البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

ماذا يخفى معز بن غربية ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5843


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وصفها البعض بالقنبلة و آخرون بالزلزال، أسالت كثيرا من الحبر و التعاليق المختلفة، لكن بالطبع و كالعادة هناك مشككون و هناك أسئلة كثيرة و هناك ردود فعل، المهم أن التصريحات الأخيرة للإعلامي معز بن غربية قد وصلت إلى مبتغياتها و حركت المياه السياسية الآسنة و الراكدة في تونس، هذا صحيح في المطلق لكن معز بن غربية لم يقدم الكثير و أبقى الكثير في جعبته لوقت الحاجة كما يقول، عدا ذلك لم يقتنع المتابعون بأن بن غربية قادر على تقديم ما يملك للعدالة، فالقاضي المباشر لقضايا الشهيدين بلعيد و البراهمى متهم مباشرة و بالصفة بالخيانة العظمى و التستر على مجرمين و تعطيل سير العدالة، اتهام صريح و عنيف من أحد المحامين عضو في لجنة متابعة قضية الشهيد شكري بلعيد، و هو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ القضاء التونسي، و لكنه يعتبر أحد إفرازات القضاء الموازى الذي زرعه وزير العدل السابق التابع لحركة الإخوان نور الدين البحيرى لخدمة الأجندة الاخوانية على حساب طموحات الثورة التونسية

من يحرك بن غربية ؟ ...سؤال يصعب الإجابة عنه في الوقت الحاضر لما عرف به الرجل من زئبقية في العلاقات مع الأحزاب الحاكمة و رغبه في التفرد و صنع الحدث على حساب المهنية و الأخلاقية الصحفية، الرجل أيضا له أعداء كثيرون على كل المستويات في الداخل و الخارج على حد سواء و رأسه مطلوب لأكثر من طرف سياسي في تونس، لكن من المؤكد أن بن غربية ليس وحيدا في هذه ‘ المعركة’ الإعلامية و ليس شخصا يتحرك من تلقاء نفسه ، من المؤكد أيضا أن بن غربية لم يفتح النار على بعض الأطراف المتهمة باغتيال شهداء الوطن من شكري بلعيد إلى سقراط الشارنى مرورا بفوزي بن مراد دون سبب و دون أن يكون الطرف المستهدف قد حاول في الآونة الأخيرة الخروج عن الإجماع السياسي المتفق عليه بعد الانتخابات التشريعية و الرئاسية الأخيرة، و لعل التسريبات الأخيرة حول وجود قطيعة سياسية بين الرئاسة و بين الإمارات العربية المتحدة بسبب غضبها من التحالف بين النهضة و النداء قد تفسر أهداف الحملة الانتحارية الإعلامية الأخيرة التي تستهدف حزبا دينيا مشاركا في الحكم و متهما بالاغتيالات، و القصد واضح هو زعزعة الثقة في هذه الحكومة و إسقاطها لإعادة ترتيب العلاقات بين حزب نداء تونس و بقية الأحزاب العلمانية الرافضة لمجرد مشاركة حزب القتل في الحكومة

من يريد اغتيال بن غربية ؟ ... بطبيعة الحال لا أحد يريد اغتيال الرجل و كل ما قيل هو مجرد تخيلات مقصودة لمزيد الإثارة و حبك خيوط اللعبة، فحركة النهضة الإرهابية ليست في وضع يسمح لها اليوم بتحريك آلتها العسكرية لتنفيذ اغتيال سيخرجها من الحكم و من البلاد و لم لا يعرضها إلى فتح الملفات المعلقة و المستورة، و رغم أن هناك من يتحدث عن اتهام الحركة بإثارة المشاكل الأخيرة في الجنوب و ‘باستدعاء’ الجماعات الإرهابية الليبية على الحدود للضغط على الحكومة و منعها من فتح بعض ملفات الفساد في علاقة ببعض وزراء النهضة و المؤتمر الذين نهبوا البلاد طيلة 3 سنوات من حكم الترويكا، فان ما يثير الانتباه حقا هو هذا التواصل المستمر بين الحركة و بين أكبر دولة إقليمية داعمة للإرهاب في الخليج العربي و هي تركيا بما يعزز قناعة البعض بان هذه الزيارات الأخيرة لقيادة النهضة و رموزها المتشددة تخفى وراءها سيلا من التساؤلات الحارقة، و هنا، يقول البعض أن بن غربية قد تحرك بدفع من أطراف سياسية معينة لإشعال الضوء الأحمر أمام قيادة الإرهاب النهضوية لتفهم الرسالة الغير مشفرة و تلتزم بقواعد اللعبة.

هناك رابط مباشر بين استقالة السيد الأزهر العكرمى و بين التصريحات العنيفة لبعض رموز الإخوان في علاقة بمسألة تحييد المساجد و عزل الأئمة، و بين تصريح بن غربية و محاولات البعض إثارة القلاقل في نداء تونس تحت ذريعة رفض جواز الضرورة بين النداء و النهضة، فهناك أطراف تسعى اليوم لفك الارتباط بين النداء و حركة الإرهاب النهضوية، و هناك من يريد كشف مسؤولية حركة النهضة في الاغتيالات ‘لاغتيالها’ إعلاميا و سياسيا و قضائيا، و هناك من يصر إلحاحا بان استمرار حركة النهضة في الحكم فيه خطر قادم يهم السلم الاجتماعية خاصة أن قطر و تركيا و إسرائيل لهم مصلحة معلنة في تفتيت الجسم التونسي و هم مواصلون في تقديم الدعم المادي الخيالي لإخوان تونس على مختلف مشاربهم التكفيرية العنيفة حتى تتمكن بعض أجنحة النهضة المعروفة بدمويتها بتنفيذ هذا المخطط الجهنمي لإسقاط النظام و بث الرعب و العمل على إعلان دولة الخلافة .

من المؤكد أن صمت الحكومة حول هذه التصريحات الخطيرة هو صمت العاجز الخجول المتردد، و من المؤكد أن صمت حركة النهضة المتهمة صراحة بالاغتيالات السياسية هو أصدق تعبيرا من التصريح ، و من المؤكد أن الإعلام التونسي المعروف بانحيازه لهذا الطرف أو ذاك قد أدرك اليوم أن اللعبة القذرة التي تدار من وراء الكواليس أكبر من أن تفهم خيوطها العريضة أو أن تظهر تداعياتها في القريب، في حين يسعى البعض اليوم إلى عملية طرح و ضرب و قسمة ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لكن من الظاهر أن هذه العملية الإعلامية قد أدت دورها قبل أن تبدأ و ستشهد الساحة السياسية بعد أيام قليلة كثيرا من المواقف المتباينة لتوضيح المشهد و لإعادة صياغة تعايش مسموم بين النداء و النهضة و بقية الأحزاب الكرتونية الأخرى التي فشلت في استقطاب الشارع في آخر التظاهرات بشارع بورقيبة بمناسبة رفض قانون المصالحة الاقتصادية، و هو ما يؤكد تماما أن اللعب بين القطبين الحاكمين قد أصبح على المكشوف و لو بالواسطة، و هذا مؤشر خطير يزيد من ضبابية المشهد الحكومي المتردد و الذي وصف فيه السيد الأزهر العكرمى في بيانه ‘ التأبيني ‘ الأخير الحكومة بكونها بلا أياد لترتعش.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، محاولة إغتيال رضا شرف الدين، عمليات الإغتيال، رضا شرف الدين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-10-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عادل محمد عايش الأسطل، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، مراد قميزة، عبد الله الفقير، سيد السباعي، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفي زهران، سامح لطف الله، محمد شمام ، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، عواطف منصور، د. مصطفى يوسف اللداوي، تونسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، د - الضاوي خوالدية، د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، محرر "بوابتي"، سليمان أحمد أبو ستة، العادل السمعلي، علي عبد العال، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - عادل رضا، الهيثم زعفان، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، إيمى الأشقر، عبد الرزاق قيراط ، د. عبد الآله المالكي، أحمد الحباسي، يحيي البوليني، حاتم الصولي، نادية سعد، يزيد بن الحسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، محمود طرشوبي، صفاء العربي، صالح النعامي ، إياد محمود حسين ، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، رمضان حينوني، مجدى داود، صلاح الحريري، أ.د. مصطفى رجب، محمد الياسين، د.محمد فتحي عبد العال، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، خالد الجاف ، عبد الغني مزوز، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، سلوى المغربي، أنس الشابي، أبو سمية، حسن الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، د. أحمد بشير، إسراء أبو رمان، محمد عمر غرس الله، أحمد بوادي، أحمد ملحم، محمود سلطان، كريم فارق، سعود السبعاني، منجي باكير، فوزي مسعود ، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، د. طارق عبد الحليم، رافع القارصي، الهادي المثلوثي، فتحـي قاره بيبـان، حسن عثمان، عمر غازي، فهمي شراب، د- هاني ابوالفتوح،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء