البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ملك إسرائيل العتيد

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3997


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم تكن قوة اليمين في إسرائيل كما المعتاد، هي السبب وراء جلب حزب الليكود برئاسة "بنيامين نتانياهو" إلى سدّة الحكم، خلال انتخابات 2009، وانتخابات 2013 على التوالي، وبغض النظر عن ضعف اليسار بقيادة حزب العمل، الذي كان محل اتهام بالتخلي عن مبادئه، وعن رؤيته الاشتراكية الديمقراطية، فإن سببين رئيسين اثنين كانا وراء ذلك الجلب، الأول: وفيما يخص الانتخابات الأولى في أن "تسيبي لفني" زعيمة حزب كاديما حينها، والفائزة في الانتخابات بـ 28 مقعداً- بزيادة مقعد واحد عن حزب الليكود، لم تستطع تشكيل الحكومة طيلة الفترة الممنوحة لها قانوناً، بسبب أن الكتل والأحزاب التي رغبت في انضمامها لحكومتها قدمت اشتراطات تعجيزية أمامها تتعارض وبرنامج حزبها السياسي ما أفسح المجال واسعاً أمام نتانياهو للتقدم إلى الأمام نجو تخليص الوزارة من قبضتها. والسبب الثاني: هو أن "نتانياهو" كان تميز بمنزلة شيطانية حرص على اكتسابها طيلة أيام سباته السياسي والتي دامت على مدار سنوات حكم العمل وولاية "أريئيل شارون" التي تبعتها، حيث حصل بموجبها لدى فئات يهودية ودينية متشددة على محبة خاصة، تمكن من خلالها، إثبات أنه الأقدر على قيادة الدولة وعلى الصمود باتجاه القضية الفلسطينية، بعد أن شارف اليسار واليمين اليساري إلى التضحية بتنازلات تمس أسس الدولة من جذورها، سيما تلك التي وهبتها حكومة "إيهود باراك" على مدى أعوام رئاسته 1999 - 2001، أو ما جادت به حكومة "إيهود أولمرت" – حزب كاديما- على مدى عامين طويلين 2006- 2008. وخلال الانتخابات الثانية 2013، كانا السببين نفسيهما- بمرافقة تغيرات هامشية- وراء حصوله على كتاب تشكيل الوزارة، على الرغم من صدمته من نتائجها والتي أظهرت تنبؤات عكسية مما كان وشريكه في الائتلاف الحزبي (الليكود بيتنا) وفي الحكم فيما بعد، زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) "أفيغدور ليبرمان" يأملان بها، طمعاً في تشكيل حكومة قادرة بدون التوسل لدى الأحزاب الصغيرة، تجنباً لابتزازها وفرض اشتراطاتها للائتلاف معها، وبرغم حوادث وشبهات وفساد طافت بصخب حول الحزب، و"ليبرمان" تحديداً، إلاّ أن "نتانياهو" استطاع تشكيل الحكومة والتي اعتبرت أكثر يمينية من الحكومات التي سبقتها، ونجح من خلالها أن يشكل اجماعاً وطنياً لافتاً، مسانداً له في إعادة رسم وترسيخ الشعارات الحماسية القديمة، والتي مكّنته من أن يشعر بأنه هو ملك إسرائيل، ويحق له قيادة الدولة بناءً على تلك الشعارات.

لكن الذي غاب عن ذلك الجمهور، هو أنه لم يحسب حساباً للتغيرات التي تطرأ عادةً على الأشخاص بحكم تقدّمهم في السن، الذي يؤثر تلقائياً على الفكر والسلوك معاً، حيث انتقل "نتانياهو" من حماسة الشباب القوية والجامدة، إلى سكون العجائز الضعيفة والمرنة معاً، وذات الجمهور الذي انتخبه قبل ست سنوات، فهو لا يريده الأن ولا لدقيقة واحدة، بسبب ما بدى عليه من ضعف رؤيته، وسوء قيادته، وانحداره إلى مسالك الأولين، بالرغم من حذره بما جرى لمن سبقوه في الحكم وذهبوا إلى الجحيم، ونفيهم من التاريخ الصهيوني على الأقل.

لقد كان مقتنعاً تماماً بموافقته على الاتفاق مع حماس بشأن وقف النار، مستفيداً من حصوله على إذن مسبق من الحكومة التي يقودها - ربما على حين غرة- بإدارة المفاوضات، لكن سرعان ما تبين للحكومة، بعد إقدامه على تلك الخطوة، بأنه بدأ يفقد عقله، وأن إظهاره الشعور بالنصر في شأن فوزه بمواقف إقليمية وعربية باتجاه القضية الفلسطينية وباتجاه حركة حماس بخاصة، هو شعور كاذب، بسبب أن ذلك الفوز جلبته إسرائيل ككل بناءً على تطورات سياسية وتقلبات إقليمية ودولية، ولذلك فقد رأت وهي بالطبع جرى اختزالها في شخص الفتى الحماسي زعيم البيت اليهودي "نفتالي بينت" باعتباره – ملك إسرائيل الجديد- الذي كان له أن يصعد رصيده الشعبي في كل دقيقة في مقابل تناقص أرصدة آخرين وبضمنهم "نتانياهو" نفسه، بسبب ملامسته بقوة طموحات اليمين المتشدد في إسرائيل وخارجها أيضاً، أن تلحق نفسها بنفسها، وبدون علمه على مبدأ ( نداً بند ٍ) كما فعل هو في عدم مشاورته لها في شأن اتفاقه مع حماس، وترتيباً على ذلك فقد تغاضت عن أن يبقى "نتانياهو" على كرسي القيادة، لكن على قاعدة أن "بينت" هو الذي على الجانب الأيمن مكان المدرب بحيث يتمكن من ضبط القيادة كما يرى، وليس كما يرى ذلك العجوز، فالحكومة من خلال قوّته وسيطرته الواضحتين، هي من قامت باتخاذ خطوات مضادة لما قام به على غير رغبتها، وليس "نتانياهو"، وهي التي حمّلته مسؤولية فشله بشأن إدارة الحرب وحسمها أمام حماس، وتبعاتها السياسية والاقتصادية والمجتمعية وغيرها، بعد اعترافه هو بنفسه ووزير دفاعه "موشيه يعالون"، ورئيس أركان الجيش "بيني غانتس"، بأن ليس لديهم أي حل، وأن إسرائيل بكامل قوتها لم تنجح في حسم المعركة مع حماس. وألحقته المسؤولية أيضاً في عدم المحافظة على الدعم الدولي لها الذي استعر بادئ الأمر، وهمد كالرماد دفعةً واحدة نهاية المطاف. والحكومة وليس "نتانياهو" هي من قامت بالنكوص عن إرسال وفد إسرائيل إلى القاهرة، حسب الاتفاق لتكملة المفاوضات المرتبطة بوقف النار، وهي التي أخذت على عاتقها بأن لا إفراج عن الأسرى الفلسطينيين القدامى – ما قبل أوسلو- حسب اتفاق العودة إلى المفاوضات منذ أواخر يوليو/تموز 2013، ولا التراجع عن مسألة اعتقال محرري صفقة وفاء الأحرار، والحكومة نفسها هي من قامت بعرقلة وصول الأموال اللازمة للسلطة الفلسطينية، وهي أيضاً من قامت بإطلاق اليد الاستيطانية وإغداقها بالمال لتمارس نشاطاتها طولاً وعرضاً، وهي من قامت بإصدار قرار مصادرة أراضٍ فلسطينية في منطقة بيت لحم، وهي من قامت برفض أية أفكار خاصة بالعملية السياسية وحتى لو كانت تنطوي على تنازلات غير مسبوقة قصد بها الرئيس الفلسطيني "أبومازن" تحريك المفاوضات، وهي أيضاً التي استقرت على بقائه في رئاسة الحكومة، وذلك للحفاظ على قوة اليمين المتبقية، ولكن ليس كملكٍ لإسرائيل بأي حال.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، حماس، غزة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-09-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- هاني ابوالفتوح، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، حاتم الصولي، أبو سمية، كريم السليتي، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي الفرجاني، ياسين أحمد، محمد عمر غرس الله، مراد قميزة، إياد محمود حسين ، د - محمد بنيعيش، كريم فارق، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، د. طارق عبد الحليم، أنس الشابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله زيدان، إسراء أبو رمان، جاسم الرصيف، أحمد ملحم، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، إيمى الأشقر، منجي باكير، د - صالح المازقي، محمود طرشوبي، سامح لطف الله، عواطف منصور، وائل بنجدو، محمد الياسين، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، حميدة الطيلوش، سيد السباعي، مصطفي زهران، أحمد النعيمي، محمد الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحي العابد، محمد أحمد عزوز، عبد الرزاق قيراط ، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، د- محمد رحال، رشيد السيد أحمد، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد العيادي، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، عبد الله الفقير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، رافد العزاوي، عراق المطيري، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، علي الكاش، فهمي شراب، محمد يحي، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، الهادي المثلوثي، مصطفى منيغ، العادل السمعلي، سفيان عبد الكافي، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد الحباسي، الناصر الرقيق، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، صالح النعامي ، الهيثم زعفان، خالد الجاف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، نادية سعد، يحيي البوليني، صلاح المختار، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، محمود سلطان، أحمد بوادي، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، سعود السبعاني، سلام الشماع، د - عادل رضا، صفاء العراقي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة