلى ما معناه، أن هدف إنهاء الصراع أخذ يبتعد أكثر فأكثر.

لم يمضِ يوماً أو يومين، حتى علمنا بأن المركزي، قد أقدم على تشريع المزيد من القرارات، وسواء الخطرة منها أو الأشد خطراً، وأصبحت أمامنا كحقيقة مُدوّية، وهي الخاصة بالجانب الإسرائيلي، بغض النظر عن درجة الرضى التي أبداها الفلسطينيين عموماً، حول إمكانية العمل بها أم لا، لكننا لا نعرف حتى اللحظة، كيف سينطبق وعيده، ضد ما يُسمّى بـ (صفقة القرن) من أنها لن تمرّ، كما مرّ (وعد بلفور) من قبل.

في العادة، فإن أي تحذيرات، أو توعّدات أو حتى تهديدات، لا بد وأن تصدر عن قوّة شاملة (ذاتية على الأقل)، وفي هذا المجال، فلدينا الكثيرين ممن يُودّون معرفة، ما هي القوّة الذاتية التي يحوزها "أبومازن" من أجل إرغام القوّتين العظمتين في العالم وفي المنطقة، على تغيير سلوكهما، وركوعهما أمام الثوابت الوطنية الفلسطينية، وهي تلك المُنادى بها منذ اتفاق أوسلو 1993.

لقد حقق الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إنجازاً كبيراً، باتجاه عملية إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، من خلال خلق بصورة أو بأخرى، قناعة لدى أغلبية الزعماء العرب، تصل إلى قبولهم للعناوين الرئيسة لـ (صفقة القرن)، وهي في كل بنودها التي تم تسريبها، تبدو منحازة بشدّة لإسرائيل، ولا تلبي الحد الأدنى للتطلعات الفلسطينية، حتى برغم تصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية، ادّعوا خلالها، بأن الصفقة تحمل بشرى كبيرة للفلسطينيين.

حتى برغم خسارته في الانتخابات النصفيّة التي جرت أوائل الشهر، فإن "ترامب" لا زال يعتبر نفسه شخصاً متفائلاً بالنسبة لمشروع الصفقة، حيث أن الانتقادات الآتية من دول الاتحاد الأوروبي، واستلامه جملة الامتناعات الفلسطينية عن قبولها، لم تُنقص من تفاؤله شيئاً، لكن السؤال هو، ما هو الشيء الذي جعله يسوغ لنفسه كل هذا التفاؤل؟

من المؤسف أن نجد أخباراً، تُفيد بأن "ترامب" يستعين بساسة ونافذين عرب وممن يُلقون على الفلسطينيين خصوصاً معظم التهمة، بل كلّها أحياناً، باعتبارهم يواجهون أي حلول بالحجارة فقط، وقد أضاعوا من قبل فرصاً جوهرية، سوف لن يحلموا بها منذ الآن، ونقول بالمناسبة إنهم – العرب- أصبحوا لا يجعلون للقضايا المصيرية الفلسطينية مسألة كبيرة، ولا يولونها ضمن أجنداتهم، بعد أن كانت المحور المركزي لدى ضميرهم وأفئدتهم بشكلٍ عام.

وإذاً كان "أبومازن" برغم ما سبقت الإشارة إليه، يراهن على السند العربي، في عملية مواجهة تلك الصفقة، فإن ذلك السند سيكون موجوداً وبقوّة، ولكن ضمن الصفقة، وليس على خلافها، وإلاّ سيبقى يئنّ بمفرده نهاية المطاف، وسيعرف حينها أن سلاحه الذي أطال التعلّق به وأمعن في الركون إليه، كان سلاحاً معطوباً.

إذاً، ماذا سيكون في حال، استمراره في المواجهة؟ والجواب هنا ربّما سيكون أمام واشنطن أولاً، بأن الصفقة غير ملزمة لأي طرف، كما تم الإعلان من قبل، وعلى "أبومازن" تحمل المسؤولية، باعتباره هو من رفضها، وثانياً، أن تقوم بالإيعاز إلى المعتدلين من العرب، باستخدام ضغوطاتهم المختلفة، لانتزاع أي موافقة ما.

أمّا ثالثاً، فإن الصفقة لدى واشنطن، هي ذات صلاحيّة ممتدّة، ويمكنها الانتظار إلى ما شاء الله، وإلى حين أن يتضح للفلسطينيين المستقبليّين، بعدم وجود أفضل منها، وفي ضوء أن "ترامب" وفريقه، ليسوا في عجلة من أمرهم، وخاصّة في حضور أن عجلة الزمان، لن تقف في المكان، كما وأنها لن تُعيد ما فات.

خانيونس/فلسطين

10/11/2018


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، السلطة الفلسطينية، فتح، حماس، إسرائيل، أبومازن،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-11-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
طلال قسومي، رافع القارصي، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، د- جابر قميحة، د - محمد بن موسى الشريف ، د - صالح المازقي، رافد العزاوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي، عبد الغني مزوز، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، رمضان حينوني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، محمد الياسين، ياسين أحمد، صفاء العراقي، علي عبد العال، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، مصطفي زهران، جاسم الرصيف، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، محرر "بوابتي"، محمود سلطان، كريم السليتي، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ، محمد الطرابلسي، خبَّاب بن مروان الحمد، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، يحيي البوليني، د - مصطفى فهمي، أحمد الحباسي، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، أحمد النعيمي، محمد يحي، عواطف منصور، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، إسراء أبو رمان، فتحي العابد، سليمان أحمد أبو ستة، مجدى داود، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، صالح النعامي ، د- محمد رحال، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، د - المنجي الكعبي، صباح الموسوي ، سعود السبعاني، منجي باكير، سيد السباعي، يزيد بن الحسين، أبو سمية، مراد قميزة، فتحي الزغل، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العربي، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، نادية سعد، أحمد بوادي، د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، د- محمود علي عريقات، د. أحمد بشير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، د. عبد الآله المالكي، د. خالد الطراولي ، سامر أبو رمان ، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهيثم زعفان، سلام الشماع، فهمي شراب، محمد شمام ، وائل بنجدو، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، عراق المطيري، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح المختار، أنس الشابي، خالد الجاف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة