البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!

كاتب المقال  د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2424


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ تشكيل الأونروا UNRWA)) في نوفمبر عام 1948، والذي تم بناءً على قرار هيئة الأمم المتحدة، في أعقاب إنشاء دولة إسرائيل، والتي تضمنت مهمتها، مسألة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والتي وصلت مساعداتها- الآن تقريباً- لحوالي 5.3 مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية، قطاع غزة وفي انحاء الشرق الأوسط.

كان رفض الفلسطينيين لقيامها واضحاً بداية الأمر، لأملِهم الجارف في الإجهاز على الدولة الإسرائيلية الوليدة، والعودة إلى ديارهم، لكننهم تراجعوا عن رفضهم بشكلٍ مفاجئ، عندما أيقنوا بأن قضيّتهم، تزداد تعقيداً، وحياتهم أصبحت أكثر مأساةً، كما أن قيمة المساعدات التي بدأت الأونروا بتقديمها، بدت رهيبة، ووصلت إلى حد التبذير، حيث غطّت رؤوس اللاجئين، وأغرقت جيوب الموظفين منهم، وأولئك الذين لا عمل لهم، لدرجة أن المواطن يكون محظوظاً، في حال تمّ زواجه من امرأة لاجئة، باعتباره مشروعاً ناجحاً، سينعكس على جملة حياته وعلى الصعيدين المادي والمعنوي.

شيئاً فشيئاً أصبحت الأونروا، الملجأ الكبير الذي يعتمد عليه الفلسطينيين (رسميين– لاجئين- مواطنين)، وفي ظل أن جملة مساعداتها أصبحت تمثل عصب حياتهم اليومية، خاصة وأنها تشمل كافّة المواد التموينية والتعليم والصحة إلى جانب تنفيذ برامج متقدمة، كالحماية والرعاية والتأهيل وخدمات تطويرية أخرى. بحيث تعلوا أصواتهم في حال تأخرت وجبة المساعدات أو تباطأت تلك البرامج يوماً أو بعض يوم.

لكن الحال لم يدم طويلاً، حيث أصبحت تلك البرامج تتناقص كلما مرّ الوقت، وتسببت في حصول أزمات مادية ومعنوية لدى الفلسطينيين بعمومهم، ليس بسبب تكاثر أعداد اللاجئين أو لازدياد حاجاتهم، وإنما لدواعٍ سياسية وأمنيّة محضة، والتي غالباً ما تكون آتية من الولايات المتحدة وإسرائيل، أو من دول أوروبية أخرى، أو الاونروا نفسها، باعتبارها جزء من عملية التضييق على اللاجئين، رغبةً في حل نفسها، وإن كانت استجابة لضغوطات من تلك الدول.

على أي حال، فقد أثرت تلك الأزمات، سلباً على فئات معينة وكبيرة من اللاجئين، بعد تخلّيها عن تنفيذ أعمال رئيسية داخل المخيمات، بفضل سياسة الولايات المتحدة المتجهة ضد الفلسطينيين، ففي كل عهد، كانت تتوعد بحسم أجزاء كبيرة من الدعم، في أعقاب أي حادثة، أو لأي مناسبة، أو لوجود اشتراطات طارئة، مثل ربطها بضرورة عودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.

وكانت الأونروا قد تلقّت اتهامات متواصلة، والمتعلقة باستمرارها في طرح الدروس المعادية لإسرائيل في مدارسها، وتتجاهل في نفس الوقت، النشاطات المسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية، التي تتم في منشآتها، بما يشمل الادعاءات بتخزين الصواريخ ووجود انفاق تابعة لحركة حماس والجهاد الإسلامي بداخلها، فضلاً عن اتهام بعضاً من موظفيها الفلسطينيين، بأنهم تابعين للحركتين والحركات الفلسطينية الأخرى، أو يدعمون نشاطاتها المسلحة.

اضطرار رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، وعلى خلاف الجيش وجهات أمنية إسرائيلية، إلى مجاراة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بشأن نواياه بحجب الأموال المقدمة للأونروا، وإن كانت رغبته تدل على القطع التدريجي، بدلاً عن قطع الفجأة، للخشبة من اندلاع مشكلات وأعمال عنف، إسرائيل في غنى عنها، حتى في ضوء اقتناعه التام، بأنها منظمة خارجة عن المألوف، وأنه في النهاية يجب تفكيكها والإطاحة بمؤيديها، خاصةً وأنها لا تزال تعمل على إدامة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وعلى إدامة مسألة حق العودة الفلسطيني، الذي هدفه إزالة إسرائيل ومحوها عن الخارطة.

كان بدا "ترامب" من أكثر المستفيدين من أفكار "نتانياهو"، والتي أوصلته حتى إلى تجاوز السلطة الفلسطينية، والسير باتجاه خلق وتحفيز قيادات جديدة يسهل التحاور معها، بشأن العثور على سبيل يُسهّل حصول العيش المشترك، وحل القضية الفلسطينية حلاً إقليمياً، وذلك من خلال خطته (صفقة القرن)، والتي تستند على (العصا والجزرة)، والتي تعني منح جوائز وتسهيلات اقتصادية للفلسطينيين، وتوجيه عقوبات صارمة ضدهم في حال رفضهم للخطة، وفي ظل وجود الآلاف في قطاع غزة - على الأقل- يحتجّون على تدهور ظروفهم المعيشية.

الولايات المتحدة، في حال تنفيذها لقرار تقليص حصتها المدفوعة لصندوق الوكالة، والبالغة بـ 125 مليون دولار، فإنها تثبت بأنها غير طاهرة باتجاه الفلسطينيين، وذلك بسبب عدم قيامها بالمساس بالدعم المقدّم لهم، والذي يخدم مصالحها ومصلحة إسرائيل، فهي ستستمر في تقديم الأموال، باتجاه مؤسسات السلطة الفلسطينية، والتي تهتم بالجوانب الأمنية على نحوٍ خاص.

الفلسطينيين ككل (سلطة وفصائل ومواطنين) إلى حد الآن، جميعهم يفضّلون أكل الحصى على الانحناء أمام النوايا الأمريكية، وخاصة في شأن هذه المسألة، باعتبارها تمثل ابتزازاً صارخاً، وخارجاً عن الصف الأممي، الذي يساند القضية الفلسطينية وحتى الرمق الأخير، وهذا شيء جيّد، لكن ما يُثير المخاوف وبصورةٍ مُرعبة، هو عدم استطاعتهم الاستمرار في فعل ذلك، حينما يستولي الشعور، بأن هناك وميضاً أخضراً من بعض الدول العربية أمام الموقف الأمريكي، والتي تستطيع تبرير سلوكها، بأنه حان الوقت لحل القضية الفلسطينية، والأخذ بيد الفلسطينيين.

خانيونس/فلسطين

11/1/2018


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، الأونوروا، اللاجؤون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-01-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، مصطفي زهران، فهمي شراب، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، سامر أبو رمان ، ياسين أحمد، رافع القارصي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بوادي، أبو سمية، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العراقي، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، محمود طرشوبي، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال، سلام الشماع، د- جابر قميحة، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، د. عادل محمد عايش الأسطل، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح المختار، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، محمد الياسين، حسن عثمان، مجدى داود، رضا الدبّابي، مراد قميزة، صفاء العربي، عبد الله الفقير، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم السليتي، عراق المطيري، د - صالح المازقي، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، فوزي مسعود ، محمد يحي، علي الكاش، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله زيدان، عمار غيلوفي، د. أحمد بشير، كريم فارق، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، محمد عمر غرس الله، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، د- محمود علي عريقات، د. أحمد محمد سليمان، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفى منيغ، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، حاتم الصولي، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ماهر عدنان قنديل، د. صلاح عودة الله ، منجي باكير، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، يحيي البوليني، خالد الجاف ، ضحى عبد الرحمن، يزيد بن الحسين، وائل بنجدو، سامح لطف الله، رمضان حينوني، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، تونسي، د - الضاوي خوالدية، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، أنس الشابي، طلال قسومي، عواطف منصور، رافد العزاوي، سعود السبعاني، الناصر الرقيق، عمر غازي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة